مدينة رأس الوادي
تقع مدينة رأس الوادي في دولة الجزائر في القارة الإفريقية، وتتبع لولاية برج بوعريريج، وتسمى أيضاً بمدينة البشير الإبراهيمي والولي الصالح بلعيساوي، وتبلغ مساحة هذه المدينة حوالي 329 كم مربّع؛ حيث يسكنها ما يقارب 51482 شخصاً حسب إحصائية عام 2008م. مدينة رأس الوادي هي مدينة المصارعة الأولى؛ حيث يحمل أبناؤها عدّة ألقابٍ وطنية وقارية.
عزلة المدينة صناعياً
تعتبر مدينة رأس الوادي مدينةً متعافيةً ووفيةً؛ فهي المدينة الوحيدة في شمال البلاد التي لا زالت خاليةً من كل الممارسات الصناعية، فهي معزولة جغرافياً عن محاور الطّرق الكبرى، ووفيةً لأنها ما زالت المدينة الوحيدة التي يكتسيها الطابع الفلاحي والرعوي، وهذا ما جعلها مدينةً مميّزةً وصحيةً خاليةً من كل أشكال التلوث الصناعي والأمراض، وهذه العزلة جعلت من تضاريس المدينة حاجزاً طبيعياً أمام محاولات الانفتاح على المحيط، وخاصةً جبل نشار الذي يمتدّ بطول عشرة كيلومترات مُشكّلاً سداً منيعاً، ولكن هذا الجبل شكّل مانعاً لعمل طريقٍ للتواصل مع بلديات الولايتين المجاورتين للمدينة وهما ولاد تبان بولاية سطيف ومغرة بالمسيلة.
العزلة الصناعية التي تعيشها المدينة دفعت سكّانها إلى الثبات في أراضيهم والافتخار بمنتجاتهم الغذائية من البساتين والحدائق الخاصة بهم، فهم يوفّرون لأبنائهم ولأبناء الولاية كل الاحتياجات الغذائية، وذلك حسب إحصائيات مديرية المصالح الفلاحية.
حسب الإحصائيات المحلية فإن مساحة أراضي دائرة الفلاحين تقدّر بأربعة وعشرين هكتاراً يستغل منها حوالي اثنين وعشرين هكتاراً، لإنتاج ما يقارب أربعين بالمائة من الحبوب الشتوية للولاية بكاملها، بالإضافة إلى احتلالها المرتبة الأولى في إنتاج الفواكه والخضار في منطقة البيبان، وهذا كله جعل المصالح الفلاحية في ولاية برج بوعريريج تهدف إلى تطوير الفلاحة والتربية الحيوانية في المدينة وتكثيفها.
الصحة والكهرباء والغاز
توجد في المدينة بعض الخدمات الصحية؛ حيث تحتوي على مستشفى فيه حوالي 240 سريراً، بالإضافة إلى ثلاثة مراكز صحية موزعة على كل دوائر المدينة، وأيضاً ست عشرة قاعةً علاجيةً، يأتي إليها المَرضى لتلقّي العلاج وأخذ الدواء المُناسب مع توفر الرعاية اللازمة، أمّا بالنسبة للكهرباء فقد وصلت نسبة الربط بالكهرباء في المدينة لحوالي ثمانيةٍ وتسعين بالمائة، وأيضاً يتوفّر الربط مع شبكات الغاز في أغلب مناطق المدينة ما عدا بعض القرى؛ حيث قدّرت نسبة الرّبط بشبكات الغاز بحوالي سبعةٍ وستين بالمائة.
الصناعة والحرف
على الرّغم من كل ما ذكر عن عزلة رأس الوادي عن الصناعة واهتمامها بقطاع الزراعة والفلاحة بشكلٍ كبيرٍ، إلا أنه يوجد فيها نشاطٌ صناعيٌ ولو كان بسيطاً؛ حيث تحتوي المدينة على بعض النشاطات الصناعية مثل معمل البلاط الموجود في طرف المدينة، ومصنع الشوكولاتة، بالإضافة لبعض الحرف ومركزاً يستخدم لتخزين الحبوب المنتجة ومطحنتين ومصنعاً للآجر.