السيدا
يُعرف مرض الإيدز بالفرنسية بالسيدا، ويُعبّر عنه أيضاً بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزية: Acquired immunodeficiency syndrome)، ويحدث نتيجة التعرّض للفيروس المعروف بفيروس عوز المناعة البشريّ (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) الذي يُهاجم جهاز المناعة في الجسم، ويمكن القول إنّ السيدا هو آخر مراحل الإصابة بهذا الفيروس، ففي هذه المرحلة يضعف الجهاز المناعيّ بشكل كبير للغاية، فيصبح الجسم عُرضة لمختلف أنواع العدوى والسرطانات التي قد تؤدي إلى الوفاة، وفي الحقيقة يعود تاريخ ظهور هذا الداء لعام 1981، حيث سجّلت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) في هذا العام أولى حالات العدوى الانتهازية المعروفة بالالتهاب الرئوي بالمتكيسة الجؤجؤية (بالإنجليزية: Pneumocystis carinii pneumonia) عند خمسة رجال شواذ جنسياً في الولايات المتحدة الأمريكية، وتلاها تسجيل حالة الإصابة بأحد أنواع السرطانات النادرة والمعروف بساركوما كابوسي (بالإنجليزية: Kaposi’s sarcoma) عند أشخاص شواذ جنسياً أيضاً، وباستمرار الدراسة وُجد أنّ هذه الحالات تُعزى لتعرّض الجسم لعوامل أضعفت جهاز المناعة فيه، وأشارت إلى انتقال هذه العوامل جنسياً وكذلك عن طريق الدم، وعليه ظهر هذا الداء وعُرف.[١]
أعراض السيدا
يمكن القول إنّ بلوغ المصاب مرحلة مرض السيدا تعني أنّ الجهاز المناعيّ في منتهى ضعفه، وذلك بسبب تدمير عدد كبير أحد أنواع خلاياه المعروفة بكتلة التمايز 4 (بالإنجليزية: Cluster of differentiation 4) واختصاراً (CD4)، وعندها يُصبح الشخص مُعرّضاً لمختلف أنواع العدوى والسرطانات الانتهازية، وإنّ إصابته بأيّ منها يتسبب بظهور مجموعة من الأعراض والعلامات، يمكن إجمالها فيما يلي:[٢][٣]
- فقدان الوزن بشكل غير مبرّر.
- أعراض الالتهاب الرئويّ.
- السلّ الرئويّ (بالإنجليزية: Tuberculosis)، وهو أكثر أنواع العدوى التي تُصيب مرضى السيدا.
- نوبات التشنّجات، والشعور بالضعف، وتغيّرات في القدرات العقلية، وذلك نتيجة الإصابة بداء المقوسات (بالإنجليزية: Toxoplasmosis) الذي يتمثل بعدوى طُفيليّة تُصيب الدماغ.
- أعراض اضطرابات الجهاز العصبيّ نتيجة الإصابة بالتهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis).
- الشعور بألم أثناء البلع نتيجة الإصابة بداء المبيضات أو السفاد (باللاتينية: Candidiasis) الذي يتمثّل بعدوى فطريّة تُصيب المريء.
- سرطان ساركوما كابوسي المذكور سابقاً، والذي يتمثل بظهور بقع على الجلد، وقد ينتشر ليصل إلى الفم، والأمعاء الدقيقة، والجهاز التنفسيّ.
- سرطان الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma)، والمُتمثّل بسرطان خلايا الدم البيضاء.
- الشعور بالتعب والإعياء العام.
- فرط التعرّق الليليّ.
- الإصابة بالحمّى بشكل متكرر.
- الطفح الجلديّ.
- الاضطراب، والارتباك، وعدم القدرة على النوم.
