'); }
نمو الجنين
تبدأ البويضة المخصبة بالانقسام منذ لحظة اختراق الحيوان المنوي لجدارها واتحاد نواته مع نواتها، وتبقى في حالة مستمرة من الانقسام والتكاثر حتى تكوّن الجنين بشكله الآدمي، ثمّ تبدأ الخلايا المكوّنة له بالتخصّص لتكوّن أجهزة الجسم المختلفة وأعضائه، وتختلف أعضاء الجسم في سرعة نموّها حيث يكتمل نموّ بعضها قبل البعض الآخر، وتعدّ الرئتان آخر عضو يكتمل نموّه من بين هذه الأعضاء.
اكتمال نمو رئتي الجنين
تبدأ رئتا الجنين بالتشكّل في الجزء الأخير من الشهر الثامن للحمل، أي الأسبوع الثامن من الحمل، وتستمرّ الرئتان بالنمو بإيقاع سريع ومع بلوغ الأسبوع الحادي والعشرين من الحمل يكون نموّ القصبات الهوائية قد اكتمل، إلا أنّ الرئتين تبقيان غير مستعدتين للقيام بمهامها المتمثلة في عملية التنفّس وسحب الأوكسجين من الهواء، وإخراج ثاني أكسيد الكربون من الجسم.
'); }
يستمرّ نموّ الرئتين مع تقدّم الحمل، وفي الأسبوع الحادي والثلاثين من الحمل تبدأ الرئتين بعملية التنفّس الإيقاعي على الرغم من عدم اكتمال نموّهما، وتعجز الرئتان عن القيام بعملية التنفّس في حال الولادة المبكّرة، وتبقى كذلك حتى الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل حيث تصبح قادرة على القيام بعملية التنفّس خارج الرحم، وتعتبر الولادة بعد الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل ولادة طبيعيّة، أمّا الولادة الحادثة قبل ذلك فتشكّل خطراً على حياة المولود، وتستدعي إيصاله بمزوّدات الأوكسجين الطبيعيّة إلى حين اكتمال نموّ رئتيه واعتماده عليهما في عملية التنفّس.
الحفاظ على صحة رئتي المولود
من الجدير بالذكر أنّ الرئتين تبقيان في حالة مستمرّة من النمو حتى بعد الولادة، حيث تبقى القصبات الهوائية في حالة ازدياد من حيث أعدادها حتى بلوغ الطفل السنة الثامنة من عمره، لذا ينصح بإبعاد الأطفال عن مصادر الروائح الكيميائيّة القوية ودخان السجائر ودخان عادم السيارات والمصانع، من أجل السماح لرئتي الطفل بالنموّ بشكل سليم وتجنّب الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
حقنة الرئة
تتكون مادة حقنة الرئة من الكورتيزون، ولا تشكل أي تهديد لحياة الأم أو جنينها، ويلجأ الطبيب لاستخدام هذه الحقنة للحوامل اللواتي يرتفع خطر حدوث الولادة المبكرة لديهن، كأن تبدأ توسعات المهبل خلال الشهر الثامن أو السابع من الحمل، أو في حالة الحمل بتوأم أو أكثر وازدياد فرص الإجهاض أو الإضرار بأحد الأجنة، بالإضافة إلى الحالات التي تستوجب الولادة المبكرة مثل انفجار كيس الرحم قبل الأسبوع الرباع والثلاثين من الحمل وجفاف السائل الأمينوسي حول الجنين.
أما الهدف من حقنة الرئة فيتمثل في تحفيز رئتي الجنين على النمو بشكل أسرع، حتى تكونا جاهزتين للعمل وقت الولادة وتفادي وقوع أي خطر قد يهدد حياة الجنين، وتعطى الحامل إبرة الرئة على ثلاث دفعات في منطقة العضل، ويمكن أن تلاحظ انخفاض ملحوظ في نشاط الجنين وحركته في اليوم التالي، إلا أنه سرعان ما سيعود إلى نشاطه السابق مع اليوم الذي يليه.