الطفولة المتأخرة
تمتد مرحلة الطفولة المتأخرة من سن 6 سنوات إلى 12سنة، بحيث تبدأ من دخول الطفل إلى مرحلة التعليم، وتنتهي في سن البلوغ، وتُعد هذه هي فترة النضج، حيث تتطور اهتمامات جديدة لدى الطفل إلى جانب النضج من الناحية الجنسية؛ كما ويتطور الطفل في النمو البدني والعقلي، وفيما يتعلق بالجنس، فإنّه يظل نامياً، ولكنه يظهر بقوة كبيرة في نهاية هذه المرحلة، وبالتالي تسمى هذه المرحلة فترة الكمون، وإلى جانب آخر تتأثر الطفولة المتأخرة، عند بدايتها ونهايتها، بالظروف التي تؤثر بشكل عميق على التعديلات الشخصية، والاجتماعية للطفل، كما وتتميز بداية الطفولة المتأخرة بدخول الطفل إلى الصف الأول في المدرسة، حيث إنّه يُعتبر هذا تغيير كبير في نمط حياة معظم الأطفال الصغار، وبالتالي فهي مسؤولة عن العديد من التغييرات التي تحدث في حياتهم من حيث المواقف والقيم والسلوك، وعلى الرغم من أنّه من الممكن تحديد بداية مرحلة الطفولة المتأخرة بدقة إلى حد ما، إلا أنّه لا يمكن للمرء أن يكون دقيقاً جداً حول الوقت الذي تنتهي هذه الفترة، وذلك لأنّ النضج الجنسي (المعيار المستخدم لفصل مرحلة الطفولة عن مرحلة المراهقة) يكون في سن متفاوتة، ويرجع ذلك إلى وجود اختلافات ملحوظة في الأعمار التي يصبح فيها الفتيان والفتيات ناضجين جنسياً، ونتيجة لذلك؛ فإنّ بعض الأطفال لديهم فترة أطول من المتوسط في مرحلة الطفولة المبكرة، في حين أنّ البعض يكون لديهم فترة أقل من المتوسط.[١]
نمو الإناث في مرحلة الطفولة المتأخرة
يُعتبر متوسط عمر بدأ تطور النضج الجنسي لدى الإناث هو 12.5، بحيث يبدأ الثديين بالظهور، وتأتي فترة الحيض لديهن في عمر العشر سنوات، وقد يكون هذا التطور مثير ومربك، فعلى سبيل المثال يُمكن أن يكون لدى فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً صعوبة في فهم سبب ظهور الثدي لدى صديقتها البالغة من العمر 9 سنوات، في حين أنّه ليس لديها أي بروز في الصدر.[٢]
نمو الذكور في مرحلة الطفولة المتأخرة
تظهر علامات النضج الجنسي لدى الذكور في مرحلة الطفولة المتأخرة من خلال زيادة حجم الخصيتين، وكيس الصفن، وذلك في عمر التسع سنوات، ويبدأ العضو الذكري عادة في النمو حول سن الثانية عشر، وسيبدأ شعر العانة بالنمو لديهم في هذا الوقت، وكذلك الإبط، والساق والصدر وشعر الوجه.[٢]
خصائص مرحلة الطفولة المتأخرة
فترة التطور الجسمي
تظهر علامات النمو لدى الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة من خلال زيادة الطول، والوزن، وتصلب العظام، وتحسن في تطوير المهارة والقدرة على التحمل، ويعمل على تطوير مهارات مثل مهارات المساعدة الذاتية، ومهارات المساعدة الاجتماعية، والمهارات المدرسية، ومهارات اللعب، بالإضافة إلى أنّه يُطور المهارات اللازمة في الكتابة، والرسم، والخياطة وغيرها في المدرسة، كما يعمل على تطوير مهارات مثل الرمي، والقبض، وركوب الدراجات الهوائية، والسباحة وغيرها.[٣]
فترة تنمية القدرة الفكرية
يتطور معدل الذكاء لدى الطفل في هذه المرحلة تطوراً كبيراً، حيث يُمكنه ممارسة قوته في الذاكرة، والاهتمام، والتفكير، والخيال، ويمكن أيضاً أن يحل المشاكل بذكاء، وبحلول نهاية هذه المرحلة يصبح مستقراً.[٣]
فترة من القدرة على التعلم
يكتسب الطفل الاستعداد الذهني للتعلم في هذه المرحلة، ويمكن أن تتطور اهتماماته في القراءة، والكتابة، والأنشطة الحسابية، وإظهار الوعي، والشعور بالتبعية لقواعد المدرسة، والقوانين، والانضباط، وهو يحاول معرفة خبرات جديدة من خلال التقليد.[٣]
فترة التنمية الاجتماعية
تُعد مرحلة الطفولة المتأخرة على أنّها مرحلة من التنشئة الاجتماعية الطبيعية، بحيث أن المدرسة الإبتدائية تقوم بتوفير وضعاً مثالياً لمثل هذه التنشئة الاجتماعية، إذ إنّ البيئة الاجتماعية للطفل ووظائفه تطور، كما ويمكن لكل من الفصول الدراسية أن تجعله يفكر ويعمل مع الآخرين، ويتبادل الفرح والحزن معهم، ويتعلم أيضاً بعض القواعد والمعايير الاجتماعية، من خلال المشاركة الفعّالة في المجتمع.[٣]
فترة التنمية العاطفية
يكتسب الأطفال في هذه المرحلة حافزاً قوياً للتعلم على السيطرة على التعبيرات الخارجية لمشاعرهم بشكل خاص، حيث إنّ التعبير عن العواطف، وخاصة المشاعر غير السارة، غير مقبول اجتماعياً لزملائهم في نفس العمر.[٣]
فترة تطور الاهتمامات
يتطور الاهتمام المكتسب والمشاعر نحو مواضيع ومجالات نشاط محددة، عند دخول الطفل إلى المدرسة الابتدائية، وقد لا يكون للطفل أي اهتمام محدد.[٣]