محتويات
'); }
النمو العقلي عند الطفل
اهتم الكثير من علماء النفس بدراسة وفهم مراحل النمو العقلي عند الطفل، وذلك لما تلعبه هذه المراحل من دور أساسي ومهم في تكوين شخصية الطفل وتشخيصها، وبهدف استيعاب ما يجري في حياته من تطورات وتناقضات والتمكن من فهمها والمشاركة فيها، من أجل مساعدة الطفل على تكوين شخصية سوية وسليمة من الناحيتين النفسية والاجتماعية.
مراحل النمو العقلي عند الطفل
المرحلة الحسية الحركية
تستمر المرحلة الحسية الحركية منذ الولادة وحتى بلوغ الطفل عمر السنتين، ويعتمد فيها الطفل على حواسه للتعرف على معطيات المحيط الخارجي، كما يبدأ بتنمية مهاراته الحركية، ويتمثل ذلك في تحريكه الدائم لأطرافه وباقي جسمه، وأهم ما يميز هذه المرحلة هو تكوين الطفل لفهم ذاتي خاص حول الأشياء الموجودة في محيطه الخارجي، ويختلف هذا الفهم عن الفهم الواقعي والمنطقي لهذه الأشياء، ويساعده ذلك على تكوين إدراك أولي، وتعرف حسي بدائي عنها.
'); }
مرحلة ما قبل العمليات الذهنية المجردة
تبدأ مرحلة ما قبل العمليات الذهنية المجردة من عمر السنتين، وتنتهي عند عمر سبع سنوات، وتتزامن مع بدء الطفل بالتكلم والنطق، وتتميز بالتزايد الواضح والسريع في قدرات الأطفال المعرفية والإدراكية، فيتوقف الطفل عن استخدام حواسه لفهم ما يدور حوله، ويبدأ بالاعتماد على الصور والرموز والكلام للتعرف على ما يجري في حياته، كما يزداد حبه للعب، وخاصةً اللعب الرمزي، ويطور قدراته في توقع الأشياء على الرغم من عدم قدرته بعد على إدراك الأشياء من أوجه نظر مختلفة.
مرحلة العمليات الإدراكية الملموسة
تبدأ مرحلة العمليات الإدراكية الملموسة من سن سبع سنوات وتنتهي مع بداية سن الحادية عشرة، وفيها يتمكن الطفل من تطوير عمليات إدراكية جديدة، كما يبدأ بتطبيق أساليب تفكيرية مختلفة على ما يصادفه من وقائع، مع ازدياد قدرته على استخدام الفكر المنطقي في تصنيف وترتيب الصور الذهنية، والقيام بالسلوك وعكسه، وتصنيف الأشياء، حيث يصبح قادراًعلى استخدام عمليات التفكير المنطقية المتصلة بالإدراك الحسي والاستعمال البدني.
مرحلة العمليات الصورية المجردة
تبدأ مرحلة العمليات الصورية المجردة في عمر الحادية عشرة، وتنتهي في عمر السادسة عشرة، وتتميز بازدياد قدرة الطفل على القيام بعمليات التفكير المجرد، حيث يتمكن من تطوير أساليب متنوعة للتفكير المجرد، كما يفكر منطقياً بسهولة تامة، ويتمكن من استعمال القدرات فوق المعرفية، ويصبح قادراً على توظيف قدراته ومهاراته في حل القضايا المعرفية باللجوء إلى أساليب منطقية وخطوات محددة، وفهم تصرفات الآخرين، واستيعاب دوافع سلوكياتهم، ويسعى الكثير من الأطفال إلى تحقيق ذاتهم والاستقلال عن أسرهم والتمييز عن غيرهم من الأقران، ويمكن أن يقلدوا من يحبونهم من المشاهير أو الأبطال، وغالباً ما يكونون حساسين جداً، وغير متقبلين للنقد الذي يقدم لهم.