أساليب التعليم

جديد مراحل الدراسة

العلم

كلّ الحَضارات قامت على العلم، حتّى الأشخاص الذين ميزهم الله، وذكرهم في كتبه السماوية كانوا من أصحاب العلم، وهذا يُبيّن مكانته ودوره في بناء الحضارات، وبناء الشخصيّة الإنسانية القادرة على مجابهة الأزمات، والنهوض بالأمم من المدارك السفلى إلى نور العلم، وقيمه السامية.

تعدّ المراحل الدراسيّة التي يمر بها الطالب مراحل محوريّة وأساسيّة في حياته ككل؛ فعليها يبني مستقبله، ويُحدّده وفق ميوله، وقدراته، ورغباته، لذا حَرصت الدّول على توفير كافة المتطلبات الأساسية لأبنائها، ورصدت لها مَبالغ طائلة، وجزءاً من الخزينة الماليّة السنوية تصرف على بناء المدارس، والمُختبرات التعليميّة، والمراكز التدريبيّة، وتأليف الكتب الدّراسيّة المُواكبة للتقدم، وهذا إدراكاً لأهميّة العلم، ودوره في بناء الحَضارة الإنسانية.

مراحل الدراسة

تنقسم مراحل التعليم إلى أربعة مستويات أساسية، وتوجد مرحلتان ثانويتان يتّبعهما الإنسان إن رغب بذلك، وهذه المراحل هي:

مرحلة رياض الأطفال

هِي الفترة الدراسيّة التي تسبق مَرحلة الالتحاق بالمدرسة بسنة، وتُسمّى أيضاً بمَرحلة التمهيدي، يلتحق فيها الطفل عند بلوغه سنّ الخامسة من عمره، وتتصف هذه المرحلة بأهميّةٍ كبيرة تتلخّص في الآتي:

  • تساعد هذه المرحلة على تعويد الطفل على الاندماج الإيجابي مع الأطفال بالعمر نفسه، فيكتسب منهم سلوكيّات جديدة، ومُصطلحات لغويّة جديدة.
  • تمهّد لأسلوب التدريس في المدرسة، وتُعلّم الطفل الانضباط في المدرسة، والحصة الصفية.
  • تساعد الطفل على تخطّي مرحلة الخوف من المدرسة، والابتعاد عن جو الأسرة، والأم بشكل خاص.
  • تدرّس المبادئ الأساسية لبعض المناهج؛ بحيث تؤسّس الطالب على الحفظ، والفهم، والاستيعاب لبعض المواد الأساسية في التدريس كتعليم الحروف العربية، والإنجليزية، والأرقام، والتعرّف على الحيوانات، والطيور وغيرها.

مرحلة الدراسة الأساسية

يُقصد بها مَرحلة الدّراسة الابتدائية، وهي مرحلة إلزامية تلزم الطالب الذي بلغ سنّ ستّ سنوات بالالتحاق في المدارس سواءً أكانت حكومية، أو خاصّة، تبدأ من الصف الأول الأساسي، وتنتهي في الصف العاشر، وهي مرحلة مجانية، لا يُكلّف فيها الطالب بدفع أي رسوم دراسية في (المدراس الحكومية) طيلة فترة التحاقه بها.

يتلقّى الطالب في هذه المرحلة كافة المعارف، والعلوم، على أيدي معلّمين مؤهلين، وتحت إشراف إدارة تربوية حكيمة؛ بحيث توجّه سلوك الطلاب، وتعدلها، من خلال منظومة من الأنشطة اللامنهجية التي تسمح للطالب بصقل مواهبه، وقدراته المختلفة، كتشجيع الطلبة على ممارسة الأنشطة الرياضيّة، والأدبيّة، والعلمية، والاشتراك في المسابقات التي تُقام على مستوى البلدة، والمحافظة، والدولة، الأمر الذي يُحفّز الطلبة على التقدّم والرّيادة في العديد من المجالات الحياتية.

