محتويات
النبيّ يحيى عليه السلام
النبيّ يحيى عليه السلام هو يحيى بن زكريا، ويصل نسبه إلى يعقوب عليه السلام، وهو كأبيه زكريا من أنبياء بني إسرائيل الذين بلّغوا الناس ما أمرهم به الله، وجاهدوا في الله حق جهاده، واسم يحيى عليه السلام ذُكر في القرآن الكريم في أربع آيات في كلّ من سورة آل عمران، والأنعام، ومريم، والأنبياء، وأثنى فيها الله سبحانه على نبيه يحيى، ووصفه بأفضل الصفات، وأعطاه النبوّة في صغره.
معجزة يحيى عليه السلام
لم تُعرف لنا معجزة سيدنا يحيى عليه السلام، حاله كحال العديد من الأنبياء والرسل الذين لم تكن معجزاتهم معروفة لدينا إلى الآن.
صفات يحيى عليه السلام
- حسن الصوت والوجه كجميع الأنبياء والمرسلين.
- قوي في طاعة الله منذ صغره، ونشأ نشأة صلاح وتقى وطهر بعيداً عن مظاهر الترف، حيث كان يأوي في شبابه إلى البراري، ويأكل العشب ويكتفي بما ييسّره الله له من رزق، وكان كثير التضرع والعبادة والبكاء من خشية الله سبحانه، كما كان كثير العزلة، وكان يلبس الوبر، وليس له دينار أو درهم أو عبد أو أمة أو مأوى يأوي إليه، وكذلك كان حال عيسى بن مريم عليه السلام، وعند افتراق يحيى وعيسى عليهما السلام كان يوصيان بعضهما بتقوى الله سبحانه.
- آتى الله سبحانه يحيى النبوة والفهم والعلم، وعلّمه الكتاب وهو التوراة، وعندما كان أقران يحيى يطلبون منه اللعب كان يُخبرهم أنّهم لم يخلقوا للعب.
- ذو حنان ورحمة وزكاة، أعطاه الله هذه الصفات ليحننه على النّاس، وخصوصاً على أبويه والبرّ بهما، وكان عليه السلام متواضعاً وتقياً ومانعاً نفسه عن المحرّمات والشهوات.
- أوّل من صدّق بعيسى بن مريم عليه السلام في زمانه؛ فقد كان معاصراً له وابن خالته.
دعوة يحيى عليه السلام
كان يحيى عليه السلام يدعو بني إسرائيل إلى عبادة الله تعالى وحده بالحكمة والموعظة الحسنة وفقاً لما جاءت به شريعة التوراة، وجمع يحيى عليه السلام بني إسرائيل في بيت المقدس حتّى ملؤوا المكان؛ فحمد الله وأثنى عليه ثمّ أخبرهم أنّ الله علّمه خمسة أمور عليه أن يعمل بها وأن يأمرهم بأن يعملوا بها، وهي: عبادة الله دون أن يشركوا به أحداً، وإقامة الصلاة، والتصدّق، وذكر الله سبحانه كثيراً؛ فالعبد أبعد ما يكون عن الشيطان عند ذكر الله سبحانه.
وفاة يحيى عليه السلام
توفي يحيى بن زكريا مقتولاً، قتله بنو إسرائيل ظلماً وعدواناً بأمرٍ من ملكهم هيردوس حاكم فلسطين في حينها. وتقول الرواية أنّ الملك هيردوس كان متزوجاً من امرأة كبرت وغاب جمالها، وكانت لها ابنة رائعة الجمال اسمها هيروديا، وكانت ربيبة هذا الملك، وليست ابنته من صلبه، ثمّ وقع هيردوس في حبّ هيروديا، وطلبت منه زوجته أن يتزوجها كي لا تكون بعيدة عن النعمة، فقال لها هيردوس أنّه لن يفعل قبل أن يستفتي يحيى إن كان يصحّ أم لا، فلما استفتى يحيى نهاه عن الزواج منها، وأخبره أنّ هذا الأمر حرام في الشريعة، فلما عرفت أم الفتاة بذلك كرهت يحيى ودبّرت له خطة لقتله.
زيّنت الأم ابنتها هيروديا بأفضل زينة، وألبستها أجمل الملابس وأدخلتها على هيردوس، وعندما تملكت عليه مشاعره تعرّضت له فأرادها على نفسه فأبت حتّى يُعطيها ما سألت، وسألته بأن يأتي برأس يحيى في طست، فرفض الملك بدايةً، ثمّ كررت ذلك عليه حتّى قبل وأمر بقتله؛ فقتل يحيى عليه السلام وهو في الصلاة، وقدّم رأسه إلى الملك في الطست والدم ينزف منه.
انتقم الله تعالى لنبيه يحيى عندما صعدت زوجة الملك على سطح القصر وسقطت منه أرضاً، وبدأ الكلاب بالوثوب عليها وأكلها وهي تنظر إليهم، وكانت عينيها آخر ما أُكل منها.