رياضات منوعة

جديد متى ظهرت رياضة تسلق الجبال

تاريخ ظهور رياضة تسلُق الجبال

يعود تاريخ ظهور رياضة تسلُق الجبال إلى مُنتصف القرن الثامن عشر وتحديداً في عام 1760م؛ وذلك عندما زار العالِم السويسري الشاب هوراس دي سوسير (بالفرنسية: Horace de Saussure) مدينة شاموني الفرنسية وأُعجب بقمة جبل مون بلان؛ التي تُعتبر أعلى قمةٍ جبلية في قارة أوروبا بارتفاعٍ يصل إلى 4,807 متراً عن مستوى سطح البحر،[١] وقرَّر هوراس تقديم جائزةٍ مالية لأول شخصٍ يتمكَّن من تسلُّق تلك القمة الجبلية، وبقي ذلك التحدي الذي قدمه هوراس قائماً لأكثر من خمسةٍ وعشرين عاماً؛ حتى تمكَّن في عام 1786م[٢] كلٌّ من الطبيب الفرنسي ميشيل غابرييل باكارد (بالإنجليزية: Michel-Gabriel Paccard) ومُعاونُه جاك بالمات (بالإنجليزية: Jacques Balmat) من الفوز بالجائزة بعد أن استطاعا الوصول إلى القمة الجبلية؛ التي تسلقها هوراس بنفسه في العام التالي.[١]

كانت الفرنسية ماري باراديس (بالإنجليزية: Marie Paradis) أول إمرأةٍ تتمكَّن من تسلُق تلك القمة؛ وذلك في عام 1808م،[١] وتَعزَّز تطوُر تلك الرياضة في عام 1865م؛ حين نجحت مجموعةٌ من المُتسلقين البريطانيين صعود قمة ماترهورن السويسرية؛ التي يبلغ ارتفاعها 4,478 متراً، وعقب ذلك بدأت مُمارسة رياضة تسلُق الجبال بالتحوُل إلى العديد من القمم الجبلية المُرتفعة عبر مناطق مُختلفة من العالم،[٢] وفي بدايات القرن العشرين ركَّز العديد من المُتسلقين من جنسياتٍ مُختلفة اهتمامهم على تسلُق قمم جبال الهملايا التي تُعدُّ أكبر كتلةٍ جبليةٍ في العالم وأعلاها، وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى ركَّز البريطانيون على تسلُق قمة إفرست؛[٢] لينجحوا في ذلك في عام 1953م؛ حيث تمكّن كل من إدموند هيلاري (بالإنجليزية: Edmund Hillary) ومُرشده التبتي تينسينغ نورغاي (بالإنجليزية: Tenzing Norgay) من تسلُّق أعلى قمةٍ جبلية على سطح الأرض.[٣]

بدأت رياضة تسلُّق الجبال مع بداية عقد الستينيات من القرن العشرين بالخضوع للعديد من التغيُرات؛ حيث انتقل شكل المُمارسة من النوع التقليدي لتسلُق القمم إلى أنواعٍ أُخرى تُشكِّل تحدياً أكبر للمُتسلقين؛ وذلك من خلال البدء بالبحث عن طُرق مُتزايدة الصعوبة للوصول إلى القمم الجبلية، كما تم إدخال استخدام المُساعدات الاصطناعية المُتمثلة بالأدوات الحديثة لتسلُق الجبال.[٢]

فوائد ممارسة رياضة تسلق الجبال

تنطوي ممارسة رياضة تسلق الجبال على عددٍ من الفوائد الصحية للجسم، ويبين الآتي أبرزها:[٤]

