التاريخ الإسلامي

جديد مراحل تشكل الدولة العثمانية

الدولة العثمانية

مع نهاية القرن الثالث عشر، شهد العالم ولادة إمارة صغيرة في الجزء الشمالي الغربي من تركيا، تحوّلت فيما بعد إلى دولة عالمية، امتدت من نهر الدانوب حتى نهر الفرات، وتوسعت في آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، كان العالم الإسلامي حينها يمرّ بحالة من الفراغ السياسيّ إذ سقطت بغداد على يد المغول، كما كان العالم البيزنطي مصاباً بحالة من التفكك الداخلي، فنشأت الدولة العثمانية في منطقة الثغور، وكانت في البداية على شكل إمارة أسّسها عثمان بن أرطغرل، ثمّ دولة عسكرية في زمن ابنه أورخان، إلى أن أصبحت إمبراطورية عالمية في زمن السلطان محمد الفاتح، وزمن السلطان سليمان القانوني.

مراحل تشكل الدولة العثمانية

مرت الدولة العثمانية خلال تشكلها بمرحلتين:

مرحلة إنشاء الإمارة ثمّ الدولة

امتدت هذه المرحلة من 1299-1520م تشكلت خلالها الدولة الدولة العثمانية وتطوّرت من إمارة إلى دولة توسّعت باتجاه الشرق، وقد تشكّلت الإمارة نتيجة للظروف التي كان يمرّ بها العالم الإسلامي، إذ استولى المغول على بغداد وشنوا حملات متفرقة على الشرق الإسلامي أدّت إلى هجرة عدد من القبائل التركمانية، ومن ضمنها قبيلة أرطغرل التي اتّجهت نحو غرب الأناضول كونها مناطق حدوديّة خصبة، وآمنة، وقريبة من بيزنطة ممّا أثار روح الجهاد فيهم.

كانت الصفات التي يتحلّون بها من شجاعة، والطاعة لرئيس القبيلة أرطغرل، عوامل مساعدة لهم لسيطرة على بعض الأراضي منها مدينة أسكي في غرب الأناضول فكونوا إمارة صغيرة، قام عثمان بتوسيعها وبتوزيع الأراضي على المجاهدين ليربطهم بها، كما اتبع سياسة قائمة على التسامح، والعدالة مع الرعايا المسيحيين.

خلف عثمان ابنه أورخان الذي يعود الفضل إليه في إقامة الدولة وبالتحديد الدولة العسكرية، فاستندت الدولة في بداياتها على الجيش الانكشاري الذي قاد عملية التوسع التي استمرّت حتى زمن السلطان محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية، ممّا وسع مناطق الدولة العثمانية في أوروبا.

في عام 1512-1520م تطلع العثمانيون لضم الشرق العربي لممتلكاتهم، للتصدّي للصفويين والبرتغاليين، وللتمتع بالموقع الاستراتيجي لمنطقة الشرق العربي، كذلك لحماية الأماكن الإسلامية المقدسة حيث اعتبر السلطان سليم نفسه حامي المسلمين، فبدأ فتوحاته بمهاجمة الصفويين في العراق بمعركة جالديران 1514م، ثم توجّه إلى مصر وقضى على المماليك في معركة الريدانية 1517م، وتابع فتوحاته حتى بسط سيطرته على بلاد الشام، والجزائر، والحجاز، واليمن، وتونس وليبيا.

مرحلة إنشاء الإمبراطورية العالمية

بعدما انتهى العثمانيون زمن السلطان سليم من السيطرة على العالم العربي، اتجهوا لبسط نفوذهم والتوسع في باقي أجزاء العالم، وكان ذلك زمن السلطان سليمان القانوني 1520-1566م، حيث خطا الجيش العثماني أولى خطواته العالمية باتجاه بلغراد بوابة أوروبا الوسطى ففتحها في 1521م، وفتح جزيرة رودس 1522م، كما فتح لبودا، وزابوليا بهنغاريا، وتبريز، وقبرص.

تحوّلت الإمبراطورية العثمانية من إمارة صغيرة إلى دولة عالمية لها أملاك في القارات الثلاث، إلا أنّ ذلك لم يستمرّ، حيث بدأت أعراض الضعف بالظهور في الدولة كان سببها كثرة أعداء الدولة، وتدخل الجيش في السياسة، ولجوء الدولة للقوّة لحلّ مشاكلها، وغرق السلاطين في حياة اللهو والترف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى