محتويات
'); }
مراحل تطور الإنسان عبر التاريخ
يعتقد العلماء أن الإنسان والقرود قد تطوّروا منذ نحو عشرين مليون سنة من الرئيسيات التي اتصفت بقدرتها على تسلق الأشجار، والعيش فيها، وفيما يأتي توضيح لأبرز المراحل التي تطور عبرها الإنسان وفق ما تدعيه نظرية التطور:[١]
- القردة العليا (بالإنجليزية: Hominidae): يُعتقد أن الإنسان قد انحدر من القرود العليا منذ سبعة ملايين سنة تقريباً في قارة أفريقيا، وهي الفترة الزمنية التي بدأ الإنسان فيها وفق اعتقاد العلماء عن الشمبانزي وهي الفصيلة الحالية الأكثر شبهاً به.
- أرديبيتيكوس (بالإنجليزية: Ardipithecus Ramidus): يُعتقد أن هذا الجنس قد وُجد قبل نحو 4.5 مليون سنة تقريباً، ويُعتقد أن طول الإناث لم يتجاوز 1.2م، أما وزنها فقُدّر بنحو 50كغ، وكان يمزج في حركته بين المشي والتسلق على الأشجار، ويُعتقد أنه أول من بدأ المشي منتصباً.[٢]
- أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس (بالإنجليزية: Australopithecus Afarensis): عاش هذا الجنس في الفترة بين 2-3 مليون سنة تقريباً، وكان أكثر طولاً، وأكثر نحافة من جنس أرديبيتيكوس.
- الإنسان الماهر (بالإنجليزية: Homo habilis): يُعتقد أنه الجنس الأول الذي استخدم الادوات، ويُعتقد أنه عاش في الفترة الممتدة بين 2.4-1.4 مليون سنة، وتراوح طوله بين 1.4-1م، أما وزنه فبلغ نحو 31كغ.
- الإنسان المنتصب (بالإنجليزية: Homo Erectus): يُعتقد أن هذا الجنس قد عاش في الفترة بين نحو مليوني سنة إلى 143 ألف سنة، ووصل طوله إلى 1.8م، ووزنه إلى 68كغ.
- إنسان هايدلبيرغ (بالإنجليزية: Homo Heidelbergensis): يُعتقد أنه أول إنسان يعيش في المناخ البارد، إذ انتشر في قارتي أوروبا وآسيا، وأجزاء من أفريقيا، في الفترة بين قبل 200-700 الف سنة، وكان حجمه مماثلاً لحجم الإنسان الحديث، واستخدم الرماح للصيد، والنار لطهي ما تم صيده.
- الإنسان العاقل (بالإنجليزية: Homo Sapiens): يُعتقد أن الإنسان الحالي قد تطور إلى شكله الحالي منذ نحو 300 الف سنة، وبمقارنة الإنسان الحالي بالإنسان الأول يتبين أن الإنسان القديم قد امتلك حاجبين وفكين بارزين.