  • حرق السعرات الحرارية: تعتبر رياضة تسلق الجبال شبيهةً برياضة المشي؛ فكلاهما يعتمد على استخدام القدمين للحركة، ومن المؤكد أن المشي وتسلق الجبال يساهمان في حرق السعرات الحرارية.
  • زيادة كثافة العظام: تساهم الممارسة المنتظمة لتسلق الجبال في تقوية العظام وزيادة كثافتها، وهي تساعد أيضاً في زيادة مرونة المفاصل وتخفف من تصلبها المصاحب لالتهاب المفاصل العظمي.
  • تحسين الحالة المزاجية: يمكن لرياضة تسلق الجبال التي تشتمل على المشي لمسافاتٍ طويلة نسبياً ضمن بيئةٍ طبيعية أن تهدئ الأعصاب وأن ترفع من معنويات الشخص الممارس لها، كما أنها تعدُّ من النشاطات التي يمكن ممارستها ضمن جماعات؛ مما يتيح فرصة الاختلاط مع الآخرين وتبادل الأفكار معهم.
  • التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب: تساعد رياضة تسلق الجبال في رفع مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة وخفض الدهون الثلاثية؛ مما ينعكس إيجاباً على الحفاظ على نظام القلب والأوعية الدموية.
  • التحكم في مرض السكري: يمكن أن تساعد رياضة تسلق الجبال مع اتباع النمط الصحيح في اخذ أدوية السكر المناسبة في التحكم في مرض السكري، كما يمكن أن تؤدي ممارسة هذه الرياضة في التقليل من احتمالية حدوثه أساساً عن طريق خفض مستويات السكر في الدم.

مخاطر رياضة تسلُق الجبال

تُعتبر رياضة تسلُق الجبال نشاطاً رياضياً خطراً وهي تتوجب أخذ كامل الاحتياطات قبل الشروع بممارستها بغض النظر عن شكل الطريق الذي قد يبدو للبعض أنه من السهل اجتيازه؛ حيث قد يتعرض المُتسلقون لخطر الأحوال الجوية السيئة كالعواصف الرعدية، وضربات البرق، فضلاً عن الانهيارات الجليدية التي قد تحدث على الجبال أثناء تسلقها،[٥] بالإضافة إلى خطر السقوط عن المُنحدرات العالية وخاصةً للذين يحاولون تسلُق القمم العالية جداً كقمة إفرست.[٦]

يمكن أن يعاني المتسلقون من بعض الآثار والمخاطر الصحية أيضاً؛ فالتسلُق لارتفاعات عالية يُقلِّل من كمية الأكسجين التي تصل إلى دماغ المُتسلِق، ويُمكن أن يتسبب ذلك بما يُعرف بدوار الجبل؛ الذي تزيد أعراضه كلما زاد ارتفاع المُتسلِق، وفي مراحل مُتقدمة يُمكن أن يعاني المُتسلقون من صعوبةٍ في المشي، والصداع، والتعب، والتوهُم، وغيرها من الأعراض الأُخرى.[٦]

تقنيات رياضة تسلُق الجبال

يتم مُمارسة رياضة تسلُق الجبال عبر استخدام المُتسلق ليديه وقدميه بشكلٍ رئيسي، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوات المُتخصِّصة والتي ظهرت مؤخراً لصعود الجبال،[٧] وتجدر الإشارة إلى أن رياضة تسلق الجبال تتضمن أنماطاً عديدة تتمثل في المشي على المُنحدرات الصخرية الحادة والخطِرة بالإضافة إلى السير على طول التلال المُرتفعة التي تحتوي على العديد من النتوءات الصخرية وعليه فإنه من المهم امتلاك التقنيات التي من شأنها أن تساعد في إتمام هذه العملية.[٥]

يستخدم المُتسلقون في طريقهم إلى القمم الجبلية مجموعةً من التقنيات الحركية المُصممة لمُساعدتهم أثناء التسلُق؛ حيث يتوجب عليهم تعزيز مهارتهم وأسلوبهم الحركي وتحسينه من خلال تعلُم مبادئ الحركة والتوازن، وترتكز التقنيات الأساسية للتسلُق على طريقة استخدام المُتسلق لقدميه بشكلٍ صحيح، والبحث عن المواضع المُناسبة لقدمه بالإضافة إلى الحرص على إبقاء القدم ثابتة والحفاظ على الكعب مُنخفضاً، كما يتوجب على المُتسلق استخدام جسده بطريقةٍ تُبقيه مُتوازناً بأكبر قدرٍ مُمكن.[٨]

