تحليل الحمل المنزلي
يحدث الحمل نتيجة التقاء الحيوان المنويّ بالبويضة لتكوين البويضة المخصبة، والتي تبدأ بعمليات انقسام متتالية تتسبب بتكوّن الجنين في المراحل المتقدمة، ومن الجدير بالذكر أنّ جزءاً من خلايا البويضة المخصبة تكوّن ما يُعرف بالمشيمة (بالإنجليزية: Placenta)، وتفرز هذه المشيمة هرمون الحمل المعروف علمياً بهرمون موجهة الغدد التناسلية الميشمائية (بالإنجليزية: Human chorionic gonadotropin)، حتى قبل انغراس الجنين في بطانة الرحم، وعند انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم ترتفع كمية هذا الهرمون في الجسم، ممّا يُعطي إشارة له بمنع حدوث الطمث، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذا الهرمون يظهر في الدم وكذلك في البول، وأمّا بالنسبة لنسبته في الدم؛ فقد تبيّن أنّها تتضاعف كل يومين أو ثلاثة أيام في مراحل الحمل المبكرة، وفي الحديث عن الحمل لا بُدّ من بيان أنّ هناك مجموعة من الاختبارات التي يمكن اللجوء إليها للكشف عن وجوده، ومنها تحليل الحمل المنزلي (بالإنجليزية: Home pregnancy test) الذي يعتمد في مبدأ عمله على التحرّي أو الكشف عن وجود هرمون الحمل في البول.[١]
صحة تحليل الحمل المنزلي
تُعتبر نتائج تحليل الحمل المنزليّ صحيحة في حال اتباع التعليمات المُرفقة به بشكلٍ صحيح ودقيق، وعلى الرغم من إثبات الدراسات أنّ نتائج هذا التحليل تكون دقيقة في حال تمّ إجراؤه قبل غياب الدورة الشهرية أو أول يوم من غيابها، إلا أنّ الباحثين يُوصون بإجرائه بعد أسبوع من غياب الدورة الشهرية للحصول على نتيجة عالية الدقة، وفي الحقيقة تصل دقة هذا الفحص إلى 99%، وعليه يمكن القول إنّ نتائج الفحص المنزليّ للحمل تكون صحيحة في حال اتباع تعليمات استخدام التحليل والانتظار لمدة أسبوع على غياب الدورة الشهرية قبل إجرائه، بالإضافة إلى التأكد من غياب أية عوامل تؤثر في نتيجته، مثل تناول أنواع معينة من الأدوية، فقد تبيّن أنّ هناك مجموعة من الأدوية التي قد تؤثر في نتيجة الفحص، منها: بروميثازين (بالإنجليزية: Promethazine) الذي يُستخدم في علاج حالات التحسس، وبعض الأدوية المستخدمة في علاج مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson’s disease)، والمُهدّئات (بالإنجليزية: Tranquillisers)، والأدوية المستخدمة للمساعدة على النوم، وبعض مُدرّات البول والتي تُستخدم في علاج الكثير من الحالات منها الفشل القلبيّ (بالإنجليزية: Heart Failure)، بالإضافة إلى احتمالية تأثر بعض اختبارات الحمل المنزلية بتناول الأدوية المضادة للاختلاج (بالإنجليزية: Anticonvulsant) المستخدمة في السيطرة على حالات الصرع، وكذلك أدوية علاج مشاكل العقم.
ويمكن تفسير النتائج الخاطئة فيما يأتي:[٢][٣]
- النتائج الإيجابية الخاطئة: ويُقصد بها أن تكون نتيجة الفحص تدل على وجود الحمل على الرغم من عدم وجوده، ومثل هذه الحالات تُعزى إلى مجموعة من الأسباب، يمكن إجمالها فيما يأتي:
- إجراء التحليل بعد تناول الأدوية التي تُساعد على الحمل والتي تحتوي على هرمون الغدد الميشمائية البشرية.
