مدينة اللاذقية
اللاذقيّة هي إحدى المدن السوريّة، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط من الجهة الشرقيّة، وتبعد عن العاصمة دمشق حوالي ثلاثمئة وخمسة وثمانين كيلومتراً إلى الغرب، وتتمتع بموقع تجاريّ كبير، فهي منفذ الجمهوريّة السوريّة إلى البحر، وتضم أكبر مرافئها البحريّة، كما أنّها تعد وجهة للسياحة فهي تحتوي على العديد من المعالم الأثريّة الهامة، بالإضافة إلى تمتعها بالمناخ المعتدل، وكانت تشتهر قديماً بصناعة النبيذ وتصديره، ولكن بعد الفتح الإسلامي عام ستمئة وسبعة وثلاثين للهجرة على يد القائد عبادة من الصامت تراجعت هذه الصناعة، وازدهرت زراعة الحمضيّات وتصديرها.
الموقع الجغرافي
تقع اللاذقيّة في الجهة الشرقيّة من البحر الأبيض المتوسط على شبه جزيرة شمال غربي سوريا، فيحدها البحر من الغرب وجزء من الشمال، وتحدّها من الشرق سلسلة جبليّة، ومن الجنوب سهول وقرى زراعيّة، وتتخذ المدينة شكل المثلث.
التسمية عبر العصور
سُمّيت اللاذقيّة بعدّة أسماء على مر العصور، فقد كانت تسمى أوغاريت في زمن الفينيقيين كونها تابعة لضاحية أوغاريت الجنوبيّة، كما سميت شمرا كما ذكر في مراسلات تل العمارنة، ثم أُطلق عليها اسم راميتا أي المرتفعة، كما ذكر الفيلسوف فيلون أنّها تدعى ياريموتا وهو اسم لأحد آلهة الفنيقيين، كما سميت بمزبدا أي زبد البحر، وتيودورياريس، وأطلق عليها الصليبيون اسم لاليش.
أما الاسم القديم الأكثر شهرة هو لاوديكيا، وهو الاسم الذي أطلقه عليها الإمبراطور سلوقس نيكاتور، في القرن الرابع قبل الميلاد بعد أن أعاد بناءها، وهو اسم أمه، وحُرّفت لتصبح اللاذقيّة، وسمّاها الرومان عدة أسماء ولكنها لم تنتشر، ولما جاءت الدولة الأمويّة سميّت باللاذقية الشام؛ لتمييزها عن غيرها من المدن التي تحمل الاسم نفسه، وتوصف اللاذقية بعروس البحر.
الرياضة
تضمّ المدينة عدداً كبيراً من التجهيزات التي تخص الرياضة، وبخاصّة كرة القدم التي تعد الرياضة الأكثر انتشاراً فيها، وقد استضافت دورة ألعاب البحر المتوسط في عام ألفٍ وتسعمئة وسبعة وثمانين، كما أنّها تستضيف سنوياً السباق المائي لليخوت الشراعيّة، بالإضافة إلى سباقات ركوب الخيل، والقفز المظلي، وهي تحتوي على مسبحين أولمبيين، واستاد الأسد الرياضي الذي يتّسع لحوالي خمسة وثلاثين ألف متفرّج.
السياحة
تعد اللاذقيّة من أهم المدن السياحيّة في سوريا، حيث يزورها حوالي خمسمئة ألف سائح سنويّاً، وذلك كونها تضم العديد من المعالم السياحيّة التاريخيّة مثل القلاع الصليبيّة، والمتحف الوطني الذي كان خاناً في السابق، ثم اتخذه الحاكم الفرنسي مقراً له خلال انتداب فرنسا لسوريا، وكنيسة قلب يسوع، والحمامات العثمانيّة، والأسواق القديمة، بالإضافة إلى الأماكن السياحيّة الطبيعيّة مثل الشاطئ الأزرق.