مدينة صدد السورية

'); }

صدد السورية

صدد هي واحدة من المدن السورية القديمة والتي تتبع لمحافظة حمص، وتقع على عتبة الصحراء، وهي واقعة على خط المطر في البلاد الواقع ما بين حمص شمالاً ودمشق جنوباً. وقد قال ابن الأثير عنها بأنّها: (قرية في طرف البرية عند حمص). وقد ورد اسم المدينة مرتين في التوراة – سفري العدد وحزميتال، وتدل الشواهد الأثرية على أنّها كانت مأهولة منذ أقدم العصور، وكانت من ضمن أرض كنعان، إضافة لهذا فقد كانت المدينة محطة مهمة للقوافل التجارية.

تسمية مدينة صدد

يعتبر اسم صدد من الأسماء السامية، وقد اختلفت التراجم حول معنى الاسم باللغة الآرامية، ويُعتقد بأنّ معناه جانب الجبل، وهو عبارة عن موقع يحكلى بأنّه كان عبارة عن برجٍ يقع على الحدود الكنعانية الشمالية، وهذه هي التسمية الجغرافية للمدينة. ويقال بأن معنى الاسم هو الجوهرة الثمينة، وتعتبر هذه التسمية التجارية لها.

'); }

حول مدينة صدد

يوجد في المدينة أقدم ثانوية في المحافظات السورية، وقد تمّ إنشاؤها عام 1962م، وتشهد المدينة العديد من النشاطات الترفيهية والثقافية، ومن أهمها (مهرجان صدد العراقة)، ويتمّ خلال هذا المهرجان تسليط الضوء على معالم المدينة وتاريخها العريق. كما ضمت المدينة رفات الشاعر العربي أبو فراسٍ الحمداني لأكثر من ألف عام، وقد نقل رفاته في وقتٍ قريب إلى مدينة حمص.

الآثار والشواهد التاريخية في مدينة صدد

يرجع تاريخ المدينة الفعلي إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، ومن أهم الشواهد الأثرية التي تمّ العثور عليها هناك في المنطقة: القبور أو النواويس الواقعة إلى الشمال الغربي من صدد، وتحديداً في منطقة عمرو التي تسمى الدير بالسريانية، وقد كان يطلق على الدير قديماً اسم (مار ماما)، والذي كان بمثابة كاتدرائية يتم فيها تخريج أساقفة الرهبان، وقد اندثر هذا الدير عام 1715م، وقد عثر فيه على عدد من التوابيت الحجرية لمشاهير وعظماء كان لهم أثر في تاريخ المنطقة.

تمكنت البعثات الأثرية إلى المدينة من الكشف عن معبدِ وثني يعود للإله الآراميين (حدد) ويعود تاريخه إلى الأعوام ما قبل ميلاد المسيح، وكان هذا المعبد يقع بعيداً عن العمران بين الحقول والبساتين، حيث كان يعتقد بأنّه كان معبداً لآلهة الخصب، وتم بناؤه على عدة مراحل، المرحلة الأولى كانت بناء الهيكل والذي كان عبارة عن قبة عالية بُنيت من حجارة كبيرة، وقد كانت عريضة الجُدران تأخذ شكل الدائرة، وقد تحول فيما بعد إلى كنيسة، أما المرحلة الثانية فقد بُنيت بأعمدة ضخمة ومجموعة من الأقواس التي تشكل في النهاية سقفاً معقوداً من الحجارة، بينما كانت المرحلة الثالثة والأخيرة من خلال إنشاء عدد من القناطر من جنوب المعبد إلى شماله مع سقفٍ خشبي ينتهي بفتحة تطلُ على الغرب وهي باب الكنيسة، وقد تم بناء كنيسة (مار جرجس أو كنيسة الخضر) على أنقاض هذا المعبد، ولا تزال الكنيسة موجودة حتى اليوم.

من الآثار الأخرى والمهمة في المدينة هو برجٌ رومانيٌ قديم شُيد لمراقبة القوافل التجارية، ويبلغ ارتفاعه 22 متراً، ويتألف هذا البرج من عدة طبقات، وقد تم تشييده من أحجار كبيرة مكعبة من الكلس.

Exit mobile version