'); }
الإحسان إلى الجار
إنّ الدين الإسلامي دينٌ شاملٌ لكلّ مناحي الحياة وجوانبها، والدين الإسلامي يحثّ دائماً على التعاون، والابتعاد عن الفُرقة، واتّباع الأخلاق الحسنة، وحُسن المعاملة مع الناس، فإنّ الدين الإسلامي هو دين المعاملة، حيث اهتّم بأمر الإحسان إلى الجار، وأولاه اهتماماً عظيماً، وذكر ذلك الإحسان في كثيرٍ من الآيات القرآنية، والأحاديث النبويّة الشريفة، ممّا دلّ على أهمية الإحسان إلى الجار، وعظم مكانته، وربط الإحسان إلى الجار بإيمان العبد الصادق.[١][٢]
إنّ علاقة الإحسان إلى الجار هي علاقةٌ عظيمةٌ، ورابطةٌ قويةٌ بين الأفراد، لما لها من آثارٍ إيجابيةٍ تعود على الفرد نفسه، وعلى المجتمع بأكلمه، وقد حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على حُسن الجوار، لجميع الفئات التي تشملها كلمة الجار، وتلك الفئات هي: الجار المسلم بنوعيه: فإمّا أن يكون الجار المسلم يربطه مع جاره صلة رحمٍ، وإمّا لا يكون له، والفئة الأخرى هي الجار الكافر بنوعيه أيضاً: فإمّا أن يكون الجار الكافر يربطه مع جاره صلة رحمٍ، وإمّا لا يكون، وكلّ من تلك الفئات يكون الإحسان إليه بحسب مرتبته.[٣][٤]
حثّ الإسلام على الإحسان إلى الجار، والمحافظة عليه، وأولى ذلك جلّ اهتمامه، ورتّب على ذلك العديد من الفوائد والثمار، وفي المقابل هناك عقوباتٌ وُضعت للمسيء لجاره؛ كي يتجنّب الإنسان إيذاء الجار، بل يحرص على الإحسان إليه، ومن تلك العقوبات: مضاعفة الذنوب، ودخول النار، وفي يوم القيامة يخاصم الجار جاره الذي أساء إليه، وطرق إيذاء الجار كثيرةٌ ومتعدّدةٌ، منها: إيذاء الجار بالقول، من خلال استخدام الألفاظ السّيئة، والسعي في غيبته ونميمته، وعدم التماس الأعذار له، بل سوء الظنّ به، وارتكاب بعض الأفعال التي تؤذيه وهو في بيته؛ كرفع صوت السماعات، وعدم قضاء حاجاته، إن كان بحاجةٍ لمساعدةٍ، أو نحو ذلك، فليحرص الإنسان على أن يكون من المحسنين إلى جيرانهم، لا من المسيئين.[٥]
'); }
فوائد الإحسان إلى الجار
إنّ لإحسان الجار إلى جاره فوائدٌ وفضائلٌ عديدةٌ، وفيما يأتي بيان بعضها التي أعدّت للمحسن إلى جاره:[٦][٧][٨]
- توثيق العلاقات الاجتماعية بين الأفراد.
- نيل محبّة الله تعالى، والرسول صلّى الله عليه وسلّم.
- سببٌ في دخول الإنسان جنّات النعيم، وسببٌ في البعد عن النار.
- نيل البركة في الأعمار والأرزاق.
- مغفرة ذنوب العبد المحسن إلى جاره.
- تيسير الله -تعالى- للمحسن أموره، ومحنه الصعبة، ويقضي الله -تعالى- حاجاته، كما يقضي حاجات جاره.
- زيادة المحبة والألفة والمودة بين أفراد المجتمع.
- سببٌ في إدخال السرور على قلوب الناس، ومنحهم السعادة.
- سببٌ في تماسك المجتمع، وقوّته وحمايته من الجرائم، وترابط أفراده، ممّا ينعكس إيجاباً على المجتمع.
- ربط الله -تعالى- الإحسان إلى الجار بعبادته وتوحيده، حيث قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا).[٩]
- سببٌ في بلوغ العبد درجة الإيمان الكامل.