رياضة تسلُق الجبال

تُعرَّف رياضة تسلُق الجبال (بالإنجليزية: Mountaineering) على أنها إحدى الأنشطة الرياضية التي يتم مُمارستها للوصول إلى قمم الجبال من خلال تسلق الصخور أو الجليد المُكوّن لها،[٧] ويكون ذلك بهدف تحقيق مُتعة التسلُق، وتتطلب رياضة التسلُق امتلاك صاحبها للخبرة التي تُمكِّنه من البقاء آمناً؛ حيث يتوجب عليه تحدي ظروف التسلُق المُتمثلة في التضاريس والظروف الجوية الصعبة، وعلى الرغم من أن مُصطلح تسلُق الجبال يلائم بشكلٍ أكبر صعود الشخص وتسلقه للأماكن المُرتفعة؛ إلا أنه يُمكن أن ينطوي على تسلُق الجبال المُنخفضة أيضاً والتي لا يتطلب صعودها تحدياتٍ ومخاطر كبيرة ومشابهة لتسلق الجبال المرتفعة، ويُعتبر تسلق الجبال من الأنشطة الرياضية التي تتم مُمارستها بشكلٍ جماعي عادةً؛ حيث يتكاتف أعضاء الفريق الواحد مع بعضهم البعض لتحقيق إنجاز يُسجَّل لكامل أعضاء المجموعة.[٢]

يمكن اعتبار ممارسة رياضة تسلُّق الجبال في بعض الاحيان كرياضةٍ تنافسية على الرُغم من كونها غالباً ما تكون هوايةً أونشاطاً ترفيهياً، ويُعدُّ التمييز بين كِلا النوعين من المُمارسة أمراً صعباً؛ وذلك لعدم وجود هيئةٍ إدارية تُنظِّم مُنافسات هذه الرياضة؛ وبالتالي عدم وجود لباسٍ موحدٍ يلتزم المُتسلِّقون بارتدائه، وعدم وجود حُكّامٍ يُنظِّمون قواعد تلك المُنافسات، وعادةً ما يكون التنافُس في تسلق الجبال من خلال تحدي مجموعةٍ من المُتسلقين لبعضهم البعض حول من يستطيع الوصول إلى قمةٍ مُعينة أولاً، أو حول من يتمكن من استخدام تقنيةٍ مُعينة لتسلق إحدى القمم.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت “The History of Mountaineering”, historycooperative.org,10-2-2019، Retrieved 2-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج George Alan Smith, Carol D. Kiesinger (18-2-2020)، “Mountaineering”، www.britannica.com, Retrieved 2-6-2020. Edited.
  3. “Mount Everest”, www.nationalgeographic.org, Retrieved 2-6-2020. Edited.
  4. “فوائد صحية تجنيها من تسلق الجبال”، www.webteb.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-9-2020. بتصرّف.
  5. ^ أ ب Stewart Green (8-2-2019), “What Is Mountain Climbing?”، www.liveabout.com, Retrieved 2-6-2020. Edited.
  6. ^ أ ب Jennifer Rosenberg (20-12-2019), “Learn About the First Men to Climb Mount Everest”، www.thoughtco.com, Retrieved 2-6-2020. Edited.
  7. ^ أ ب ت “MOUNTAIN CLIMBING”, www.encyclopedia.com,15-5-2020، Retrieved 2-6-2020. Edited.
  8. Jay Parks, “Climbing Techniques and Moves”، www.rei.com, Retrieved 2-6-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى