'); }
مدينة يبرود السورية
مدينة يبرود هي مدينة سورية قديمة قدم التاريخ، ولعلّ الدليل على ذلك احتواؤها على أقدم الكهوف على الإطلاق والتي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ ولعلّ أهمّها مغارة وادي اسكفتا، وتقع يبرود إلى الشمال من العاصمة السورية دمشق، حيث تفصلها عنها مسافة تقدّر بثمانين كيلومتراً، حيث إنّها واقعة في أحضان جبال القلمون، في هذا المقال سنذكر بعض التفاصيل عن مدينة يبرود السورية.
جغرافية يبرود
تقع المدينة ضمن وادي يفصل التقاء كلٍ من الهضبة الثالثة والهضبة الثانية في محيط جبال القلمون، حيث تحيط الجبال الشاهقة التي تعلو رؤووسها تيجان صخرية بالمدينة من أغلب جهاتها، ولعلّ أبرز جبالها هو جبل مار مارون، وكذلك جبل العريض، بالإضافة إلى جبال الجرد الشرقي لسلسلة الجبال السورية.
'); }
مناخ يبرود
يتميّز المناخ في هذه المدينة بأنّه بارد وقارس في الشتاء، كما أنّه معتدل وبارد إلى حدٍ ما في فصل الصيف، وقد أشارت العديد من الدراسات التاريخية أنّ الملكة زنوبيا كانت تصطاف في هذه المدينة في فصل الصيف أيام حكمها لمملكة تدمر.
الدين في يبرود
كانت دولة سوريا في القدم تدين بالديانة المسيحية بالإجمال، بالإضافة إلى بعض الديانات الأخرى خاصةً الوثنية وهي عبادة الأصنام، وفيما بعد وتحديداً بعد الفتوحات الإسلامية بدأ الإسلام يتغلغل بشكلٍ عميق إلى كافّة المدن ومن أهمّها مدينة يبرود، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المدينة تفتخر بتعايش سكانها القديم دون تمييز حيث الدين، حيث يعيش فيها المسلمون مع المسيحيون جنباً إلى جنب، ولعل الدليل على ذلك هو أنّ كنيسة يبرود لا تبعد عن مسجدها القديم سوى عشرات الأمتار، بالإضافة إلى ذلك فإنّ زيارات الأهالي اليومية لبعضهم البعض لا تتوقّف في كافّة الظروف والأحوال.
نهضة يبرود
شهدت المدينة نهضةً وتطوّراً في العديد من المجالات أهمّها المجال الصناعي، والعمراني، والسياحي، كذلك التجاري، حيث بدأت هذه النهضة منذ نهاية الثمانينيات في القرن الماضي وحتى عام 2010م، الأمر الذي أدّى إلى تحوّل يبرود من بلدة صغيرة إلى مدينة تعتبر ثاني أكبر المدن الصناعية في سوريا وذلك حسب إحصاءات وزارة الصناعة السورية، وكذلك اتحاد غرف التجارة السورية، حيث تضمّ المدينة كلاً من مقر غرفتي التجارة والصناعة لمحافظة ريف دمشق، بالإضافة إلى كل ما سبق فهذه المدينة تعتبر من أوائل المدن السورية التي تملك أكبر نسبة من عدد سكانها حملة الشهادات، وذوي الدراسات العليا في كافة الاختصاصات، ويشار إلى أنها أصبحت مقصداً للهجرة الداخلية؛ والسبب في ذلك يعود إلى كونها توفّر فرص عمل مميزة للشباب؛ بسبب مكانتها الصناعية.