محتويات
'); }
مراحل مرض الإيدز
يمكن بيان مراحل مرض الإيدز أو السيدا أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزيّة: Acquired immune deficiency syndrome) واختصارًا (AIDS) بالترتيب بشيء من التفصيل على النحو التالي:
عدوى فيروس نقص المناعة البشرية الحادة
تتمثّل الاستجابة الطبيعيّة لجسم الإنسان بعد إصابته بعدوى فيروس نقص المناعة البشريّة بإصابته بمتلازمة الفيروسات الرجعيّة الحادة (بالإنجليزيّة: Acute retroviral syndrome) واختصارًا (ARS) أو فيروس نقص المناعة البشريّة الأوليّ خلال مدة زمنية تتراوح ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع من التقاط العدوى؛ بحيث تظهر كأعراض شبيهة لتلك المرافقة لمرض الإنفلونزا ولكن يجب التنويه إلى أنّ متلازمة (ARS) قد لا تتطوّر عند جميع المصابين بالفيروس، أو قد تتطوّر بعض أعراضها فقط، ولفهم هذه الاستجابة لابدّ من بيان أنّ ما يجري خلال هذه الفترة من الإصابة بالعدوى هو إنتاج كميات كبيرة من الفيروس في الجسم، فتنخفض بشكلٍ سريعٍ أعداد خلايا (CD4) المهمّة في الجهاز المناعي بسبب تدميرها بعد استخدامها من قِبل الفيروس لصُنع نُسخ منه؛ وهي خلايا كتلة التمايز التي تُسمّى أيضًا بالخلايا التائيّة أو الخلايا المُساعدة، ويحاول الجهاز المناعيّ مهاجمة الفيروس عن طريق أجسام مضادّة له بعمليّة تُسمّى التحول المصلي (بالإنجليزيّة: Seroconversion)؛ أي تظهر الأعراض كردة فعل لالتقاط الفيروس، ودوران الخلايا المُصابة في نظام الدّم، وبالحديث عن توقيت حدوث هذه العمليّة فهو غير ثابت ومُختلف ولكن قد يحتاج الجسم لعدّة أشهر للبدء بها، وفي النهاية سيستجيب الجهاز المناعيّ في جسم الإنسان؛ وتتمثّل استجابته بتخفيض كميات الفيروس لمستويات مستقرّة، وعلى الرّغم من احتماليّة عدم عودة خلايا التمايز لمستوياتها السابقة قبل العدوى إلّا أنّ أعدادها ستبدأ بالارتفاع، وفي هذه المرحلة تكون كميات الفيروس في الدّم مرتفعةً الأمر الذي يجعل من قدرة انتشاره فيها كبيرةً بحيث تكون الأعلى مقارنة بالمراحل الأخرى، وبذلك قد تزيد احتماليّة نقله للأشخاص الآخرين.[١][٢]
'); }
وبالعودة للحديث عن الأعراض التي قد ترافق هذه المرحلة أو الأعراض المبكّرة للفيروس فإنّها تستمر عادةً لمدة لا تزيد عن أسبوع أو أسبوعين تقريبًا في حال ظهورها، ويجب العلم بأنّ ظهور مثل هذه الأعراض على الجسم لا يعني بالضرورة الإصابة بالفيروس وإنّ إجراء الفحص هي الطريقة الوحيدة لتأكيد الإصابة به، ولذلك عند الشّك أو ارتفاع خطر الإصابة بالفيروس يجب استشارة الطبيب بغض النّظر عن ظهور الأعراض من عدمه، وسيقوم الطبيب بالإجابة عن التساؤلات وتحديد التوقيت الصحيح لإجراء الفحص؛ حيث إنّ الإصابة بالمرض قد لا تظهر خلال المرحلة المبكّرة، لذلك يجب المسارعة في استشارة الطبيب عند الشّك باحتماليّة الإصابة، كما يوصى باستخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة العلاقة الجنسية خاصة في حالة الشك بالإصابة بالفيروس وذلك لحماية الشريك من الإصابة، ويمكن بيان هذه الأعراض كما يأتي:[١][٢]
- الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة.