'); }
مراحل تطور دماغ الإنسان
أسلاف الإنسان القدماء
يتبين وفق ما تدعيه نظرية التطور أن أسلاف الإنسان كانوا يمتلكون عقولاً مشابهةً جداً لوظيفة وحجم عقول الشمبانزي، ويرجع تاريخهم من 6 ملايين إلى 2 مليون سنة، وكانوا أشبه بالقردة، ويمشون منتصبي القامة لفترةٍ قليلة من الوقت، ثمّ يصعدون ويعيشون على الأشجار، وبالتالي فقد كانوا مختلفين تماماً عن البشر الحديثين، وفي نهاية هذه الفترة الزمنية، بدأ الأسلاف القدماء في التعرف على عمل الأدوات البدائية القديمة، مما مكنهم من صيد الحيوانات الكبيرة، وبالتالي زادت نسبة البروتين في طعامهم، ممّا أدى إلى تطور ونمو الدماغ البشري.[٣]
الإنسان من 2 مليون – 800 ألف سنة ماضية
بدأ البشر بالتحرك إلى أماكن مختلفة على الأرض وفق نظرية التطور، ووجدوا بيئات ومناخات مختلفة عما اعتادوا عليه، لذلك بدأت عقولهم تتلقى معلومات أكثر تعقيداً، وأصبحت عقولهم أكثر كفاءة من قبل ليتمكنوا من التكيف مع هذه البيئات، حيث اكتشفوا النار للحصول على الدفء، ولطهي الطعام، مما زاد من حجم دماغهم، وزاد التنوع في نظامهم الغذائي.[٣]
الإنسان من 800 ألف -200 ألف سنة ماضية
تعرضت الأرض وفقاً لنظرية التطور على مدى هذه السنوات إلى تغيرٍ كبيرٍ في المناخات، وأدى هذا إلى تطور العقل البشري بسرعةٍ كبيرة، حيث انقرضت الأنواع التي لم تتمكن من التكيف مع درجات الحرارة المتغيرة، ولم يتبقى إلّا الإنسان العاقل (بالإنجليزية: Homo sapiens) من مجموعة هومو (بالإنجليزية: Homo)، كما انقرضت الأنواع التي لم تمتلك الأدمغة الكبيرة والمعقدة، ولعب حجم وتعقيد الدماغ البشري دوراً في تطوير أنظمة الاتصالات، كما أصبحت الأجزاء المختلفة للدماغ متخصصة لأداء المهام المختلفة؛ حيث تخصّصت بعض الأجزاء للعواطف، والمشاعر، بينما اقتصر دور الأجزاء الأخرى على الوظائف المتعلقة بالغرائز والبقاء على قيد الحياة، كما سمحت للبشر بإنشاء اللغات وفهمها، للتواصل مع بعضهم البعض بشكل أكثر فاعلية.[٣]
ظهور الإنسان الحديث
تم بناء فرضية تطور الإنسان عبر التاريخ عبر جمع مجموعة من الأدلة من علماء الحفريات والآثار والتشريح وغيرهم من المختصين، ومع ذلك لا يزال أصل البشر الحديثين أمراً مثيراً للجدل؛ حيث يرى بعض الباحثين أنّ نشأة البشر الحديثين كانت بشكلٍ منفصلٍ في أستراليا، وآسيا، وأوروبا من الإنسان المنتصب (بالإنجليزية: Homo erectus) بعد أن غادر أفريقيا قبل مليون سنة قريباً، في حين يرى آخرون أنّ التطور حصل في أفريقيا فقط، وحلّ الإنسان الحديث (بالإنجليزية: Homo sapiens sapiens) محل الإنسان القديم ومنه إنسان نياندرتال (بالإنجليزية: Neanderthals) بعد الهجرة إلى أوروبا وآسيا، ويُعتقد أن أقدم أحفورة للإنسان الحديث يعود تاريخها إلى نحو 100-125 ألف سنة خلال الفترة المؤرّخة ببداية العصر الجليدي العظيم.[٤]
نظرية تطور الإنسان
يمكن تعريف نظرية تطور الإنسان عبر التاريخ بأنها النظرية التي تفترض أن الإنسان مر عبر الزمن الطويل بعملية طويلة ضمت سلسلة كبيرة من التغيرات،[٥]أدت إلى تطوره على الأرض من الرئيسيات المنقرضة الآن،[٦]وهي تفترض تطور الإنسان البشري وأعضاء جسمه عبر تطور التاريخ والعصور، بما في ذلك تطور الدماغ البشري الذي قاده إلى التطور والنهوض، وتنص نظرية تشارلز داروين للانتقاء الطبيعي إلى أنّ الأنواع التي تمتلك الأدمغة الكبيرة لديها القدرة على أداء الأمور المعقدة، كما لديها القدرة على فهم الحالات الجديدة، ويعتقد بعض العلماء أنّ الإنسان تطور تبعاً لتطور البيئة على الأرض، ويرجع هذا إلى امتلاكه القدرة على معالجة الأمور بدماغه.[٣]
العلاقة بين الإنسان والقردة
