'); }
مدن ذكرها القرآن الكريم
ذُكر في القرآن الكريم عدد من المدن والقرى في أكثر من مناسبة، ومن هذه المدن مدينة سبأ التي ذُكرت في معرض الحديث عن النعم التي أنعمها الله على الناس في هذه المنطقة، بالإضافة إلى المدينة المنورة، ومكة التي جاءت بلفظ بكة حيث كان فيها أوّل بيتٍ وضع للناس في الأرض، كما وردت أسماء عدد من المدن التي حاق بأهلها عذاب الله بظلمهم وصدهم عن سبيل الله ومنها مدين، وإرم ذات العماد، بالإضافة إلى مدينة الحجر.
مدينة عراقية ذكرت في القرآن
تعتبر مدينة بابل من أعرق المدن في العالم؛ إذ إنّها كانت حضارة الدولة البابلية التي استوطنت في بلاد ما بين النهرين في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، كما كان لها دور كبير في إثراء الحضارة الإنسانية في نواحٍ كثيرة، بالإضافة إلى أنّها تعتبر المدينة العراقية الوحيدة التي ذُكرت في القرآن الكريم حينما تطرقت الآيات الكريمة إلى ضلال بني إسرائيل بعد وفاة النبي سليمان عليه السلام.
'); }
مناسبة ذكر مدينة بابل في القرآن الكريم
ورد ذكر مدينة بابل في القرآن الكريم في سورة البقرة آية 102، إذ قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)، حيث تناقش العلماء والمفسرون في معنى تلك الآيات الكريمة ومناسبتها، فكان القول إنّ السحر انتشر في مدينة بابل في ذلك الزمن، وفي تلك الفترة تقريباً أنزل الله عز وجل الملكين هاروت وماروت في هذه المدينة لتعليم الناس السحر ليبتليهم الله عز وجل ويميز بين السحر والمعجزة؛ وذلك من أجل أن يظهر للناس صدق الرسل وكذب السحرة لكي يؤمنوا ويتثبت الإيمان واليقين في قلوبهم.
في قصة أخرى لنزول هذين الملكين في مدينة بابل نجد أنّه لم يرد حديث صحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام في ماهية الملكين هاروت وماروت، لكن ورد حديث مرفوع رواه عبدالله بن عمر في مجمع الزوائد وهو ثقة، حيث رواه كما يأتي: (إنَّ آدمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لما أهبطَه اللهُ تبارك وتعالى إلى الأرضِ قالت الملائكةُ أي ربِّ أتجعلُ فيها من يُفسدُ فيها ويسفكُ الدماءَ ونحنُ نُسبِّحُ بحمدِك ونُقدِّسُ لك قال إني أعلمُ ما لا تعلمون قالوا ربَّنا نحنُ أطوعُ لك من بني آدمَ قال اللهُ تبارك وتعالى للملائكةِ هلمُّوا ملكيْنِ من الملائكةِ حتى يهبطَ بهما إلى الأرضِ فننظرَ كيف يعملانِ قالوا ربنا هاروتُ وماروتُ فأُهبطا إلى الأرضِ ومُثِّلَتْ لهما الزهرةُ امرأةً من أحسنِ البشرِ فجاآها فسألاها نفسها فقالت لا واللهِ حتى تكلَّما بهذه الكلمةِ من الإشراكِ قالا لا واللهِ لا نُشركُ باللهِ أبدًا فذهبت عنهما ثم رجعتْ بصبيٍّ تحملُه فسألاها نفسها فقالت لا واللهِ حتى تقتُلا هذا الصبيَّ فقالا لا واللهِ لا نقتلُه أبدًا فذهبت ثم رجعت بقدحِ خمرٍ تحمِلُه فسألها نفسها فقالت لا واللهِ حتى تشربا هذا الخمرَ فشربا فسكرا فوقَعَا عليها وقتلا الصبيَّ فلما أفاقا قالت المرأةُ واللهِ ما تركتما شيئًا مما أبيتماهُ عليَّ إلا فعلتماهُ حين سكرتما فخُيِّرَا بين عذابِ الدنيا والآخرةِ فاختارا عذابَ الدنيا) [أخرجه في صحيحه].