- الطفح الجلدي.
- ألم الحلق.
- تضخّم الغدد.
- الصداع.
- الشعور بعدم الرّاحة في المعدة.
- ألم المفاصل.
- ألم العضلات.
مرحلة الكمون السريري
تُسمّى هذه المرحلة الكمون السريريّ (بالإنجليزيّة: Clinical latency) أو عدم نشاط فيروس نقص المناعة البشريّة أو الخمول، كما يُطلق عليها في بعض الأحيان المرحلة التي لا يُرافقها أعراض ظاهرة (بالإنجليزيّة: Asymptomatic) أو عدوى فيروس نقص المناعة البشريّة المُزمن، وتمتاز هذه المرحلة بعدّة خصائص فيما يأتي ذِكر لها:[٣]
- تكاثر الفيروس بمستوياتٍ قليلةٍ جدًّا على الرّغم من أنّه يبقى نشطًا في هذه المرحلة.
- إمكانيّة نقل العدوى، إلّا أنّ المصابين الذين يتلقّون العلاج كما يجب ويبقى الفيروس لديهم مقموعًا أو مكبوحًا ويمتلكون كميّات غير قابلة للتتبّع (منخفضة) لن ينقلوا الفيروس للشريك غير المُصاب.
- احتماليّة عدم ظهور أيّ أعراض على الأشخاص المُصابين أو تعرّضهم للمرض،[٣] حيث يُمكن الاستدلال على عدم ظهور الأعراض من اسم المرحلة وهو الكمون، وقد يشعر المُصاب بحالة صحيّة جيدة ويبدو سليمًا بحيث لا تظهر أيّ علامات عليه، مع ذلك يستمر الفيروس بإضعاف الجهاز المناعيّ.[٤]
- استمرار هذه المرحلة لمدّة زمنيّة قد تصل إلى عقد من الزمن أو أكثر عند الأشخاص غير الخاضعين للعلاج، ولكن قد يمر البعض بها بشكلٍ أسرع من ذلك؛ حيث يتراوح المتوسّط ما بين 8 سنوات إلى 10 سنوات، وقد لا يعلم المصابون في هذه المرحلة بإصابتهم بالمرض دون إجراء الفحص، أمّا الأشخاص الذين يتلقّون العلاج المضاد للفيروسات أو (ART) كما وُصف لهم فقد يبقون في هذه المرحلة لعدّة عقود.[٣][٤] وبشكل عام يمكن القول إنّ هذه المرحلة تتراوح استمراريتها بين عامين إلى 15 عامًا.[٥]
- بدء انخفاض أعداد الخلايا المساعدة أو (CD4) وارتفاع الحِمل الفيروسي (كميات الفيروس) في نهاية هذه المرحلة، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات الفيروس في الجسم واحتماليّة ظهور الأعراض وانتقال المُصاب للمرحلة الثالثة.[٣]
مرحلة ظهور أعراض فيروس نقص المناعة البشرية
في هذه المرحلة تبدأ أعراض فيروس نقص المناعة البشريّة بالظهور؛ حيث يكون الجهاز المناعيّ قد تعرّض للضرر والضعف مع مرور الوقت، ويعود السبب وراء ظهور هذه الأعراض إلى العدوى الانتهازية (بالإنجليزيّة: Opportunistic infections)؛ ومنها داء المقوسات (بالإنجليزيّة: Toxoplasmosis)، ومرض السل، ومرض الساركوما الكابوسي (بالإنجليزيّة: Kaposi sarcoma)، والالتهاب الرئويّ؛ حيث تقوم هذه العدوى بالاستفادة من ضعف الجهاز المناعي ومن هُنا استُمِدّ الاسم الخاص بها، وتتراوح شدّة الأعراض الناتجة عن هذه العدوى ما بين الطفيفة في بداية الأمر إلى الشديدة بعد ذلك،[٤] وفيما يأتي ذِكر لها:[٢]
- فقدان الوزن.
