الإنتاج
هناك العديد من الأنشطة المهمّة التي يقوم بها الإنسان خلال حياته اليوميّة للاستمرار في الحياة، ومن أهمّها عمليّة الإنتاج، وهي العمليّة التي تؤدّي إلى خلق منفعةٍ لم تكون موجودةً، وقد تكون هذه المنفعة ملموسةً، مثل: المنتجات الغذائيّة، والألبسة، وغيرها، أو غير ملموسة، مثل: الخدمات الصحيّة والهاتفيّة.
إن عمليّة الإنتاج عند علماء الاقتصاد في العلم الحديث هي عملية تبدأ بمدخلات، تُعالج للحصول على مخرجات لاستهلاكها، ومن وجهة نظرهم تعتمد عملية الإنتاج على مقومات عدّة تساهم في نجاح الإنتاج، وتُسمّى بعوامل الإنتاج.
عوامل الإنتاج
الأرض
تعني كلمة الأرض في العمليّة الإنتاجيّة المكان الذي يحصل فيه الإنسان على المنفعة، مثل: الأراضي الصالحة للزراعة؛ فبالزراعة ينتج الإنسان المحاصيل الزراعيّة، وكذلك الأنهار، والبحار، والمحيطات، والغابات، والمعادن، لذلك هي مجموعة الموارد والثروات الطبيعيّة الموجودة على الأرض أي هي المنبع والمصدر للسلع التي ينتجها كافّة، والأرض من النعم التي أنعم الله بها علينا، حيث لم يكن هناك جهد بشريّ في خلقها.
العمل
يتمثّل العمل بالأشخاص والمجهود الذي يقومون به لإنتاج المنتج، ولهذا فإنّ العمل عمليّة يتشارك بها العاملون عضلياً وذهنياً داخل بيئة الإنتاج للحصول على منفعة، وتقاضي أجر أو دخل ينفقونه على حياتهم الشخصية، ولذلك يُسمّى العاملون في العمل أو المؤسّسة بالموارد البشريّة، وتُعنى وحدة الموارد البشريّة بالاهتمام بالعاملين من حيث ظروفهم العمليّة، وتحسين خبراتهم وكل شيء يخصّهم.
يختلف العاملون في العملية الإنتاجية من حيث النشاط الإنتاجيّ؛ فهناك العامل الذي يقوم بالعمل الذهنيّ، مثل: المدرس، والطبيب، والمحامي، ويعتمد الإنتاج هنا على الخبرة العلميّة والعمليّة، وهناك العاملون الذين يقومون بالعمل اليدويّ، وهو الاعتماد على العضلات، مثل: المُزارع، والبنّاء، والنجار، والحدّاد، وغيرها من المهن الأخرى.
رأس المال
يتمثّل رأس المال بالأموال المنقولة وغير المنقولة؛ فهي العناصر التي تساعد الإنسان في العملية الإنتاجيّة، مثل: النقود، والآلات، والمعدات، والطّرق، والجسور، ووسائل النقل، والمباني، ويمكن تقسيم رأس المال بوصفه عنصراً لإنتاج السلع الرأسمالية كما ذكرنا، مثل: الآلات والمعدّات، والسلع الاستثمارية، ومنها: المباني ووسائل النقل، وبعد توظيف رأس المال في الإنتاج يحصل الشخص على عائد أو فائدة.
التنظيم والإدارة
تتمثّل هذه العملية بضبط عناصر الإنتاج السابقة؛ فالإدارة هي العقل المدبّر، واليد التي تتحكّم في تنظيم عملية الإنتاج ومعالجتها للحصول على المنتج النّهائي من سلع وخدمات، وهي كذلك عملية الرقابة والتّحكم بمراحل الإنتاج من رسم سياسات وخطط، وتحمل المخاطر، وغيرها من الأمور الإداريّة والتنظيميّة.