محتويات
مراحل دورة الحيض
دورة الحيض أو الدورة الشهرية (بالإنجليزية: Menstrual cycle) تُقسم عادةً إلى أربع أو ثلاث مراحل بحسب المرجع الطبيّ المعتمد، إذ تُدمج مرحلة الحيض (نزول دم الدورة) مع المرحلة التي تليها من دورة الحيض في بعض المراجع، وعلى أية حال يُعدّ اليوم الأول لنزول الطمث أول يوم في الدورة الشهريّة، ويتمثل بخروج الدم ونسيج من بطانة الرحم، ولفهم الأمر أكثر، لا بدّ من معرفة أنّ الجهاز التناسليّ للمرأة يتكون من:[١][٢]
- المبيضان: (بالإنجليزية: Ovaries)، وفيهما يتمّ تخزين، وتطوّر، وإفراز البويضات.
- الرحم: (بالإنجليزية: Uterus)، وهو الجزء الذي يتمّ فيه انغراس البويضة الملقّحة وتطوّر الجنين خلال الحمل.
- قناتا فالوب: (بالإنجليزية: Fallopian tubes)، ويشكلان الجزء المسؤول عن ربط المبيضين بالرحم.
- عنق الرحم: (بالإنجليزية: The cervix) وهو مدخل الرحم من جهة المهبل.
وفيما يأتي شرحٌ مفصّل لكل مرحلة من مراحل دورة الحيض:
الطور الحيضي
يمثل الطور الحيضيّ (بالإنجليزية: Menstrual phase) المرحلة الأولى من مراحل دورة الحيض، وهو الأيّام المعروفة بالحيض أو بالدورة، ففي حال لم يتمّ تلقيح البويضة التي تمّ إنتاجها في دورة الحيض السابقة تنخفض نسبة هرموني الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen)، والبروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone)، ويتمّ إنتاج عناصر كيميائيّة تُشبه الهرمونات تُعرَف بالبروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandins) من خلايا بطانة الرحم لتحفيز انسلاخ بطانة الرحم التي زاد سمكها وخروج البويضة من خلال بدء نزول الحيض، لذلك يتكوّن الحيض من أنسجة بطانة الرحم المنسلخة، والدم، والمخاط، وقد تستمرّ هذه المرحلة ما يتراوح بين 3-8 أيّام،[٣][٤] وقد يصاحب هذه المرحلة عدد من الأعراض والعلامات، نبيّن منها ما يأتي:[٣]
- آلام في البطن.
- تقلبات مزاجيّة.
- انتفاخ.
- ألم في الثديين.
- صداع.
- تهيّج.
- شعور بالتعب والإرهاق.
- ألم أسفل الظهر.
الطور الجُريبي
الطور الجُريبيّ (بالإنجليزية: The follicular phase)، أو الطور السابق للإباضة (بالإنجليزية: Pre-ovulatory Phase)، أو الطور التكاثريّ (بالإنجليزية: The proliferative phase)، ويبدأ هذا الطور تزامنًا مع بدء الطور الحيضيّ أي في أول يوم للحيض، إلّا أنّه يستمرّ لفترة تتراوح بين 10-16 يومًا،[٥][٣] ويحدث فيه ما يأتي:
- في اليوم الأول ترسل منطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus) في الدماغ إشارات تحفّز الغدّة النخاميّة (بالإنجليزية: Pituitary gland) لإنتاج الهرمون المنشط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle-stimulating hormone) واختصارًا FSH.[٣]
- يحفز هرمون FSH نموّ ما يتراوح بين 3-30 حويصلة على سطح المبايض،حيث تحتوي كل حويصلة على بويضة غير ناضجة.[٦][٧]
- وبشكلٍ متزامن يحفّز نموّ الحويصلات زيادة سماكة بطانة الرحم لتحضيره لحمل محتمل، وفي الغالب تنضج بويضة واحدة فقط في إحدى هذه الحويصلات وتموت الأخريات، وتتمّ هذه العمليّة في اليوم العاشر تقريبًا من دورة الحيض ذات -28 يومًا- في العادة.[٧]
- وترتفع في هذا الطور أيضًا نسبة هرموني الإستروجين والتستوستيرون، ونتيجةً لذلك قد يحدث أو قد تشعر المرأة بالآتي:[٥][٨]
- ارتفاع مستوى الطاقة في الجسم.