- الإسهال المزمن.
- التعرّق ليلاً.
- الحمّى.
- مشاكل في الجلد والفم.
- العدوى المنتظمة.
- الأمراض الخطيرة.
- السعال المستمر.
- الإرهاق.
- تضخّم العقد اللمفاويّة؛ وقد تكون من العلامات الأولى للإصابة بالعدوى.[٦]
- القلاع أو عدوى الخميرة الفموية (بالإنجليزيّة: Oral yeast infection).[٦]
- القوباء المنطقية (بالإنجليزيّة: Shingles) ويُسمّى أيضًا الهربس النطاقي.[٦]
- الالتهاب الرئوي.[٦]
متلازمة نقص المناعة المكتسبة
يُشخَّص حاملو فيروس نقص المناعة البشريّة بالإصابة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة في حالة وصول أعداد خلايا التمايز (CD4) لأقل من 200 خلية لكل ميللميتر مكعّب أو في حالة الإصابة بعدوى انتهازيّة محددة، وتعد الإصابة بالمتلازمة هي المرحلة النهائيّة والأكثر شدةً من عدوى الفيروس؛ وفي هذه المرحلة يُمكن للمصابين نقل الفيروس للآخرين بسهولةٍ وذلك بسبب امتلاكهم لمستويات عاليةً جدًّا منه، ويكون الجهاز المناعي قد تعرّض للضرر والتلف الشديد من قِبله وبالتّالي ولا يُمكنه مُقاومة العدوى الانتهازيّة،[٧] الأمر الذي يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض الشديدة والأمراض المرتبطة بالفيروس أو العدوى الانتهازية، وتجدر الإشارة أنّه تجب زيارة الطبيب في حالة ظهور أيّ من هذه الأعراض:[٨]
- فقدان سريع للوزن.
- التعب الشديد غير المفسّر.
- الإسهال الذي يستمر لأكثر من أسبوع.
- فقدان الذاكرة والاكتئاب والاضطرابات العصبية الأخرى.
- الحمّى المتكررة والتعرّق الليلي الشديد.
- الانتفاخ الممتد في الغدد اللمفاوية تحت الإبط والرقبة والفخذ.
- التقرّحات في الفم والشرج والأعضاء التناسليّة.
- ظهور البقع الحمراء والبنيّة والزهريّة والبنفسجيّة على الجلد وتحته أو داخل الجفن والأنف والفم.
منع تقدم مرض الإيدز
يُعدّ التشخيص المبكّر والحصول على الأدوية العلاجيّة المناسبة الطريقة الأكثر فاعليّة لإبطاء تقدّم الفيروس أو وقف تطوّره.[٩] ويمكن بيان الخيارات المتاحة المساعِدة على منع تقدّم المرض بشيء من التفصيل فيما يأتي:
الأدوية العلاجية
فيما يأتي ذِكر للأدوية العلاجيّة المُستخدمة لتثبيط تطوّر الفيروس بشيء من التفصيل:[٩]
- العلاج المضاد للفيروسات الرجعية: (بالإنجليزيّة: Antiretroviral therapy) واختصاراً (ART)، قد يستخدم الطبيب في هذا العلاج مجموعةً من الأدوية الطبية لكل مريض بهدف كبح نشاط الفيروس، وزيادة مناعة الشخص المُصاب، وإطالة عمر الفرد المتوقع، كما أنّه يُقلل من احتمالات انتقال الفيروس للآخرين، ويُعد هذا العلاج مناسبًا لجميع المراحل ولكن ويجب الالتزام بجدول الأدوية بشكلٍ حازمٍ لضمان فاعليته ومنع مقاومة الفيروس للأدوية الموصوفة.
