'); }
ستر الجسم بالملابس هو أمر فطري وغريزي موجود في كل نفس بشرية، وهو أيضاً أمر ضروري للحفاظ على الجسم الذي لا يحتمل تقلّبات الطبيعة من حوله، وأوّل ما بدأت الحياة البشرية كانت أدوات الإنسان بسيطة جداً فأول ما إستطاع التوصل إليه لستر جسمه هي أغصان الأشجار وأوراقها، وبعد ذلك استطاع أن يسلخ جلود الحيوانات ويصنع منها رداءً بسيطاً، ومن ثمّ تطوّر الأمر قليلاً بحيث استطاع عمل خيوط من أوبار وشعر وصوف الحيوانات وتكوين رداء عن طريق حبكها بواسطة إبر عظمية، ومن ثّم تطوّر الأمر بالنسبة للملابس بحيث أصبح بإمكانه تصنيع الأقمشة من مواد مختلفة، وبعد ذلك استطاع تصنيعها بواسطة آلات حديثة ومبرمجة على الحاسوب تضمّنت جميع عملية إنتاج الملابس بدءاً من صناعة الخيوط.
الخيط هو وحدة بناء أي نوع من أنواع الأقمشة، ويُنتج الخيط من آلات الغزل، وهو عبارة عن مجموعة من الألياف النسيجية المتّحدة والمتماسكة مع بعضها البعض بواسطة قوى تدعى قوى التعشيق، وتظهر الخيوط على شكل أجسام طويلة ذات سُمك مختلف، كما أنّ لها برمات معيّنة لإعطائها المتانة المطلوبة. وللخيوط عدّة أنواع، لكن ما يحدد نوع الخيط ومواصفاته وطريقة تصنيعه واستخدامه هو نوع الألياف التي يُستخرج منها، ويمكن تقسيم أنواع الألياف كالآتي:
- الألياف الطبيعية: وتشمل الألياف العضوية، والألياف اللاعضوية، فالألياف العضوية إمّا أن تكون ذات مصدر نباتي مثل الكتان، والقطن، أو أن تكون ذات مصدر حيواني مثل الوبر والصوف، أمّا الألياف اللاعضوية تشتمل على مجموعة الخيوط التي تم تصنيعها مثل الخيوط الزجاجية، وخيوط الذهب والفضة، وخيوط الأسبستوس المعدنية.
- الألياف الصناعية: وتشتمل على الألياف التي يتم تصنيعها كيميائياً في المختبرات.
'); }
لكنّ غالبية الملابس التي يتم تداولها في أيامنا هذه مصنوعة من القطن، أو ما تمّ إطلاق لقب “الذهب الأبيض” عليه لأهميته وزراعته المنتشرة في العالم، والقطن هو عبارة عن نبات ينمو في المناطق الحارّة، ويكون على شكل شجيرة تتطلّب زراعتها تربة خصبة وريّاً جيداً لينمو بشكل سليم، حتى ينتج أجود وأفضل أنواع القطن، ومن الجدير بالذكر أن أفضل أنواع القطن في العالم هو القطن المصري والمسمى ب “قطن طويل التيلة”، وكونه أفضل الأنواع فإنه يتم تصديره إلى جميع أنحاء العالم.
ويتساءل كثير من الناس حول كيفية تحويل هذا القطن إلى خيوط، لذا في هذا المقال سنذكر طريقة تصنيع الخيوط من القطن، واالتي هي كالآتي:
- يتم فتح رزم أو بالات القطن المضغوط بواسطة آلات خاصة بذلك.
- لاحقاً يتم خلطها والعمل على تفريق كتلتها وتنظيفها جيداً.
- وبعد ذلك ّيتحوّل القطن ليصبح على شكل طبقات ملفوفة على جذع دوار.
- يتم نقل القطن إلى آلات التسريح ليتم تحويله إلى أشرطة منظمة ومسرحة ذات شعيرات مستقيمة ومتوازية.
- بعد ذلك يتم تمريره على آلة التمشيط ومن ثم يسحب على آلة السحب، وذلك لزيادة إنتظام شكل هذه الأشرطة.
- ليتم تمريره لاحقاً على آلة البرم من أجل برمه عدّة برمات خفيفة، ويتم التحكّم في نمرة الخيط عن طريق آلة الغزل الحلقي، ويمكن الاستغناء عن آلة البرم في حال وجود آلة الغزل التوربيني، وبعد ذلك تنتج الخيوط.