'); }
موقع مدينة سرت
تعتبر إحدى المدن الليبيّة الساحلية المطلّة على حوض البحر الأبيض المتوسّط، تحديداً في منتصف الساحل الليبي الذي يربط ما بين مدينتي بنغازي وطرابلس، أمّا فلكياً فتقع على خط طول 31:12:19 من الجهة الشمالية، وعلى دائرة عرض 16:35:18 من الجهة الغربية، وتبلغ المسافة بينها وبين العاصمة طرابلس حوالي أربعمئة وخمسين كيلومتراً إلى الشرق منها، وهي ذات طقس معتدل بحري وطقس صحراوي جاف.
تطلّ المدينة على خليج سرت المتفرّع عن البحر المتوسط، علماً بأنّه في البداية كان معروفاً باسم خليج سدرة والذي دارت فيه مواجهات ما بين أمريكيا وليبيا؛ لذلك سمّيت المدينة بالرباط الأمامي والخليج بخليج التحدّي، وكانت محطة للقوافل المتنقّلة ما بين مدينتي طرابلس وبرقة وبين القارة الإفريقية، وقد أعلنها معمر القذافي عاصمةً له في الأول من سبتمبر للعام 2011، بعد أن فقد سيطرته بالعاصمة خلال الثورة الليبية التي وقعت في السابع عشر من فبراير من العام نفسه.
'); }
تسمية سرت
إنّ اسم سرت هو للمنطقة التي تمتد على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ما بين الجهة الشرقية لمدينة العقيلة، والجهة الغربية لمدينة بويرات الحسون، وتأسّست فيها مجموعة من المستوطنات التي كانت تتبع للفينيقيين، إحداها كانت معروفة باسم ايفورانتا ماكوماديس، وتحتوي على مجموعة من المقابر التي تعود للقرن الرابع للميلاد، وعندما حكمها الفاطميون في القرن العاشر للميلاد أقاموا فيها مدينة سمّوها سرت وهي المدينة الحالية وتحتوي على مجموعة من الآثار الفاطمية إضافةً لبعض الآثار الإسلامية.
تاريخ سرت
تأسست مدينة سرت الموجودة حالياً في الفترة ما بين عام 1885م و1886م، أثناء فترة حكم أحمد راسم باشا الذي حكم مدينة طرابلس تحديداً الغربية، وحسب الكتب التاريخية فإنّها في البداية كانت تضمّ دائرة حكومية تتضمّن سبعة غرف، ودائرة أخرى مخصّصة لعائلات المأمورين مكوّنة من ست غرف علوية وسفلية، واصطبل للحيوانات إضافةً إلى مجموعة من الدكاكين وطاحونة وفرن.
تولى إقامتها وتأسيسها عمر باشا المنتصر الذي تولّى منصب قائم مقام القضاء فيها لمدّة ثلاثين سنة، أشرف خلالها على البناء وسكّن فيها العديد من القبائل البدوية أبرزهم الفرجان، والمزاوغة، والهوانة، والمغاربة، وغيرهم، إضافةً إلى مجموعة عائلات قادمة من المصراتة، وفي العام 1898م أقام فيها جامعاً يعرف اليوم باسم جامع ابن شفيع نسبةً إلى الشيخ محمد الشفيع الذي تولى المشيخة في المدينة منذ إنشائها حتى وفاته.
سكان سرت
يصل عدد السكان الذين يقطنونها حوالي المليون نسمة، منهم حوالي مئة وأربعة وأربعين ألف نسمة يسكنون المناطق الشعبية، ويشكلون نسبة 3.21% من إجمالي السكان الكلي، أمّا مسحتها فتقدّر بحوالي سبعة وسبعين ألف كيلومتر مربع.