متى يجوز قصر الصلاة
قصر الصلاة يعني تغييرَ الصلاة الرباعية إلى ركعتين خلال السفر، وقد قصر الرسول عليه الصلاة والسلام في كلِّ المرات التي سافر فيها، ولم يرد أنّه قد أتمَّ صلاةً في السفر، وعليه فإنّ العلماءَ اتفقوا على أنّ القصرَ خلال السفر أفضلُ من إتمام الصلاة، فعن ابن عمرَ رضي الله عنه: (صَحِبتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فكان لا يَزيدُ في السفَرِ على ركعتَينِ، وأبا بكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ كذلك رضي اللهُ عنهم)،[١]فالقصر سنة مؤكدة، والسبب الوحيد الذي يبيحُ القصرَ في الصلاة هو السفرُ، حيثُ وردَ عن ابن تيميةَ في مجموع الفتاوى أنّ القصرَ ذو سبب خاص، وهو السفر، على عكس الجمع في الصلاة، والذي له العديد من الأسباب.[٢]
السفر الذي يبيح القصر في الصلاة
السفرُ الذي يبيحُ القصرَ في الصلاة هو السفرُ الطويل، الذي يزيد عن واحد وثمانين كيلومتراً، ويبدأ المسافر في القصر في الصلاة بعد خروجه من العمران، أي بعد خروجه إلى السفر، وفي حالة أنّ المسافرَ نوى أن يقيمَ إقامةً مؤثرةً في المكان الذي سافر إليه، أي أنّه سيقضى أربعة أيام، أو أكثر، غير يومي الخروج للسفر والعودة، فيتمُّ اعتباره مقيماً ،لا يجوز له الجمعُ والقصرُ في الصلاة بمجرد وصوله إلى البلاد التي نوى أن يقيم فيها،[٣] ويقصر المسلم في الصلاة في حال السفر الطويل، حتى لو سافر هذه المسافةَ بالطائرة، أو السيارة، وحتى لو قطعها خلال ساعة واحدة فقط، حيث أنّه قد سافر المسافة التي تبيحُ له القصرَ في الصلاة، ويُشترُط أن يكون السفر مباحاً، كالسفر من أجل طلب العلم، والرزق، أو صلة الرحم، أو أداء الحج والعمرة، وكلُّ من سافر من أجل معصية فلا يجوز له القصر في الصلاة، فالقصر رخصة للمسافر، لإعانته على سفره، وعلى تحصيل الأمر الذي سافر لأجله.[٤]
صفة قصر الصلاة
يكونُ قصرُ الصلاة باختصار الصلوات الرباعية إلى ركعتين، فيتمُّ اختصارُ صلاة الظهر، والعصر، والعشاء، مع الحفاظ على صلاة الفجر والمغرب، وهذا بإجماع العلماء، والمسافر مُخيَّر بين أن يقصُرَ الصلاة، وبينَ أن يتمَّها كما هي.[٤]
المراجع
- ↑ رواه بخاري ، في صحيح بخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1102، صحيح .
- ↑ “105109: الفرق بين الجمع والقصر”، www.islamqa.info، 22-10-2008، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2018. بتصرّف.
- ↑ “لقصر والجمع في السفر”، www.aliftaa.jo،14-7-2010، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب “صفة قصر الصلاة ومتى تقصر”، www.fatwa.islamweb.net،14-3-2001 ، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2018. بتصرّف.