محتويات
'); }
مدينة كرانيس
مدينة كرانيس هي إحدى المدن المصرية الأثرية القديمة الواقعة ضمن محافظة الفيوم في منطقة كوم أوشيم على طريق القاهرة/الفيوم، وكانت إحدى المدن اليونانية الرومانية التي أقامها بطليموس الثاني، وتبلغ مساحة المدينة الأثرية 800م، فيما وصلت مساحتها السكنية حوالي كيلومتراً من جهة الشرق إلى الغرب، وقرابة 800م من جهة الشمال حتى الحي الشرقي، وقد اكتشفت التنقيبات الأثرية العديد من ملامح المدينة مثل الشوارع ومن بينها الشارع الملكي، فيما تبيّن أنّ المدينة كانت من أكثر المدن المصرية الخصبة، حيث كانت تُنتج محاصيل القمح، والزيتون، والشعير، والفواكه، والبلح.
أعمال التنقيب في مدينة كرانيس
بدأت أعمال التنقيب في المدينة عام 1895م على يد عالم الآثار هانت، ولاحقاً قامت بعثة متشجن بحفريات خلال الفترة المتراوحة بين عامي 1914م وحتى 1935م، فيما قامت بعثة من كلية الآداب بجامعة القاهرة بحفرياتها في مدينة كرانيس عام 1968م، وخلالها اكتشفت أعداد كبيرة من التوابيت، والمنازل الحجرية، وأواني فخارية، وتماثيل تُمجد الآلهة، مثل تماثيل القيشاني الأزرق، التي تُقدس الآله بس، بالإضافة إلى بعض القطع البرونزية، ورؤوس مغازل، ومطاحن خشبية وحجرية، وأواني لحفظ المياه، وأدوات برونزية.
'); }
آثار مدينة كرانيس التاريخية
عُثر على حي بأكمله في أقصى أطراف المدينة من ناحية الشمال الغربي والجنوب الشرقي، وكان فيه مطحن ومخبز ومكان لحفظ المحاصيل، وحمامان رومانيّان، أما المدينة في الوقت الحالي فهي بقايا لبيوت طينية وقسم منها يدخل الحجر في أساساته، وكانت تتألف من طابق واحد، وينفصل كل بيت عن البيت الذي يقع بجواره أي لا يوجد هناك حوائط مُشتركة بينها، وعلى هذه الحوائط توجد رسومات لأوراق وعناقيد العنب.
تضم المدينة تماثيل ومعابد مثل المعبد الجنوبي، أو ما يُسمى بمعبد (بتسو خوس وبنيقروس)، المبني من الحجر الجيري خلال فترة حكم الإمبراطور الروماني نيرون، وتوجد أمام المعبد بقايا حوض، وداخله توجد الحجرات التي تضم في مُنتصفها مقصورة كان يوضع عليها الإله (سوبك) والقرابين المقدمة إليه، في حين يقع المعبد الشمالي في الجهة الشمالية من المدينة، وتفصله مسافة مئتي متراً عن المعبد الجنوبي، وهو أيضاً قد شُيّد من الحجر الجيري، ويبلغ طوله قرابة 33.5 متراً فيما يبلغ عرضه حوالي 10م، ووجد المُنقِبون أفران في مدينة كرانيس كانت تُستعمل لصناعة الفخار، وفيه عُثر أيضاً على عدد من الجِرار والأطباق.
طبيعة الحياة في كرانيس قديماً
كانت البيوت في مدينة كرانيس متماسكة البناء لكنها كانت بسيطة، وتحت هذه البيوت كانت هناك الأقبية والسراديب، في حين مارس السكان الزراعة بسبب توفر المياه وإمكانية الري، إذ كانت تُزرع أشجار الجميز والنخيل التي استخدمت أخشابها لإنشاء المنازل وصنع أثاثه، كما استعملت جذوع الأشجار كفواصل بين حبات الطوب في البناء.
شهدت المدينة تطوراً كبيراً منذ تأسيسها خلال العصر اليوناني مروراً بالعصر الروماني، ثمّ المسيحي، والعصر الإسلامي، وفي العام 1990م، عُثر على آثار إسلامية في المدينة، كتمثال الفخار على شكل حصان، وتظهر عليه النقوش الإسلامية، إلى جانب ميدالية من الزجاج الأزرق رُسم عليها هلال في منتصف مجموعة من النجوم، وفي العام ذاته عُثر على مئة مقبرة سطحية، ترجع إلى العصرين الروماني والمسيحي (القبطي).