'); }
مدينة آيلة
أول مدينة إسلامية أُنشئت خارج حدود الجزيرة العربية؛ وتحتل مساحة في الجزء الشمالي الغربي من مدينة العقبة جنوب الأردن؛ ويعتبر وجود أطلال هذه المدينة خير دليل على عراقة وأصالة تاريخ مدينة العقبة.
يشير التاريخ إلى أن مدينة آيلة قد اتخذت أهمية كبيرة عبر التاريخ؛ لتميز موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي اعتُبِرَ بمثابة حلقة وصل بين مناطق الشام، والحجاز، ومِصر.
بناء آيلة
تتخّذ المدينة شكلاً مستطيلاً أطواله 170×145م، ويحيط بها عدد من الجدران لها سُمك يصل إلى 2.6م تقريباً، أما ارتفاعها فيتجاوز 4.5م، بالإضافة إلى وجود أربع وعشرين برج للدفاع عنها.
'); }
بالإضافة إلى ما تقدّم؛ فإن للمدينة أربعة أبواب رئيسية، وهي: باب مصر من الشمال، وباب دمشق من الشرق، وباب الحجاز من الجنوب، وباب البحر من الغرب؛ ويقوم صرح رباعي يعرف باسم “قوس رباعية” فوق تقاطع الأبواب.
تسمية آيلة
تضاربت الآراء حول سبب تسمية آيلة بهذا الاسم، فجاء في كتاب لسان العرب بأن أيل أحد أسماء الله عز وجّل بإحدى اللغتين العبرية أو السريانية؛ وجاء التفسير بأن إيلا في اللغة تشير إلى “إل” ومعناها الله سبحانه وتعالى.
في روايةٍ أخرى؛ بأن كلمة أيلة مأخوذة من أحد نصوص جلجامش؛ وأشير بها هنا إلى الله عز وجل، حيث كان أيل إله الأكادييّن والكنعانييّن والعبرانييّن.
تاريخ آيلة
يرجع تاريخ تأسيس المدينة إلى عام 650م حيث كان ذلك على يد الخليفة عُثمان بن عفان؛ ويُذكر أن المنطقة قد دخلت ضمن مناطق الفتوحات الإسلامية سلمياً؛ وجاء ذلك على هامش اتفاق بين الرسول صلى الله عليه وسلم مع أسقف Alian، وكانت واحدة من المدن البيزنطية القائمة في الجهة الشمالية الشرقية من موقع آيلة الحالي.
شهدت المنطقة ازدهاراً خلال الفترة الممتدة ما بين 661-750م خلال فترة حُكم الأموييّن والعباسييّن في الأعوام ما بين 750 و970، وامتدت أيضاً للفترة التي تلت حكم الدولة الفاطمية في الأعوام من 970-1116، إلا أنّ المدينة قد شهدت تراجعاً ملحوظاً إثر الدمار الذي حّل عليها نتيجة الزلازل والهجمات التي تعرّضت لها من قِبل البدو والصليبييّن في نهاية القرن الثاني عشر.
في عام 1116م، خضعت المنطقة لحكم بالدوين الأول دون إبداء أي مقاومة منها، وامتد حكمه إلى داخل المدينة بنحو 500م على طول الساحل نحو الجنوب؛ حتى اقترب نفوذه من القلعة المملوكية بالقرب من سارية العلم القائمة في مدينة العقبة حالياً، وتمكنّت المدينة من استغلال موقعها كونها تحتل موقعاً على الطريق الواصل بين الهند والبحر المتوسط وشبه الجزيرة العربية؛ فأصبحت مركزاً تجارياً للبان والمر.
في عام 1986م، عملت الأردن وأمريكا على إجراء أعمال تنقيب بالتعاون مع جامعة شيكاغو بالقرب من موقع المدينة الحالي، فتم التوصل إلى اكتشافات أثرية كثيرة تُعرض حالياً في متحفي العقبة والآثار الأردني في عمان.