محتويات
'); }
مدينة دار السلام
دار السلام هي إحدى المدن التنزانية، الواقعة على الساحل الشرقي لتنزانيا على المحيط الهندي، وقد كانت عاصمة البلاد في الماضي، قبل أنّ تُصبح مدينة دودوما هي العاصمة، ويبلغ عدد سكان المدينة حسب آخر الإحصائيات المتوفّرة للعام 2012م، حوالي 4.364.541 نسمة، وهي بذلك أكبر مدينة في تنزانيا من حيث عدد السكان، كما أنّها ثالث أسرع مدن قارة إفريقيا من حيثُ النموّ السكاني، بعد مدينتي لاغوس وباماكو، أمّا مساحتها فتبلغ حوالي 1.590كم²، ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّ دار السلام أهمّ المراكز الاقتصادية في تنزانيا، وفيها أبرز موانئ البلاد على المحيط الهادئ.
تاريخ دار السلام
نشأة دار السلام
كانت مدينة دار السلام في الماضي عبارةً عن قريةٍ للصيادين، تتبع إقليم أزانيا القديم، أو أرض الزنج كما كان يُسميها العرب، حيثُ كانت تجمعهم مع أهل الإقليم علاقات تجارية حيوية، كما جمعتها مع الهند والصين علاقات تجارية مهمة أيضاً، ومن ذلك تجارة التوابل، والعاج، وقرون الكركدن، وأصداف السلاحف، والثياب الهندية، وقد حصل أن سَكَنَ بعض العرب في المدينة، وأثّروا بلغة البانتو التي ينطق بها السكان، لتتشكل لغةً هجينةً ما بين اللغة العربية ولغة البلاد الأصلية، وقد عُرفت هذه اللغة الجديدة باللغة السواحلية، وخلال الحكم الأموي في التاريخ الإسلامي، ارتحل المسلمون إلى مدينة دار السلام حالها كحال العديد من المدن الإفريقية على الساحل الشرقي للقارة، وهذا ما ساهم في انتشار الإسلام بين سكان المدينة.
'); }
غزوات دار السلام وطريقها إلى الاستقلال
لقد حكم سلاطين عُمان مدينة دار السلام بالإضافة إلى جميع مدن ومناطق ساحل شرق إفريقيا، وذلك بعد فترة العصور الوسطى، بعدها سيطرت البرتغال عليها، قبل أن تعود لقبضة السلاطين مرّةً أُخرى، وذلك في العام 1740م، خلال فترة ولاية سعيد بن سلطان، الذي اتخذ من دار السلام عاصمةً لحكمه، وغيّر اسم المدينة من مزيزيما إلى اسمها الحالي، لكن بعد حوالي قرنين من الزمان، تزعزع حكم العُمانيين، على إثر ثورة زنجبار التي اندلعت عام 1964م، بعدها صارت مدينة دار السلام تتبع لدولة جمهورية تنزانيا الاتحادية، التي نتجت عن الاتحاد بين مجموعة جزر زنجبار، ومناطق ساحل تنجانيقا، وبقيت المدينة عاصمةً لتنزانيا كما كانت من قبل، حتى فترة التسعينيات، حيثُ تحوّلت إلى العاصمة الحالية، ويُذكر أنّ الرحالة فرديريك إلتون، هو أوّل أوروبيٍ وصل مدينة دار السلام عام 1893م.
الأديان في دار السلام
إنّ الغالبية العُظمى من السكان يُدينون بالدين الإسلامي، وقد وصلت نسبتهم إلى تسعين بالمئة من نسبة السكان، في العقد الثامن من القرن العشرين ميلادي، في حين يوجد في المدينة منذ سنوات طويلة العديد من المراكز الإسلامية، منها مركز الحرمين الإسلامي، الذي تتبع له مدرسة متوسطة إسلامية.