التربة
التربة هي الطبقة الأولى من طبقات القشرة الأرضية، وتتشكّل من مواد ناعمة مفتتة من الصخور؛ والتي تكوّنت نتيجة عوامل جوية وحيوية وكيميائية، أي أنّها مزيج من المواد الصخرية المتكوّنة بفعل عوامل التجوية والتعرية، والموادّ العضوية الناجمة عن تحلّل بقايا الكائنات الحية والعضويات المغذية للتربة، والتربة تشكّل ثروة طبيعيّة هامّة للحصول على الغذاء بطريقةٍ مباشرة أو غير مباشرة.
مراحل تشكل التربة
يعرّف تشكّل التربة على أنّه عملية بطيئة تبدأ بتحويل الصخور إلى مادّة ناعمة، وينتج عن العملية تحويل المادّة الأصلية سواء كانت صخوراً أصلية أو رسوبية إلى تربة متطوّرة تقلّ فيها الصفات الموروثة من المادّة الأصلية التي تكوّنت منها التربة، ويمرّ تشكّل التربة بعدّة مراحل، كما يأتي:
- مرحلة تغيير حالة الصخور: حيث تتعرّض فيها الصخور للكثير من العوامل، مثل: الرياح، والأمطار، والحرارة التي تصدرها الشمس؛ والتي من شأنها تحويلها كيميائياً وفيزيائياً.
- مرحلة تغيير لون التربة وطبيعتها: فيها يتغير لون التربة إلى اللون القاتم أو الأسود، كما تتغيّر طبيعتها نتيجة إدخال الموادّ العضوية في التربة، إضافة إلى غناها أي التربة بالسماد الطبيعيّ نتيجة تحلّل الكائنات الحية بالتربة في عملية تسمّى الدبال، وتختلف هذه التغييرات وفقاً لاختلاف التربة وعناصرها الطبيعية.
- المرحلة النهائية: فيها تكون التربة جاهزة للبدء بالزراعة؛ وذلك نتيجة نقل مكوّناتها من الأماكن الأساسية لها؛ فالتربة إضافة لكونها مكاناً لنموّ النباتات تكون بيئة خصبة لنموّ العديد من الكائنات الحيّة الدقيقة.
العوامل المساهمة في تشكل التربة
توجد العديد من العوامل المساهمة في تشكّل التربة، وهي كالآتي:
- مادة الأصل: تتكوّن من موادّ معدنية أو عضوية أو من كليهما، أمّا الموادّ المعدنية فتتكوّن من عدد كبير من المعادن التي تشكّل الصخور المتماسكة بأنواعها، أمّا المواد العضوية فهي المواد غير المتماسكة، والناتجة عن تحلّل بقايا الكائنات الحيّة، وتستمد التربة صفاتها أو خواصّها الطبيعية والكيميائية من مادّة الأصل.
- المناخ: إنّ العوامل المناخية كالرياح، والأمطار، والثلوج والحرارة جميعها تساهم في تشكّل التربة، إلّا أنّها تأخذ وقتاً طويلاً لتظهر آثارها.
- الطبوغرافية: تعني الشكل الظاهري لسطح الأرض من حيث درجة استوائه، وهي تُعرف بالتضاريس، حيث إنّ الطبوغرافية تؤثر في تشكّل التربة من خلال تأثيرها في كمية المياه التي تمتصها التربة، حيث إنّه كلّما انحدرت التربة أكثر، قلّ امتصاصها للماء، وتؤثر درجة الانحدار أيضاً في معدّل انجراف التربة.
- الكائنات الحيّة: تتمثل في الحيوانات، والنباتات، والكائنات الحية الدقيقة، ويعدّ الغطاء النباتيّ العامل الرئيسيّ المؤثر في تشكّل التربة؛ فالنباتات النامية على سطح التربة تمنع تدفق المياه الجارية وتقلّل تأثير الرياح على سطح التربة، ثمّ تعزز امتصاص التربة للمياه.
- الزمن: إنّ اختلاف العوامل المذكورة في مادّة الأصل يعود إلى اختلاف الفترة الزمنية، فتراكم الدبال مثلاً من شأنه أن يُعطي التربة لوناً مائلاً للسواد على مدار عدّة عقود، وبالمقابل، فإنّ تأثيره في تغيّر خواص التربة يحتاج إلى مئاتا لسنين أحياناً.
نجاح التربة
إنّ من أهم أسباب نجاح التربة وبقائها على حالٍ جيّد هو الاعتناء بها جيداً، بحيث تُسقى بالماء ويتمّ الاهتمام بنظافتها بشكلٍ يوميّ هذا بالنسبة للمزارع المنتجة والحدائق المنزلية.