حقوق الجار على جاره
إنّ للجار على جاره حقوقٌ، يجب أن تؤدّى لكي يتحقّق مفهوم الإحسان إلى الجار، وفيما يأتي بيان تلك الحقوق:[٦][١٠]
- إرسال الهدايا وتقديمها للجار، بين كلّ فترةٍ وأخرى، ممّا يساعد على توثيق أواصر المحبّة والألفة فيما بينهم، وإذا كان عدد الجيران كثيرٌ، فيبدأ الإنسان بتقديم الهدايا للجار الأقرب منه، ثمّ لمن يليه؛ والهدايا يمكن أن تكون شيئاً بسيطاً، أو قِدراً يسيراً من طعامٍ.
- تعاون الإنسان مع جاره، في كلّ ما يحتاج في مناحي الحياة، فيما يرضي الله تعالى.
- أن يصون الجار عرض جاره، ويحافظ عليه، ويحميه ممّا يؤذيه، ويتقي الله فيما يخصّ جاره.
- أن يقف دائماً إلى جانب جاره، وخاصةً في الوقت الذي يكون الجار بأمسّ الحاجة إلى من يقف معه، ويسانده في محنه.
- أن يعين الإنسان جاره، إذا احتاج لحلّ مشكلةٍ معيّنةٍ وقع فيها، وأن يساعده على قضاء حاجاته.
- على الإنسان إذا أراد أن ينتقل من داره إلى دارٍ أخرى، فليعرض داره أو قطعة الأرض على جاره أوّلاً، فإن كان لا يريد الشراء، فيعرض على غيره، لكنّ الجار أولى أن يعرض عليه الإنسان قبل الغير.
- أن يؤدّي واجب الزيارة له، إن كان مريضاً؛ فيطمئنّ عليه ويسأله، إن كان بحاجةٍ لشيءٍ ما.
- أن يقوم الجار بإعطاء جاره مبلغاً من المال، إن كان بحاجةٍ إلى ذلك، فمن يسرّ على جاره، يسرّ الله عليه، وفتح عليه.
- أن ينصر الجار جاره، ويسعى للمصالحة دائماً، فإذا كان الجار مظلوماً، فعلى جاره أن يقف بجانبه، ويسانده كي يتخلّص من الظلم، أمّا إن كان مظلوماً؛ فتكون نصرة جاره له، بأن يرشده إلى ترك الظلم، والامتناع عنه، ويصالحه مع الآخرين.
- أن يكون الجار لجاره رفيقاً له، في تعلّم العلوم الدّينيّة في مجالس العلم، وأن يكونوا رفقاءٌ في تأدية الصلاة على وقتها في المساجد، وفي تأدية صلاة الجمعة.
- أن يحسن الجار الظنّ بجاره، فيحاول دائماً أن يحمل كلام جاره على أنّه كلامٌ حسنٌ، لا يريد به السوء قدر ما استطاع.
- ألّا يؤذي الجار جاره، بل يكفّ الأذى عنه، فمن يؤذي جاره، عذابه عظيمٌ في الدنيا والآخرة.
- أن يتحلّى بالصبر والحِلم والأناة، فيصبر على جاره إن كان مسيئاً، ويصبر على جاره إن آذاه، ويحتسب ذلك عند الله تعالى.
- أن يشاركه في أفراحه، ويقف إلى جانبه في أحزانه.
المراجع
- ↑ سيد مبارك (7-11-2017)، “فضل الإحسان إلى الجار”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2018. بتصرّف.
- ↑ د. بدر هميسه، “حسن التعامل مع الجيران”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2018. بتصرّف.
- ↑ ماهر السيد (18-1-2005)، “الإحسان إلى الجار”، www.islamweb.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2018. بتصرّف.
- ↑ “الجار في سنة النبي المختار صلى الله عليه وسلم”، www.islamweb.com، 11-9-2011، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2018. بتصرّف.
- ↑ الشيخ ندا أبو أحمد (2-7-2012)، “حقوق الجار”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2018.بتصرف
- ^ أ ب الشيخ ندا أبو أحمد (2-7-2012)، “حقوق الجار”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2018.بتصرف
- ↑ عمر البيانوني، “هل أحسنتَ إلى جارك”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2018.بتصرف
- ↑ ماهر السيد (7-5-2014)، “الإحسان إلى الجار “، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2018.بتصرف
- ↑ سورة النساء، آية: 36.
- ↑ د.أمين الشقاوي (14-3-2015)، “حقوق الجار”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2018.بتصرف