محتويات
'); }
الأمثال
يعتبر المثل أحد الأشكال التعبيرية الشائعة بين الناس والتي تعبر عن ثقافة تعكس مشاعر الشعوب على اختلاف انتمائهم وطبقتهم، فهي تجسد أفكار وعادات، وتقاليد، ومعتقدات في صورة حية وفي دلالة إنسانية شاملة، ولا بدّ من الإشارة إلى أن الامثال تتميز بسرعة انتشارها، وانتقالها بين الأجيال المختلفة، وكذلك إيجازها، وجمال لفظها، بالإضافة إلى كثافة معانيها، وفي هذا المقال سنعرفكم على مثل يخلق من الشبه أربعين.
يخلق من الشبه أربعين
تعتبر مقولة (يخلق من الشيه أربعين) من الأمثال الشعبية التي يستعملها الناس في الغالب للتعبير عن التعجب عند رؤيتهم لشخصين أو أكثر بينهم تشابه كبير دون وجود صلة قرابة بينهم، فلا يمكن إنكار حقيقة أن لكل شخص توأمه الخاص، ومع ذلك فقد تكون الأفكار والميول الثقافية، والاتجاهات الفكرية مختلفة لكل منهم، وقد يكون الشبه في السلوك أو أسلوب الحياة، أو في الملامح الشكلية، فكثيراً ما نرى أشخاصاً يشبهون شخصيات مشهورة كرؤساء الدول، والفنانين، والمغنين.
'); }
أصل كلمة أربعين
إنّ أصل كلمة (أربعين) الواردة في المثل فارسي؛ وهي تعني الكثير، وليس المقصود منها عدد معين، حيث إنّ خالق البشر يستطيع أن يخلق أكثر من أربعين، لذلك فإن القصد من الكلمة المبالغة، واستدل البعض على معنى ذلك بالعديد من الأمثال الأخرى في نفس هذا السياق منها: (الجار حتى البيت الأربعين)، و(عيار الشبع في الطعام 40 لقمة)، لذلك أصبح لهذا الرقم خصوصية في الاستعمال عند العرب.
الحكم الشرعي لمقولة يخلق من الشبه أربعين
تعتبر هذه المقولة مثلاً سائراً بين الناس، وليس نصاً شرعياً، ولكن هذا لا يعني أن لا يكون للإنسان شبيه أو أكثر في عالم الله المكنون؛ حيث إنّ الله يخلق ما يشاء، فقد يتشابه الناس مع بعضهم البعض في الشكل الخارجي، وقد تتشابه طباعهم وميولهم، وتتآلف أرواحهم؛ حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) [حديث صحيح]، وبذلك فإن التشابه بين الخلق أمر مسلّم به، ومعروف منذ زمن قديم، ولكن ذلك دون تحديده بعدد معين؛ حيث إنّ الخطأ فيها هو تحديد العدد بأربعين أو غيره من الأرقام.
المشبهون بالرسول صلى الله عليه وسلم على مر العصور
- الخليل إبراهيم: هو نبي الله؛ وهو أحد أولي العزم من الرسل، وكان يشبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- الحسن بن علي بن أبي طالب: وهو حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم وأمه السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها، وكان يُشبه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصَّدر إلى الرأس، لما يرويه عقبة بن الحارث، حيث قال: (خرجتُ معَ أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضيَ اللَّهُ عنهُ من صلاةِ العَصرِ بعدَ وفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بليالٍ، وعليٌّ عليهِ السَّلامُ يَمشي إلى جانِبِهِ، فمرَّ بحسَنِ بنِ عليٍّ يلعَبُ معَ غِلمانٍ، فاحتملَهُ على رقبتِهِ وَهوَ يقولُ: وا بِأبي شبَهُ النَّبيِّ ليسَ شبيهًا بعليِّ ، قالَ: وعليٌّ يضحَك). [حديث صحيح].
- مصعب بن عُمير: وهو أحد كبار الصحابة، قُتل يوم غزوة أُحد؛ حيث قتله ابن قمئة، ظناً منه بأنه الرسول صلى الله عليه وسلم.
- كابِس بن رَبيعة بن مالك: يروى أن أهل البصرة كتبوا إلى الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان بأن الناس فتنوا برجل يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم، فكتب معاوية إلى عامله على البصرة أن يوفده إليه، فأرسل كابساً، فلما دخل إلى معاوية، قام إليه معاوية وقبّل بين عينيه، إكراماً له لشبهه برسول الله صلى الله عليه وسلم.