مدينة القدس عبر التاريخ

محتويات

١ التعريف بمدينة القدس
٢ من الذي أنشأ مدينة القدس؟
٣ الأقوام التي حكمت مدينة القدس
٤ المراجع

التعريف بمدينة القدس

وهي من أقدم المدن إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى 3000 عام ق. م، على يد قوم يدعون اليبوسيين، أحد الأقوام الكنعانية التي نزحت مع آخرين من شبه جزيرة العرب،^[١]

وقد عرفت هذه المدينة بالكثير من الأسماء عبر تاريخها الطويل منها يبوس، إيليا، بيت المقدس، القدس الشريف، زهرة المدائن، اورساليم، مدينة السلام.^[٢]

تجدر الإشارة إلى أنها من أكثر ن العالم تعرضا للغزو والاحتلال، حيث تعرضت لما لا يقل عن أربعين محتل وغازي،^[٢] وجرى تدميرها لأكثر من 18 مرة،^[٣] مع ذلك فهي أيضا كانت شاهدا على الكثير من الحضارات الإنسانية التي تنشأت فيها، مثل حضارة النطوفيين التي تواجدت في وادي النطوف غرب المدينة قبل ما يقارب عشرة آلاف عام.^[٢]

وبعض علماء الآثار والبعثات (الفرنسية والبريطانية) الأب ديفو ورويال أنتوريا ود. توستينج هام، وهم من الذين أجروا الكثير من البحوث والحفريات، يقدرون تاريخ المدينة إلى سنة آلاف سنة ق. م، وبالتالي فهم دحظو تلك الدراسات التي تشير إلى أن تاريخ المدينة لا يزيد عن ثلاثة آلاف سنة معتمدين على ما ورد في التوراة.^[٣]

من الذي أنشأ مدينة القدس؟

يرجع المؤرخون على أن مدينة القدس تم إنشاؤها على يد الكنعانيون وهم من الأقوام السامية ذات الأصل الواحد،^[١] حيث هاجرت خلال القرن الرابع ق. م من شبه الجزيرة العربية مع قبائل أخرى إلى أرض فلسطين والتي كان يطلق عليها في ذلك الوقت أرض كنعان، ويبدو أن اليبوسيون كانوا أول قوم يسكن مدينة القدس في 2500 ق. م ^[٢]

ولعل من أشهر ملوك اليبوسين الملك سالم الذي قام ببناء حصن له في المدينة ووضع له الأسوار، وعلى هذا الأساس سميت المدينة على اسمه أورسالم، أيضا من الملوك الذين نالوا شهرة واسعة الملك صادق الذي تشير إليه التوارة بأنه من الملوك المؤمنين بالله، وكان رفيقا لسيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام وقد جعل من الحرم القدسي مكان للعبادة.^[٢]

أيضا من الجدير بالذكر أن الكنعانويون عندما استوطنوا القدس كانوا قد شرعوا بتأسيس حضارتهم العظيمة، فيها وفي المدن المحيطة بها، حيث عرفوا الزراعة فبدؤوا بزراعة الزيتون والفاكهة، كما كانوا ماهرين في بناء المدن وفي تقطيع الأشجار، وعرفوا المعادن وصنعوا الأواني الفخارية والنسيج، وشرعوا القوانين، متأثرين بحضارة بابل ومصر.

^[١]

الأقوام التي حكمت مدينة القدس

حكم مدينة القدس العديد من الحكام من مختلف الأقوام وكذلك من مختلف بقاع الأرض، ولعل من أهمهم:

الفراعنة

شهدت مدينة القدس خلال القرن السادس عشر ق. م، حكم الفراعنة المصريين، وهؤلاء امتدت فترة حكمهم إلى ما يقارب القرنين، حيث كان يتولى الفرعون في مصر تعين حاكم مصريا ينوب عنه في حكم المدينة.^[٢]

اليهود

جاء دخول اليهود إلى مدينة القدس من خلال الملك داود عليه السلام قبل 1000 سنة ق. م، وفي ذلك الوقت سميت المدينة على اسمه، وقام هذا الملك ببناء العديد من الحصون كما شيد قرا كبيرا له، من ثم بعد وفاته خلفه ابنه النبي سليمان، والذي تولى بناء الهيكل الذي عرف باسم هيكل سليمان، وهؤلاء القوم حكموا المدينة ما يقارب 300 عام.^[٢]

الفرس

احتل المدينة القائد البابلي نبوخذنصر عام 586 ق. م، وقد دمر المدينة وأحرق الهيكل، وقضى على حكم اليهود للمدينة، وسبى من بقي منهم إلى مدينة بابل، ويبدو أن ملك الفرس قورش في عام 538 ق. م سمح لليهود بالعودة إلى القدس وبنى لهم هيكل أطلق عليه هيكل قورش.^[٢]

اليونانيون والرومانيون

خضعت مدينة القدس لحكم الإسكندر الأكبر عام 332 ق. م، بعد أن أتم جميع معاركه، وفي عام 63 ق. م خضعت المدينة لحكم الإمبراطورية الرومانية، بعد أن تم الاستيلاء عليها من قبل القائد الروماني بومبي.^[٢]

المسلمون

تمثل مدينة القدس الشريف لدى الإسلام والمسلمين قيمة روحية ومعنوية كبيرة فهي أول قبلة للصلاة تم تحديدها لهم، كما أنها مسرى الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وبالتالي فقد ظلت أعين المسلمين على هذه المدينة حتى تم فتحها بعد الانتصار الكبير على الروم في معركة اليرموك، بقيادة أبو عبيدة الجراح.^[٢]

وكان ذلك عام 636 م، حيث اشترط البطريرك صفرونيوس على الجيش الإسلامي تسليم المدينة إلى أمير المؤمنين فقط، وبالفعل تم ذلك وحضر الخليفة عمر بن الخطاب ودخل المدينة وأقام فيها حكم الإسلام.^[٣]

الصليبيون

وقعت مدينة القدس تحت سيطرة الجيوش الصليبية عام 1099م، الذين قرورا إنهاء الحكم الإسلامي الذين كان قائما فيها، وقد استمر حكمهم للمدينة ما يقارب 88 عام، شهدت خلالها الكثير من الانتهاكات والجرائم.^[٢]

الحكم الإسلامي يعود على يد صلاح الدين الأيوبي

استطاع القائد العربي صلاح الدين الأيوبي تحرير المدينة من الحكم الصليبي بعد معركة حطين عام 1187م، حيث سمح لهم بمغادرة المدينة، وإعادة إعمار القدس وأنشأ الأسوار والخنادق والأبراج، وأقام في منبرا في المسجد الأقصى عرف باسم منبر صلاح الدين الأيوبي.^[٢]