- الأدوية العلاجية الوقائيّة السابقة للتعرض للفيروس: أو الوقاية قبل التعرض أو الاتقاء قبل التعرض (بالإنجليزيّة: Pre-exposure prophylaxis) واختصارًا (PrEp) وهي أدوية وقائيّة؛ حيث تتضمّن علاجات طبيّة متاحة للأفراد غير المصابين بالفيروس الذين يرتفع لديهم خطر الإصابة به.
- الأدوية العلاجية الوقائيّة بعد التعرض للفيروس: أو الوقاية بعد التعرض (بالإنجليزيّة: Post-exposure prophylaxis) واختصارًا (PEP)، ويهدف هذا العلاج لإيقاف الفيروس ومنع تطّوره لحالة طويلة الأمد، ويلجأ له الأشخاص كعلاجٍ طارئٍ لمن يظنّ أنه قد تعرّض للفيروس خلال 72 ساعة من التعرّض المُحتَمل له.
نمط الحياة
تلعب بعض عوامل الحياة دورًا مهمًّا في تطوّر المرض بعد تشخيص الإصابة بالفيروس، ومنها العوامل التي تسهم في تعزيز الجهاز المناعيّ ومساعدة الجسم للتصدّي للعدوى، وفيما يأتي ذِكر لها:[٩]
- تقليل الإجهاد: يرفع الإجهاد من خطر تطوير الأمراض والعدوى الانتهازيّة ويُضعِف الجهاز المناعيّ.
- تجنّب الإصابة بالعدوى: يجب أن يحصل المصابون بالفيروس على اللقاحات المقترحة من قِبل الطبيب وكذلك عليهم اتّباع الخطوات اللازمة للحماية من الإصابة بالأمراض والعدوى.
- ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام: تعود ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام بالعديد من الفوائد على المصابين بالفيروس؛ كتحسين جودة النوم، وتقليل الإجهاد، وتحسين الدورة الدموية وسعة الرئة، وزيادة الطاقة، وتقليل خطر الإصابة بمرض القلب.
- تناول الغذاء الصحي: يسهم الطعام الغني بالعناصر الغذائيّة في مساعدة العلاج على العمل بالشكل الصحيح، ويساعد الالتزام بغذاء صحيّ موزون وتجنّب شرب الكحول على تعزيز الجهاز المناعي ومنع العدوى.
- الإقلاع عن التدخين: حيث يرتفع خطر الإصابة ببعض الأمراض عند الأشخاص المدخنين والمصابين بفيروس HIV، ومنها أنواع السرطانات المتعددة ووأمراض القلب والانسداد الرئوي المزمن، وكذلك الإصابة ببعض أنواع العدوى كالالتهاب الرئوي وداء المبيضات (بالإنجليزيّة: Candidiasis).
المراجع
- ^ أ ب “What are the stages of HIV?”, ualr.edu, Retrieved 16-07-2020. Edited.
- ^ أ ب ت “SYMPTOMS AND STAGES OF HIV INFECTION”, www.avert.org,03-07-2020، Retrieved 20-07-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث “About HIV”, www.cdc.gov,14-07-2020، Retrieved 20-07-2020. Edited.
- ^ أ ب ت “Stages of HIV Infection”, www.hivireland.ie, Retrieved 20-07-2020. Edited.
- ↑ “HIV timeline: What are the stages?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-07-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث “HIV/AIDS”, www.mayoclinic.org,13-02-2020، Retrieved 20-07-2020. Edited.
- ↑ “HIV Overview”, aidsinfo.nih.gov, Retrieved 20-07-2020. Edited.
- ↑ “Symptoms of HIV”, www.hiv.gov,01-07-2020، Retrieved 20-07-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Jayne Leonard (07-06-2018), “HIV timeline: What are the stages?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-07-2020. Edited.