الترجمة الآلية
الترجمة الآلية من تطورات العصر التي وصل إليها رواد البرمجيات الحاسوبية، وهي ترجمة فورية للنصوص أو الجمل أو الألفاظ من لغة إلى لغة أخرى باستخدام برمجيات حاسوبية معينة، وتعد فرعاً من أفرع الصناعات اللغوية الحاسوبية.
أقسام الترجمة الآلية
تنقسم إلى ثلاثة أقسام تبعاً لنسبة التدخل البشري في عملية الترجمة وهي:
- ترجمة آلية مباشرة: يتم فيها الاعتماد كلياً على البرمجيات الحاسوبية من دون تدخل بشري.
- ترجمة آلية بمساعدة بشرية: يتم فيها الترجمة بواسطة البرمجيات الحاسوبية مع مساعدة بشرية.
- ترجمة بشرية بمساعدة الحاسوب: يتم فيها الترجمة البشرية مع الاستعانة بالبرمجيات الحاسوبية وتسمى كذلك بالترجمة الآلية التفاعلية.
تاريخ الترجمة الآلية
على الرغم من أن فكرة الترجمة الآلية ظهرت أولاً في القرن الثامن عشر إلّا أنّ التطبيق الفعلي لها لم يظهر إلّا بالخمسينات وبعد الحرب العالمية الثانية، ويعود الفضل للتطور الظاهر في هذا المجال للجهود العظيمة المبذولة لمحاولة فك الشفرات أثناء التواصل بين الجيوش المحورية، ليبدأ بعدها تدفق التمويل على الباحثين في هذا المجال، حيث صمموا أول برنامج يقوم بالترجمة من اللغة الروسية إلى اللغة الإنجليزية ليعود بنجاح نسبي وبعض من الأخطاء، وكان المصممون قد وعدوا بحل هذه الأخطاء في غضون سنوات، وكانت هذه الترجمة ترجمة مباشرةً لأنّها كانت في اتجاه واحد أي من اللغة الروسية إلى الإنجليزية فقط.
تطورت الترجمة الآلية بعدها لترتفع من الترجمة المباشرة إلى الترجمة المعتمدة على تحليل قواعد النحو في النص من اللغة المصدر وتطبيقها على اللغة الهدف، لتعيش الترجمة الآلية في جيلها الأول مرحلةً من الإحباط والسبات ووقف تمويلها عندما قدّم عالم اللغة بار هلال تقريراً أمام لجنة ألباك عام 1966 يفيد بأنّ هذا النوع من البرمجيات الحاسوبية لا مستقبل لها ولا آفاق.
على الرغم من فترة الركود التي عاشتها الترجمة الآلية في تلك الفترة إلّا أنّ العمل عليها كان مستمراً بشكل بطيء في القليل من مخابر اللغة، وانتشرت لتصل إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتحاد السوفييني واليابان، وكوريا الجنوبية، وفرنسا التي ظهر فيها برنامج (Ariane) الذي أضاف ميزةً جديدةً لترجمة الجيل الأول وهي ذاكرة الترجمة، حيث كان يتم تخزين مدونات ضخمة من النصوص والمعاجم اللغوية المزدوجة لاستحضارها عند الحاجة، وأطلق على هذا النوع من البرمجيات اسم الترجمة الآلية بالمثال.
استمرت الترجمة الآلية بالتطور في منتصف التسعينات لتنتقل إلى الجيل الثالث وليغير الباحثون فيها الأهداف الموضوعة وليحددوا مستخدمين مختصين أكثر، ومن أهم التغييرات الحاصلة هي التخلي عن ترجمة النصوص الأدبية أو الفلسفية الكثيفة والدمج بين أنواع الترجمة الآلية وتوسيع ذاكرة الترجمة.
مراحل الترجمة الآلية
- الترجمة البشرية: يتم فيها ترجمة النصوص بالاستعانة البشرية بالكامل.
- مساعدة المترجم: يتم فيها الترجمة بالاستعانة بالمترجم البشري أو ما يطلق عليه القاموس الآلي.
- التحرير قبل الترجمة: يتم فيها الترجمة بواسطة البرمجيات الحاسوبية أو الترجمة الآلية لجمل وتراكيب بسيطة ومحددة المعاني، ويطلب من المستخدم المراجعة عند خروج بعض الجمل عن إطار أنظمة الترجمة الآلية.
- التحرير بعد الترجمة: وهي عملية تحرير وتعديل لبعض من الجمل المترجمة آلياً.
- الترجمة الآلية: يتم فيها الترجمة من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف آلياً من دون الاستعانة البشرية.