- ارتفاع أداء وظائف الدماغ.
- فقدان الشهية.
- تحسّن المزاج.
- زيادة ترطيب المهبل.
- زيادة الرغبة الجنسية.
- شعور المرأة بأنها أكثر حزمًا وجرأةً وانطلاقًا.
طور الإباضة
الإباضة أو التبويض (بالإنجليزية: Ovulation) هو الطور الذي يتمّ فيه إفراز البويضة الناضجة من حويصلة على سطح المبيض لتمرّ عبر قناة فالوب إلى الرحم، إذ تحتوي القناة على أهداب تشبه الشعر تدفع البويضة بشكلٍ متموج إلى الرحم، وتتمّ هذه العمليّة في منتصف دورة الحيض في الغالب،[٧] ويمكن تلخيص ما يحدث في هذا الطور بما يأتي:
- تدرك منطقة تحت المهاد في الدماغ ارتفاع نسبة هرمون الإستروجين الذي تمّ في الطور الجُريبي، وبالتالي تُفرز الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسليّة (بالإنجليزية: Gonadotrophin-releasing hormone) واختصارًا GnRH.[٧]
- يحفّز هرمون GnRH الغدة النخامية لإنتاج هرمون FSH والهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinising hormone) واختصارًا LH.[٧]
- تؤدي النسبة المرتفعة لهرمون LH إلى تحفيز الإباضة خلال يومين تقريبًا، ويُشار إلى أنّ دورة حياة البويضة هي يوم واحد تقريبًا، فإذا لم يتمّ تلقيحها بحيوان منويّ تموت بعد انتهاء هذه المدّة.[٧]
- من الجدير بالذكر أنّ الإباضة لا تتمّ بشكلٍ تناوبيّ بين المبيضين وإنّما بشكلٍ عشوائيّ، وفي حال تمّ استئصال أحد المبيضين فتتمّ بشكلٍ شهريّ من المبيض السليم، كما أنّه في حال نضوج أكثر من بويضة وإفرازها في هذه المرحلة فقد يحدث الحمل بتوأم أو أكثر.[٦][٩]
- يستمرّ طور الإباضة ما يترواح بين 16-32 ساعة، وينتهي بعد إفراز البويضة أيّ بعد ما يتراوح 10-12 ساعة من ذروة ارتفاع هرمون LH في الدم، وهنا يشار أنّ وصول مستوى هرمون LH للذروة يؤدي إلى ارتفاع نسبة هرمون التستوستيرون أيضًا، مما يحفّز الرغبة الجنسيّة لدى المرأة لتصل إلى أعلى مراحل الخصوبة.[٦][٩]
- أمّا السائل المخاطيّ الموجود في عنق الرحم فيصبح شفّافًا، وزلقًا، ومطّاطًا، بحيث يشبه بياض البيض النيء، وهو ما يساعد الحيوان المنويّ على العبور تجاه عنق الرحم ورفع فرصة حدوث الحمل.[١٠]
- قد تشعر المرأة بعدم الراحة في أسفل البطن، والذي قد يتطوّر إلى ألم حادّ في بعض الحالات، ويُعدّ ذلك من الحالات الشائعة ويُعرَف بألم الإباضة أو ألم منتصف الدورة (بالألمانية: Mittelschmerz)، وهي كلمة ألمانيّة المنشأ، ويُعتقد أنّ هذا الألم قد يكون ناجمًا عن أحد السببين المحتملين:[٤][١٠]
- تمزّق غشاء الحويصلة عند إفراز البويضة والذي بدوره قد يؤدي إلى تهيّج بطانة المنطقة المحيطة.
- نمو الحويصلات الموجودة على سطح المبيض والذي قد يؤدي إلى تمدّده والتسبّب بالألم.
- وقد تلاحظ المرأة بعض التمشيح أو التبقيع (بالإنجليزية: Spotting) خلال هذه المرحلة نتيجة ارتفاع نسبة بعض الهرمونات،[٤] وقد تزداد ثقتها بنفسها ومظهرها لذلك قد تجد سهولة أكبر في القدرة على التعبير عن أفكارها ومشاعرها.[٨]
الطور الأصفري
الطور الأصفريّ (بالإنجليزية: The luteal phase) يبدأ بعد طور الإباضة ويستمرّ 14 يومًا، في حال لم يتمّ تلقيح البويضة وعدم حدوث الحمل، وينتهي قبل بدء الحيض،[٦] وتتلخص أحداث هذا الطور بالآتي:
- يتمّ تحفيز إنتاج هرمون البروجستيرون من الجسم الأصفر (بالإنجليزية: Corpus luteum) وهو الجزء المتشكّل مكان الحويصلة بعد إفراز البويضة،[٦] ويقوم هرمون البروجستيرون في هذه المرحلة بما يأتي:
- تحضير الرحم للحمل في حال تمّ انغراس البويضة المخصبة بداخله.[٦]
- زيادة سماكة بطانة الرحم وتغذيتها بالعناصر الغذائيّة المهمّة والسوائل للمساعدة على تغذية الجنين المحتمل.[٦]
- زيادة سماكة السائل المخاطيّ في عنق الرحم لمنع الحيوانات المنويّة والبكتيريا من الدخول إلى الرحم.[٦]
- منع الحيض أو انسلاخ بطانة الرحم، وهو ما يحمي من الإجهاض في حال حدوث الحمل.[١١]
- تثبيط الهرمونات المسؤولة عن الإباضة وهي هرمون FSH، وهرمون LH، وهرمون GnRH، وبالتالي منع حدوث الإباضة والحمل مرة أخرى بعد حدوث حمل أصلًا.[١١]
- رفع درجة حرارة الجسم الأساسيّة (بالإنجليزية: Basal body temperature) بنسبة بسيطة بعد الإباضة، ويُشار إلى أنّه في حال حدوث الحمل يستمرّ الارتفاع في درجة حرارة الجسم الأساسيّة حتى بعد انتهاء الطور الأصفريّ.[١١]
- كما ترتفع نسبة هرمون الإستروجين خلال معظم فترة الطور الأصفريّ، وهو ما يُحفّز زيادة سماكة بطانة الرحم أيضًا، ويشار إلى أنّه بارتفاع مستوى هرموني الإستروجين والبروجستيرون تتوسّع قنوات الحليب في الثديين، مما يؤدي إلى حدوث انتفاخٍ وألم في الثديين.[٦]
- وفي حال تمّ حدوث الحمل تبدأ الخلايا المحيطة بالجنين بإنتاج هرمون يُعرَف بهرمون موجهة الغدد التناسليّة المشيمائيّة البشريّة (بالإنجليزية: Human chorionic gonadotropin) واختصاراً hCG، ويحافظ هذا الهرمون على الجسم الأصفر الذي ينتج هرمون البروجستيرون إلى أن يتمكّن الجنين من إنتاج هرموناته الخاصّة، ويُشار إلى أنّ تحاليل الحمل تعتمد الكشف عن ارتفاع نسبة هذا الهرمون في الدم للكشف عن حدوث الحمل.[٦]
- أمّا في حال عدم تلقيح البويضة، أو في حال عدم انغراس البويضة الملقّحة في الرحم، فإنّ الجسم الأصفر يضمحلّ بعد 14 يومًا، وتنخفض نسبة هرموني البروجستيرون والإستروجين، وتنخفض درجة حرارة الجسم الأساسيّة، ويبدأ نزول الحيض لتبدأ دورة شهرية جديدة.[١١][٦]
قد تعاني المرأة خلال مرحلة الطور الأصفريّ من أعراض المتلازمة السابقة للحيض (بالإنجليزية: Premenstrual syndrome) واختصاراً PMS، وتتضمّن هذه الأعراض ما يأتي:[٣]
- انتفاخ البطن.
- تقلبات مزاجيّة.
- صداع.
- تقلبات في الرغبة الجنسيّة.
- اكتساب الوزن.
- الرغبة الشديدة في تناول بعض الأطعمة.
- صعوبة النوم.
- ألم أو انتفاخ في الثديين.
اضطرابات دورة الحيض الشائعة
فيما يأتي بيان لبعض اضطرابات دورة الحيض الشائعة:[٧]
- المتلازمة السابقة للحيض: قد تعاني بعض النساء من مجموعة من الأعراض التي تسبق نزول الحيض، وذلك نتيجةً للتقلبات الهرمونية التي تحدث في الفترة التي تسبق حدوث الطمث، مثل؛ الصداع، والشعور بالتعب والإعياء، واحتباس السائل، وقد تشمل الخيارات العلاجية لحل هذه المشكلة: إجراء تغييرات في النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية.
- عسر الطمث: (بالإنجليزية: Dysmenorrhea)، وهو مصطلح يشير إلى وجود آلام مرتبطة بالطمث، ويُعتقد بأنّ هذا الألم قد يكون ناجمًا عن التحفيز المفرط لانقباضات الرحم المسؤولة عن انسلاخ بطانة الرحم، ويمكن التخفيف من هذا الألم باستخدام مسكنات الألم، أو حبوب منع الحمل الفمويّة (بالإنجليزية: Oral contraceptive pill) إذا وصفها الطبيب.
- غزارة الطمث: (بالإنجليزية: Menorrhagia) وهو النزيف الشديد الذي يصاحب الدورة الشهرية، وقد يسبّب فقر الدم (بالإنجليزية: Anaemia) لدى المرأة في حال لم يتمّ علاجه، إذ تتضمن الخيارات العلاجية لهذه المشكلة حبوب منع الحمل الفمويّة أو جهاز اللولب الرحميّ (بالإنجليزية: Hormonal intrauterine device) واختصاراً IUD، وذلك لتنيظم النزيف.
- غياب الحيض: أو غياب الطمث (بالإنجليزية: Amenorrhoea) ويُعدّ أمرًا غير طبيعيّ، إلا في حالات الحمل والإرضاع، وقبل الوصول لسنِّ البلوغ، وبعد الدخول في سنّ اليأس (بالإنجليزية: Postmenopause)، وقد يكون ناجمًا اضطراب وزن الجسم زيادةً أو نقصانًا، أو نتيجة ممارسة التمارين الرياضيّة الشديدة.
- عدم انتظام الدورة الشهرية: (بالإنجليزية: Irregular period)، ويعرّف على أنه الاختلاف في طول الدورة الشهرية زيادةً أو نقصانًا مقارنةً بالمعدل الطبيعيّ،[١٢] بحيث يقل طولها عن 21 يومًا أو يزيد عن 35 يومًا،[١٣] ويمكن اعتبارها مشكلةً شائعة في فترة البلوغ أو في الفترة التي تسبق سنّ اليأس، وبشكل عام إنّ مشكلة عدم انتظام الدورة الشهرية لا تحتاج إلى علاج ما لم تسبّب إزعاجًا او قلقًا للمرأة، وما لم تكن ناجمة عن وجود مشاكل صحية أخرى تستدعي العلاج.[١٤][١٥]
المراجع
- ↑ “Periods and fertility in the menstrual cycle”, www.nhs.uk, Retrieved 9-1-2021. Edited.
- ↑ “PMS and Insomnia”, www.sleepfoundation.org,15-9-2020، Retrieved 9-1-2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Jenna Fletcher (5-11-2019), “What are the phases of the menstrual cycle”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9-1-2021. Edited.
- ^ أ ب ت Annie Bettis (10-2-2020), “All the feels (of your cycle)”، kinfertility.com.au, Retrieved 9-1-2021. Edited.
- ^ أ ب “Ovulation Made Simple: A Four Phase Review”, intermountainhealthcare.org,28-2-0214، Retrieved 9-1-2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Jennifer Knudtson, “Menstrual Cycle”، www.msdmanuals.com, Retrieved 1-9-2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ “Menstrual cycle”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 9-1-2021. Edited.
- ^ أ ب Nicole Jardim (10-10-2019), “Get To Know The 4 Phases Of Your Menstrual Cycle”، www.mindbodygreen.com, Retrieved 9-1-2021. Edited.
- ^ أ ب “Normal Periods”, www.yourperiod.ca, Retrieved 9-1-2021. Edited.
- ^ أ ب Sarah duRivage-Jacobs (24-7-2020), “The Modern guide to the menstrual cycle”، modernfertility.com, Retrieved 9-1-2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Rachel Gurevich, “The Mystery and Importance of the Luteal Phase”، www.verywellfamily.com, Retrieved 9-1-2021. Edited.
- ↑ “Period problems”, www.womenshealth.gov, Retrieved 25-1-2021. Edited.
- ↑ “Getting Pregnant with Irregular Periods: What to Expect”, www.healthline.com,19-9-2018، Retrieved 25-1-2021.
- ↑ “Irregular or infrequent periods – Causes & Treatment – Healthily”, www.livehealthily.com, Retrieved 25-1-2021.
- ↑ “Why Is My Period So Random?”, www.webmd.com, Retrieved 25-1-2021. Edited.