المرحلة الثانوية

تشمل هذه المرحلة الصفوف الثانوية التي تسبق مرحلة الدراسة في الجامعة، وهذه المرحلة غير إلزاميّة، وغير مجانية؛ إذ يُكلّف الطالب بدفع رسوم رمزية لإدارة المدرسة، ويكلف أيضاً بشراء الكتب، والمناهج المدرسية المقررة لتلك المرحلة.

تُعتبر هذه المرحلة من أهمّ المراحل التي يمر فيها الطالب، إذ يتقرر بها مصيره، ويُحدّد مستقبله، والمجال الذي سيدرسه؛ ففي الصف الأول ثانوي يختار الطالب المسار الأكاديمي، أو المهني الذي يود دراسته، وهذا حسب المعدّل الذي حصل عليه في الصف العاشر، فيتم تصنيفه إلى التخصصات التالية: العلمي، أو الأدبي، أو إدارة المعلومات، أو المجال المهني (صناعي، وتجاري، وزراعي، وفندقي، واقتصاد منزلي “إناث فقط”).

في آخر مراحل الدراسة الصفية يخضع الطلاب لامتحان وطني تنظّمه وزارة التربية والتعليم، لطلبة الصف الثاني ثانوي في كل الفروع الأكاديمية، والفروع المهنية ممن درسوا المساقات الإضافية، وعلى ضوء النتائج، والمعدلات التي يحصلوا عليها، ينطلقوا للدراسة في المرحلة الجامعية، كلٌّ حسب الفرع الذي يختاره.

التعليم الجامعي

تعرف الجامعات بأنها منشآت تعليمية مؤهلة أكاديمياً، وتطبيقياً لتدريس كافّة التخصصات العلمية، والأدبية، والمهنية للطلاب حسب النظام الجامعي لكلّ واحدة منها، تمهيداً لانخراطهم في سوق العمل. تبلغ مرحلة الدراسة في الجامعات أربع سنوات للتخصصّات العلمية، والأدبية، والعلوم الإنسانية، بينما التخصّصات الطبيّة التطبيقية والتخصصات الهندسيّة فمدّة الدراسة فيها خمس سنوات، وتخصّص الطب البشري يحتاج إلى ستّ سنوات.

التعليم المهني التطبيقي

هو التعليم الذي يُركّز على تعليم المهن، والحرف اليدوية، والتخصصات التطبيقية، بغية دمج طلاب مؤهلين، ومدربين في سوق، وبعدة مجالات منها: المجال الفندقي، والزراعي، والصناعي، والتجميل، وغيرها، وتُشرف على هذا النوع من التعليم مراكز التدريب المهني التابعة لوزارة العمل، والتي تقوم بدورها في توزيع الطلاب على كافة المجالات، والقطاعات المهنية التي تتوفر فيها شواغر للعمل.

مرحلة الدراسات العليا

في هذه المرحلة يستطيع الطلبة إكمال مسيرتهم التعليميّة في التخصّص الذي يرغبون به، بغية الوصول إلى مَراتب علميّة مُتقدّمة، تؤهّلهم للعمل في الجامعات، والكليات كمدرسين، ومعيدين، أو بغية الترقية في العمل الحكومي، أو الخاص إن كانوا موظّفين في أيّ قطاع يتبع لهما. 

تضمّ الدّراسات العليا مَرحلتين أساسيتين، وهما مرحلة الماجستير، والدكتوراة، واللتين تَخضعان لشروطٍ علميّة دقيقة، يَخضع فيها الطالب لعددٍ من الامتِحانات النظرية، والعملية، ويقوم بالتجارب، والأبحاث العلميّة، ويخضع لمُناقشة رسالة علمية، أو امتحان شامل في نهاية دراسته للساعات المعتمدة لكلا المسارين الماجستير، أو الدكتوراة، حتى يكون الطالب على قدر كافٍ من العلم، والتأهيل ليشغل المناصب العلميّة، والأكاديميّة التي تنتظره بعد التخرج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى