جديد متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة

'); }

المتلازمة

هي مجموعة من الأعراض والعلامات التي تتعلّق بمرضٍ وتحدث معاً، وتُشكّل مع بعضها البعض صورةَ هذا المرض. قد يسمع الفرد لفظة “متلازمة” مصحوبةً بأسماءٍ لا تُعبّر عن أعراض المرض بحد ذاته كمتلازمة داون، ومتلازمة متلازمة توريت، ومتلازمة آسبرجر، ومتلازمة كلاينفلتر وغير ذلك من المتلازمات؛ حيث إنّ هذه المتلازمات تحمل أسماء الأطباء الذين كانوا أوّل من وصفها وسجلها.[١]

متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة (القولون)

متلازمة تهيّج الأمعاء الغليظة أو ما يُسمّى بالقولون العصبي هي مجموعة من الأعراض التي تتضمّن الشعور بالألم أو عدم الراحة في منطقة البطن، والتغيّر في العادات اليومية للإخراج من (الإسهال أو الإمساك أو كليهما)؛ حيث إنّ هذه المتلازمة لا يوجد لها سببٌ محددٌ في حدّ ذاته، فهي اضطرابٌ شائع في الأمعاء، ويُعبّر عنها على أنّها خلل وظيفي في الجهاز الهضمي.[٢]

'); }

توجد العديد من الأسماء لمتلازمة تهيّج الأمعاء الغليظة، نذكر منها: متلازمة القولون المتهيج، والقولون العصبي، والقولون المتشنّج.[٢]

أنواع متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة

يصنّف الأطباء هذا النوع من المتلازمة اعتمادًا على طبيعة الإخراج؛ حيث إنّ معرفة ذلك يساعد على تحديد العلاج الذي يُحسّن من الأعراض. من أنواع متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة نذكر:[٢]

  • متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة مع الإمساك.
  • متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة مع الإسهال.
  • متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة التي تُصاحبها كل من نوبات الإمساك والإسهال (مختلطة).
  • متلازمة تهيّج الأمعاء الغليظة التي يصاحبها كلٌّ من الإمساك والإسهال، ولكن بصورة أقل من تلك المذكورة في النقطة السابقة، وتسمّى بـ “unsubtyped “.

شيوع مرض متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة

بناءً على دراسة طبيّة نُشرت سنة 2014 فإنّ الذين شُخّصوا بهذا المرض اعتمادًا على المعايير التشخيصية للمرض يُشكّلون ما يقارب 11% من العالم، وما يُقارب 30% من المرضى يراجعون الطبيب بسبب ظهور أعراض القولون العصبي لديهم. أثبتت بعض الدراسات أنّ معظم المصابين بهذا المرض هم من فئة الإناث، كما أنّ المرض أكثر انتشارًا في أولئك الّذين تقلّ أعمارهم عن 50 عامًا، ويزداد احتمال إصابة الشخص إذا كان لديه تاريخ عائلي للقولون العصبي.[٣]

أعراض متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة

تعد الأعراض الآتية هي الأكثر شيوعاً بين مرضى متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة:[٤]

  • ألم البطن الذي يكون على صورة مغص، والذي يزول غالباً بعد الإخراج وحركة الأمعاء.
  • الإسهال.
  • الإمساك.
  • تغيّر في طبيعة البراز.

يُعتبر هذا المرض من الأمراض المزمنة – التي تستمر فترة طويلة من الزمن –؛ حيث قد تلازم المريض لسنوات، ومع ذلك فإنّ الأعراض قد لا تستمر بشكل متواصل، فتأتي أحيانًا وتختفي أحياناً أخرى، وهذا المرض لا يؤدّي إلى مشاكل صحيّة أخرى أو أيّ تلفٍ في الجهاز الهضمي.[٢]

توجد مشاكل أخرى قد يُصاب بها المريض، ولكن ليس شرطاً أن يُصاب بها جميع المرضى؛ حيث إنّ مرضى القولون العصبي أكثر عرضةً من غيرهم للآتي:[٢]

  • عسر الهضم اللاتقرّحي.
  • متلازمة التعب المزمن.
  • عسر الطمث.
  • القلق.
  • الاكتئاب.

أسباب الإصابة بمتلازمة تهيج الأمعاء الغليظة

السبب الواضح للمرض غير مُحدّد، ولكن يُعتقد أنّ هنالك عدّة عوامل تؤدي معًا إلى الإصابة بهذا المرض، منها:[٢]

  • عدم وجود الحركة الطبيعية للقولون؛ حيث إنّ سرعته البطيئة تؤدّي إلى الإصابة بالإمساك، أما إن كانت سريعة فقد تؤدي إلى الإسهال، وإنّ التقلصات والتشنجات في الأمعاء تزيد الألم. إذا كنت ممّن يعانون من متلازمة القولون المتهيج (Irritable bowel syndrome) فإنّ الشعور بالتقلصات يزداد عادةً بعد تناول الطعام أو مع زيادة الشعور بالضغط والإجهاد النفسي.
  • اضطراب إفراز بعض السيالات العصبية.
  • العوامل الجينيّة.
  • تناول أطعمة تزيد من أعراض المرض: بعض مرضى القولون العصبي لا يُحبّذون تناول بعض أنواع الطعام؛ حيث تسبّب لهم الانتفاخ على الرغم من أنّه ليس لديهم حساسية تجاهها -ليس هناك نوع موحد من الطعام يسبّب التهيج لجميع الناس-؛ فالقهوة قد تكون أحد المشروبات المُسببّة لظهور هذه الأعراض على بعض الأشخاص، وقد لا تكون سبباً لظهورها عند البعض الآخر، وكذلك الطّعام المقلي قد يُسبّب تهيّج أمعاء مجموعة من المرضى دونًا عن غيرهم).
  • القلق والاكتئاب
  • اضطراب ما بعد الصدمة.

تشخيص متلازمة تهيّج الأمعاء الغليظة

يكون التشخيص من خلال مُقابلة الطبيب وأخذ تاريخٍ مرضيّ كامل وفحص سريري (التشخيص يكون سريريًا). قد يَطلب الطبيب عدّة فحوصات للمريض لاستبعاد وجود أمراض أخرى التي قد تُصيب المريض بأعراض مشابهة لهذا المرض؛ حيث لا يوجد فحصٌ مُعيّن يؤكد لك وجود المرض أو يستبعده.[٤]

المعايير التشخيصية

يعتمد الطبيب على معايير معيّنة عند تشخيص متلازمة تهيّج الأمعاء الغليظة؛ حيث يسأل المريض عن بعض الأمور:[٤]

  • وجود ألم متكرّر في البطن لمدّة ثلاثة أيام في الشهر، خلال الأشهر الثلاث السابقة؛ حيث إنّ الألم يتّسم بسمتين من هذه السمات الثلاث على الأقل:
    • يخف بعد الإخراج.
    • يتغير مع بدايته عدد مرات التبرز المعتاد.
    • يتغير مع بدايته شكل أو طبيعة البراز المعتادة.
  • وجود مخاط مع البراز.
  • الشعور بالانتفاخ.
  • عدم وجود أعراض معينة ؛كالحرارة، أوالهبوط غير المفسّر في الوزن، أو فقر الدم.

وننوّه إلى أنّ هذه الأعراض التي قد يَشعر بها المريض تَخفّ مساءً.[٤]

علامات الخطورة

إنّ وجود أيٍ من الآتي يتطلّب القيام بمزيدٍ من الفحوصات:[٤]
  • وجود تاريخ عائلي لسَرطان القولون أو لمرض السيلياك (مرض حساسية القمح)، أو أمراض الأمعاء الالتهابية.
  • إذا كان عمر المصاب عند تشخيص المرض فوق الخمسين عاماً.
  • وجود أعراض معينة؛ كالحرارة، أو الهبوط غير المفسّر في الوزن، أو فقر الدم.

علاج متلازمة تهيج الأمعاء الغليظة

لا يوجد علاجٌ محدد للمرض؛ حيث إنّ الطبيب ينصح المريض بتغيير نظامه الغذائي، مع أخذ بعض الأدوية، وتفصيل ذلك كالتالي:[٤]

  • النظام الغذائي وتحديد ما من شأنه التسبّب بالإسهال للمريض.
  • النصح بالتقليل من الإجهاد والضغط النفسي.
  • تناول الألياف؛ الأمر الذي قد يُساعد في حالات الإمساك، والذي قد يزيد من الانتفاخ.
  • حمية قليلة الفودماب Low FODMAP، هي اختصار لـ :
    • F: Fermentable :قابل للتخمر.
    • O: oligosaccharide:سكريات قليلة التعدد.
    • D: Disaccharide :سكريات ثنائية.
    • M:monosaccharide: سكريات أحادية.
    • And: و
    • P: Polyols : بوليول مثل السكريات الكحولية السوربيتول والزيليتول.
  • البروبيوتيك: هي (كائنات حية دقيقة والتي عند تناولها بكميّاتٍ مُناسبة تعطي فائدة صحية للمضيف -الشخص الذي يتناولها-).
  • Linaclotide : جيّد في حالة القولون العصبي الذي يكون مُصاحباً في الغالب مع الإمساك.
  • Lubiprostone: جيد في حالة القولون العصبي الذي يكون مُصاحباً في الغالب مع الإمساك.
  • Loperamide: جيد في حالة القولون العصبي الذي يكون مصاحباً في الغالب مع حالة الإسهال.
  • مضادات التشنج :لا يُنصح باستخدامها على المدى الطويل.
  • مضادات الاكتئاب (نوع tricyclic antidepressants) بجرعات صغيرة.

المراجع

  1. Anil Govindrao Ghom, Savita Anil (Lodam) Ghom, Textbook of Oral Medicine, Page 1017. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح “Irritable Bowel Syndrome”, National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (NIDDK). Edited.
  3. Canavan C., West J. & Card T, “The epidemiology of irritable bowel syndrome”، The National Center for Biotechnology Information. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح Robert A. Hannaman, MEDSTUDY (2014) Gastroenterology Section , Page 1-33. Edited.
Exit mobile version