محتويات
'); }
وفاة والد الرّسول محمّد صلى الله عليه وسلّم
توفّي عبد الله والد النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو في عُمر الخامسةِ والعِشرين،[١] وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- جنيناً في بطن أُمه، وعمره شهرين فقط، وجاء عن عمّه أبي طالب قوله: (فإنه ابنُ أَخِي مات أَبُوهُ وأُمُّهُ حُبْلَى به)،[٢][٣] وكانت وفاته بعد رُجوعه من تجارةٍ لِقُريش من الشام، وفي طريق عودته ووصولهم للمدينة، أصابه المرض والتعب، فبقي عند أخواله من بني عدي بن النّجّار شهراً، وعند وصول القافلة إلى مكة، سألهم عبد المُطلب عن ابنه عبد الله، فأخبروه بمرضه وبقائه عند أخواله، فبعث بابنه الأكبر الحارث إلى المدينة ليطمئن عليه، وعند وصوله وَجَدَه قد توفّي، ودُفن في دار النّابغة، وهو أحد رجال قبيلة أخواله، وأخبروه بما حصل حال مرضه، وأنهم قاموا عليه يمرّضونه، ودفنوه بعد وفاته، فرجع الحارث وأخبر أباه بما حصل، فحزن عليه أبوه وإخوته وأخواته حزناً شديداً.[٤]
نبذة عن والد الرّسول صلى الله عليه وسلّم
والد النبي -عليه الصلاة والسلام- هو عبد الله بن عبد المُطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصي بن كلاب بن مُرّة بن كعب،[٥] وهو أصغر إخوته، وأحبّ الناس إلى قلب والده، وقد نذر والده إن أعطاه الله عشراً من الأولاد أن ينحر أحدهم عند الكعبة، ولمّا رزقه الله بعشرِ أولاد أخبرهم بنذره وأطاعوه، فرمى بالقداح -وهي تشبه القرعة-، فخرج القدح على ابنه عبد الله، فلما كان الذبح من نصيبه، أمرته قريش بعدم ذبحه، وأشاروا عليه بالذهاب إلى العرافة سجاح في خيبر، وسؤالها عن الحلّ، فسألته عن مقدار الدية عندهم، فأجابها: عشرةٌ من الإبل، فأخبرتهم بزيادة عشرةٍ من الإبل إن خرج اسم أحد الأبناء حتى يخرج قدح الإبل، فطلب عبد المطلب من كُل واحدٍ منهم أن يأخُذ قدحاً ويضع فيه اسمه، فخرج قدحُ ابنه الأصغر، وأحبّهم إليه، وأقربهم منه، وهو عبد الله، فظلّ يرمي بالقدح ويدعو الله ألا تخرج على عبد الله، فلما خرج قدح الإبل كانت قد بلغت المئة، فطلب منهم عبد المُطلب أن يُعيدوا القُرعة ثلاث مرات، فخرج قدح الإبل في المرات الثلاث، ونحر الإبل المائة أمام الكعبة؛ فِداءً لابنه عبد الله.[٦]
'); }
حياة الرسول بعد موت والده
عاش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أمه وفاة والده عبد الله، وأصبح كُل شيءٍ في حياتها، وكانت تهتمُ لأمره وترعاه، وعند بُلوغه سن السادسة ذهبت به أُمه وأُمّ أيمن بركة الحبشيّة إلى أخوال جدّه في المدينة من بني النجار، وبقوا شهراً عندهم، وفي طريقِ رُجوعهم وفي مكانٍ يُسمّى الأبواء بين مكة والمدينة، مرِضت آمنة والدة الرسول، وتوفّيت هناك، فكان النبي -عليه الصلاة والسلام- كُلما مرّ بقبرها يزوره، ثُمّ يَبكي ويُبكي من حوله،[٧] فانتقل إلى كفالة جدّه عبد المُطلب، فكان يهتم به، ويُقرّبه، ويحنّ عليه، وكانت له مكانةٌ كبيرةٌ في قلبه.[٨]
ولما بلغ النبي -عليه الصلاة والسلام- سنّه الثامن توفّي جدّه عبد المطلب، وانتقل إلى كفالة عمّه أبي طالب؛ لكونه وصية والده عبد المُطلب له، وهو الأخ الشقيق لعبد الله، فهم من أُمٍّ واحدة، فاهتم به، وكان يُحبّه أكثر من أبنائه، وينام بجانبه، ولا يخرُج إلا وهو معه، ولمّا طلبت قُريشٌ منه أن يستسقي لهم، أخذه معه إلى الكعبة واستسقى به، فسقاهم الله -تعالى-، ومن بركات النبي -عليه الصلاة والسلام- على عمه أن أبناءه كانوا لا يشبعون من الأكل، وإذا أكل معهم النبي -عليه الصلاة والسلام- شبعوا.[٩]
المراجع
- ↑ إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي (1986)، البداية والنهاية، دمشق: دار الفكر، صفحة 263، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في فقه السيرة، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 65، صحيح.
- ↑ موسى بن راشد العازمي (2011)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون «دراسة محققة للسيرة النبوية» (الطبعة الأولى)، الكويت: المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 70، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ ابن سعد (1990)، الطبقات الكبرى (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 79-80، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أحمد بن عبد الله بن محمد، محب الدين الطبري (1997)، خلاصة سير سيد البشر (الطبعة الأولى)، مكة المكرمة: مكتبة نزار مصطفى الباز، صفحة 18-19. بتصرّف.
- ↑ أحمد بن أبو بكر البيهقي (1405 هـ)، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 98-101، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة (1427 هـ)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة الثامنة)، دمشق: دار القلم، صفحة 205-206، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ صالح بن عوّاد بن صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 20، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ حسين بن محمد بن الحسن الدِّيار بَكْري، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس، بيروت: دار صادر، صفحة 253-254. بتصرّف.