علم الجبر
يتفرع علم الرياضيات إلى عدةِ فروعٍ من بينها علم الجبر، وكان مخترعه عالم الرياضيات والفلك محمد بن موسى الخوارزمي، فقد أوجده وجمعه تحت عنوان كتاب (الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة)، الذي اشتمل على جميع العمليّات الجبريّة التي تُساعد في إيجاد الحلول لِكافة المعادلات الخطية والتربيعية، ويركز علم الجبر على دراسة البنيةِ التحتيةِ للمعادلةِ الجبريةِ والتماثلات، ويمتاز هذا الفرع من فروع علم الرياضيات بتعامله مع الرّموز والمتغيرات بالإضافة للأرقام.
مخترع علم الجبر
يعود الفضل للعالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي المكنّى بأبي جعفر، ويُعرف بالخوارزمي، ولد في عام 164 للهجرة في مدينة خوارزم، ويُعّد واحداً من روّاد علماءِ الرياضيات الذين تركوا بصمةً واضحةً في علم الرياضيات خلال عصر الدولة العباسية، ويشار إلى أنه كان على اتصالٍ مباشرٍ بالخليفةِ العباسي المأمون، وأعطاه المأمون منصباً رفيعاً في بيت الحكمة في بغداد، وتمكّن بذكائه وإخلاصه من كسب ثقة المأمون فأسند إليه مهمّة رسم خريطة للأرض بمساعدةِ سبعين جغرافياً.
مؤلفات الخوارزمي
ترك الخوارزمي بصمةً واضحةً في علوم الفلك والجغرافيا وأبرز ما أتى به هو كتابُ الجبر والمقابلة؛ إذ يُعتبر كتاباً في غايةِ الأهمية وتمت ترجمته إلى اللغة اللاتينية، وعلى ضوء تلك الترجمة أدخلتْ إليه عدةُ كلماتٍ من بينها الجبر والصفر Zero، وبالإضافة إلى ذلك ألّفَ كتاب الجمع والتفريق في الحساب الهندي، وكتاب رسم الربع المعمور، وكتاب تقويم البلدان، وكتاب العمل بالأسطرلاب، وكتاب صورة الأرض وغيرها الكثير من الكتب، ويتقاسم الخوارزمي لقب مؤسس علم الجبر مع العالم ديوفانتوس.
أمّا فيما يتعلق بحياة الخوارزمي الشخصية، فهو ينتمي لعائلة تنحدر أصولها من مدينة خوارزم الفارسية، ونشأ وترعرع في بغداد بعد أنْ انتقلت عائلته إليها، وتمكن من إنجاز عدد كبير من أبحاثه خلال الفترة الممتدة ما بين 813 – 833م في دار الحكمة، وتوفي في سنة 232 للهجرة في بغداد.
اختراعات الخوارزمي
يعود الفضل للخوارزمي باختراع أول أداةٍ ربعية، كما قام باختراع أداةِ قياس الارتفاع خلال القرن التاسع الميلادي في عاصمة الخلافة العباسية بغداد، وأداة الربع المجيب، وأداة الربع الحراري لتحديد ِدائرة العرض، كما اخترع أداةً اسمها الربعيّة القديمة وتطورت مع مرور الزمن وهي الأداة الثانية الأكثر استخداماً بعد الإسطرلاب، وتستخدم في الوقت الحالي لتحديد أوقات الصلاة في العالم الإسلامي.
من الجدير ذكره فقد اعتمد الخوارزمي في حل المعادلات التربيعية الخطية أسلوب خفض المعادلة الواحدة المؤلفة من ستة نماذج قياسية، وهي: ترابيع تساوي الجذور، وترابيع تساوي عدد، وجذور تساوي عدد، وترابيع وجذور تساوي عدد، وترابيع وعدد تساوي جذور، وجذور ورقم تساوي ترابيع، ويتم حلها بالقيام بقسمة معامل التربيع على نفسه، والتخلّص من الوحدات والجذور والتربيعات السلبية من المعادلة من خلال إضافة نفس القيمة إلى جانبي المعادلة.