- إجراء التحليل بعد فقدان البويضة المخصبة بعد انغراسها مباشرة في بطانة الرحم، أو التعرّض للإجهاض المبكر عامة.
- المعاناة من الحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy)، أو بلوغ سنّ اليأس (بالإنجليزية: Menopause)، أو المعاناة من مشاكل على مستوى المبايض.
- النتائج السلبية الخاطئة: ويُقصد بها الحصول على نتيجة سلبية على الرغم من وجود الحمل، وتُعدّ نسبة هذه النتائج مرتفعة مقارنة بالنتائج الإيجابية الخاطئة، ومن الأسباب التي قد تكمن وراء الحصول على نتائج سلبية خاطئة ما يأتي:
- إجراء تحليل الحمل المنزليّ في وقت مبكر، أي قبل مرور أسبوع على غياب الدورة الشهرية، فمثل هذه الحالات قد لا يكون هرمون الغدد الميشمائية البشرية قابلاً للاكتشاف في البول، وعليه يُنصح بالانتظار لمدة أسبوع كما أسلفنا، وأمّا في حال رغبة المرأة في الكشف عن الحمل قبل مرور أسبوع على غياب الدورة الشهرية فتُنصح بإجراء تحليل الدم من قبل مقدم الرعاية الطبية المختص.
- مراقبة النتيجة قبل مرور الوقت اللازم؛ إذ إنّ هناك وقت محدد لكل اختبار يمكن من خلاله الحصول على النتيجة، وعليه يُنصح بالانتظار حتى انقضاء الوقت المذكور على التحليل واتباع تعليمات الاستخدام بحيطة وحذر.
- إجراء الاختبار في وقت يكون فيه البول مُخفّفاً، فمثل هذه الحالات قد لا يتمكن الاختبار من الكشف عن وجود الهرمون في البول، ولذلك يُنصح بأخذ عينة من البول في الصباح الباكر عند الاستيقاظ من النوم؛ إذ يكون البول في هذا الوقت مُركّزاً.
كيفية إجراء تحليل الحمل المنزلي
هناك عدد من اختبارات الحمل المنزلية التي تُباع في الصيدليات ومستودعات الأدوية عامة، ويمكن الحصول على أيّ منها دون الحاجة لوصفة طبية، ومن ميّزات اختبارات الحمل المنزلية: سهولة إجرائها وقلة أسعارها وسرعة الحصول على نتائجها، وعلى الرغم من أنّ لكل اختبار تعلميات خاصة لاستخدامه ويجدر بالمرأة اتباعها، إلا أنّها تعتمد على إحدى ثلاث طرق، أمّا الأولى فتتم بوضع عصا الاختبار في الكوب الذي تمّ جمع عينة البول فيه، وأمّا الطريقة الثانية فتتم بوضع عصا الاختبار في مجرى البول أثناء التبول، وأمّا الثالثة والأخيرة فتُشبه الأولى ولكن تتطلب استخدام قطارة لنقل جزء من البول إلى وعاء آخر، وبعد ذلك يجدر بالمرأة الانتظار لدقائق عدة بحسب ما هو مذكور ضمن التعليمات ومن ثمّ قراءة النتيجة؛ حيث تظهر النتيجة إمّا على شكل إشارة موجبة أو سالبة، وإمّا بكلمة حامل (بالإنجليزية: Pregnant) أو غير حامل (بالإنجليزية: Not Pregnant).[٤]
المراجع
- ↑ “Home pregnancy tests”, www.babycentre.co.uk, Retrieved September 15, 2018. Edited.
- ↑ “How accurate are home pregnancy tests?”, www.nhs.uk, Retrieved September 15, 2018. Edited.
- ↑ “Home pregnancy tests: Can you trust the results?”, www.mayoclinic.org, Retrieved September 15, 2018. Edited.
- ↑ “Pregnancy Tests”, www.webmd.com, Retrieved September 15, 2018. Edited.