محتويات
مدينة الكرك القديمة
تُعتبر الكرك واحدةٌ من المُدن التاريخية العريقة في المملكة الأردنية الهاشمية، ويعود تاريخها لعام 1200 قبل الميلاد، وهي عاصمة محافظة الكرك، واسمها القديم كان قير مؤاب، كما كانت تُعرف باسم قير حارسه، وكاركو، وكركا، وكرخا التي معناها حسب اللغة الآرامية المدينة المحصنة أو المسورة، وقد ورد ذكرها في التوراة، وفي عهد الملك الأيوبي الصالح أيوب كانت مملكة مترامية الأطراف، تمتد من وادي الجوف وحتّى مدينة دمشق في سوريا.
موقع ومساحة الكرك
تقع الكرك جنوب المملكة الأردنية الهاشمية، ويحدّها من الجهة الشمالية محافظة مأدبا، ومن الجهة الشرقية القطرانة، ومن الجهة الغربية الأغوار، أمّا من الجهة الجنوبية فيحدها سد السلطاني، وتبلغ مساحتها حوالي 3217 كيلومتراً مربعاً.
نبذة عن تاريخ مدينة الكرك
- دلّت الآثار والحفريات على أنّ تاريخ هذه المدينة يعود إلى العصر الحديدي، أي نحو 1200عام قبل الميلاد، وقد تعاقب على حكمها المؤابيون والأنباط، واليونان والرومان، إضافةً إلى البيزنطيون إلى أن فتحها المسلمون.
- شهدت المدينة تاريخاً حافلاً مع صلاح الدين الأيوبي الذي حارب الملك أرناط على ثراها، فقد كانت تكمن أهميّة المدينة في كونها تشكّل درعاً لحماية مدينة القدس نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يحول دون اللقاء بين عرب الشام ومصر، إضافةً لكونها محطة مراقبة لطريق الحُجّاج.
- كان ملك المدينة أرناط محارباً ومغامراً، وقد واجه صلاح الدين في ثلاث حملات للكرك حتّى تمكّن الأخير في عام 1188م من احتلال القلعة، وكان أرناط متحصّناً فيها يخشى الخروج منها، لكنه في النهاية لقي حتفه في معركة حطين، حيث وقع في الأسر وضربه صلاح الدين بسيفه.
- تمكّن الظاهر بيبرس من احتلال مدينة الكرك، فاعتنى بها، حيث حفر خنادق جديدة حول المدينة وقلعتها، وعاش أهل الكرك من جديد حياةً هادئة إلى أن أصبحت تحت حكم العثمانيين في عام 1516م.
أهم معالم الكرك التاريخية
- تَعاقب على الكرك العديد من الأقوامٍ منهم: المؤابيون، والآشوريون، والأنباط، والبيزنطيون، والرومان، وأهمّ ما يميز مدينة الكرك القديمة، قلعتها التي شيدها المؤابيون، وقد ذكرها الرحالة ابن بطوطة في كتابه (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، إذ قال:
(ثُم يرحلون إلى حصن الكرك، وهو أعجب الحصون وأمنعها وأشهرها، ويُسمى بحصن الغراب).
- يوجد فيها مقامات عدة، كمقام النبي نوح، ويوشع بن نون، والخضر عليهم السلام، ومَراقد الصحابي جعفر، والصحابي زيد، والصحابي عبد الله، رضي الله عنهم، وكهف سيدنا لوط، ومَدين أرض النبي شعيب.
- ورد ذكرها في القرآن الكريم، وهي التي لجأ إليها موسى النبي عليه السلام هرباً من بطش فرعون، والبرج الذي بناه الظاهر بيبرس، وفي أحد الشوارع التي تتوسط المدينة، أُقيم نصبٌ للقائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي، وهو مُشهر سيفه باتجاه الجهة الغربية التي تؤدي إلى فلسطين.
- يوجد في هذه المدينة مغارة القعير وسراديبها، حيث تنتشر حولها أشجار الزيتون المُعمرة والتي تعود إلى زمن الرومان، إضافة لعين سراقة التي سُميت بهذا الاسم نسبةً لواحد من الشهداء الاثني عشر، الذين سقطوا في معركة مؤتة، وهو سراقة بن عمرو بن عطية، وأيضاً مسلة البالوع التي تعود إلى عصر الفراعنة وهي عبارة عن حجرٍ بازلتيٍ عليه كتابة ورسم لثلاثة أشخاص.