أثبتت دراسات الحمض النووي الريبوزي للبشر والقردة العليا أن الكائنات الحية الأكثر شبهاً بالإنسان هي الشمبانزي والغوريلا، ومع ذلك لا يُعتقد أن البشر قد انحدروا مباشرة من القرود، وإنما يُعتقد وفق نظرية التطور أنهم يشتركون في السلف؛ حيث أظهرت الدرسات الحديثة أن الإنسان يشترك مع الشمبانزي بنحو 95% من الحمض النووي، ومع ذلك لا زالت هناك الكثير من الأمور المختلفة بين البشر والقردة والتي تتمثل بقدرة الإنسان على التكلم، والمشي منتصب القامة، وامتلاكه لدماغ أكبر وأكثر تعقيداً، والأهم من ذلك كله هو الذكاء الذي يعتبر الميزة التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية.[٤]
تطور العلاقة بين الذكور والإناث
أدّى تقسيمُ العمل وفق نظرية التطور إلى اختلاف التطور بين الذكور والإنات بيولوجياً وثقافياً، حيث تطوّرت حواس الإناث، لتصبح أكثرَ حدّةً، وقدرة على قراءة التعابير، والعاطفة أكثر من الذكور، بينما اصبح الرجالُ أكثرَ ميلاً نحو الأنشطة الفردية، وقد أدت تلك الاختلافات إلى التأثير على جوانب الحياة الاجتماعية المختلفة،[٧]ورافق ذلك ظهورَ الأسرة بشكلها الحديث، وتولّي الذكور مهامَّ الصيد والعمل الخارجي، في مقابل زيادة قيمة المرأة في المجتمع، لكونها القادرةَ على إنتاج أجيال جديدة ورعايتها.[٨]
رأي الدين الإسلامي في نظرية تطور الإنسان
نفى بعض العلماء المسلمين أن يكون الإنسان قد انحدر من القرود، مستدلين على ذلك بتكريم الله سبحانه وتعالى لبني آدم وتفضياهم على سائر المخلوقات، وهو الأمر الذي لا يتناسب مع ردّ أصل الإنسان إلى قرد؛ فقد قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)[٩]، وقال: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)[١٠]، كما أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان خلقاً مكتملاً ومستقلاً عن غيره، وحدث عن المادة التي خلق منها البشر جميعاً؛ فقد خلقهم من ماء وتراب وهو الطين، ففي الحديث قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّ اللَّهَ تعالى خلقَ آدمَ من قبضةٍ قبضَها من جميعِ الأرضِ، فجاءَ بنو آدمَ على قدرِ الأرضِ فجاءَ منْهمُ الأحمرُ والأبيضُ والأسودُ وبينَ ذلِكَ والسَّهلُ، والحزنُ، والخبيثُ والطَّيِّبُ).[١١]
أما الإنسان الأول فهو آدم عليه السلام، أما عن خلق الإنسان فقد كان كاملاً ثم أخذ يتناقص خلافاً لما يقوله أصحاب نظرية التطور، ولم يكن خلق الإنسان ناقصاً ثم اكتمل كما يقولون؛ ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خَلَقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ آدَمَ علَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا)[١٢] وفي آخر الحديث: (فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ آدَمَ وطُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدَهُ حتَّى الآنَ).[١٢]
المراجع
- ↑ Kevin Beck (25-7-2018), “Seven Stages of Early Man”، sciencing.com, Retrieved 8-10-2019. Edited.
- ↑ “Human Family Tree”, humanorigins.si.edu, Retrieved 8-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Heather Scoville (11-1-2018), “Evolution of the Human Brain”، www.thoughtco.com, Retrieved 16-1-2018. Edited.
- ^ أ ب “Human Evolution”, www.encyclopedia.com, Retrieved 16-1-2018. Edited.
- ↑ “Introduction to Human Evolution”, humanorigins.si.edu, Retrieved 7-10-2019. Edited.
- ↑ Russell Howard Tuttle (6-9-2019), “Human evolution”، www.britannica.com, Retrieved 7-10-2019. Edited.
- ↑ Richard F. Taflinger (28-5-1996), “Human Cultural Evolution”، wsu, Retrieved 26-9-2018. Edited.
- ↑ Richard F. Taflinger (28-5-1996), “Human Cultural Evolution — Part Two”، wsu, Retrieved 26-9-2018. Edited.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 70.
- ↑ سورة التين، آية: 4.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 2955، صحيح.
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2841، صحيح.