علاج السيدا
في الحقيقة لا يوجد علاج لمرض السيدا، ولكن هناك بعض الخيارات العلاجية التي تُسيطر على الفيروس المُسبّب وتحدّ من انتشاره، ويمكن إجمالها فيما يأتي:[٤]
- العلاجات الدوائية: وتتمثل بإعطاء الأدوية التابعة للمجموعة المعروفة بمضادات الفيروسات القهقرية (بالإنجليزية: Antiretroviral drugs)، وتتبع لهذه المجموعة أدوية مختلفة، يعمل كلٌّ منها بطريقة مختلفة لتثبيط عمل فيروس عوز المناعة البشريّ، وينصح الأطباء المختصّون بإعطاء هذه الأدوية لكل المصابين بغض النظر عن عدد خلايا كتلة التمايز 4، وغالباً ما يتطلب الأمر إعطاء ثلاثة أدوية من مجموعتين مختلفتين لمنع التعرّض لمقاومة الفيروس للمضادات، ومن أدوية هذه المجموعة ما يلي:
- مُثبِّطات إِنزيم المُنتَسِخَة العَكسيّة للنوكليوزيد (بالإنجليزية: Nucleoside or nucleotide reverse transcriptase inhibitors)، مثل لاميفودين/زيدوفودين (بالإنجليزية: Lamivudine/zidovudine)، وتينوفوفير/إمتريسيتابين (بالإنجليزية: Tenofovir/emtricitabine)، وأباكافير (بالإنجليزية: Abacavir).
- مثبّطات إنزيم المُنْتَسِخَة العكسية اللا نوكليوزيدية (بالإنجليزية: Non-nucleoside reverse transcriptase inhibitors)، مثل إيفافيرينز (بالإنجليزية: Efavirenz).
- مثبطات البروتياز (بالإنجليزية: Protease inhibitors) مثل إندينافير (بالإنجليزية: Indinavir)، ودارونافير (بالإنجليزية: Darunavir)، وأتازانافير (بالإنجليزية: Atazanavir).
- مثبطات المدخل (بالإنجليزية: Entry inhibitors).
- مانع الاندماج بالمادة الوراثية (بالإنجليزية: Integrase inhibitors)، مثل رالتغرافير (بالإنجليزية: Raltegravir)، ودولوتغرافير (بالإنجليزية: Dolutegravir).
- العلاجات المنزلية: بالإضافة إلى العلاجات الدوائية، يجب استعمال بعض العلاجات المنزلية للمحافظة على صحة المصاب قدر المستطاع، ومنها ما يلي:
- تناول الطعام الصحيّ مثل الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة، وذلك للمحافظة على صحة جهاز المناعة وقوته.
- تجنّب تناول اللحوم النيئة، ومشتقات الألبان غير المُبسترة، والبيض والسمك النيء.
- أخذ المطاعيم المناسبة، وذلك للحدّ من التعرّض للعدوى، ويجب التنبيه إلى أنّ المطاعيم التي تُعطى للمصابين بالسيدا يجب ألا تحتوي على فيروسات حيّة وذلك لضعف جهاز المناعة لديهم.
- غسل اليدين جيداً بعد التعامل مع الحيوانات لمنع انتقال الطُفيليّات التي قد تعيش فيها.
- العلاجات البديلة: هناك بعض المكمّلات الغذائية التي يُعتقد أنّها قد تُقوّي جهاز المناعة أو تمنع الآثار الجانبية المترتبة على استعمال الأدوية المضادة للفيروسات، ولكن لا يوجد دليل علميّ يدعم ذلك، وعلى العكس يجدر التنبيه إلى تداخل هذه المكمّلات في عمل الأدوية وتأثيرها فيها.
طرق انتقال السيدا
ينتقل مرض السيدا عن طريق وصول سوائل جسم المصاب كالمني، والإفرازات المهبلية، أو الدم إلى الآخرين، ومن الطرق المحتملة للانتقال ما يلي:[٣]
- التواصل الجنسيّ مع المصاب بأيّ شكل من الأشكال، وذلك لاحتمالية انتقال الفيروس عن طريق قروح الفم، والجروح أو التمزّقات الصغيرة التي تحدث في المستقيم أو المهبل عند ممارسة الجنس.
- عمليات نقل الدم (بالإنجليزية: Blood Transfusion)، ولكن قلّ هذا الخطر في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير بسبب عمليّات الفحص لعينات الدم قبل نقلها من شخص إلى آخر.
- مشاركة الحقن مع المصابين.
- انتقال الفيروس من الأم إلى طفلها خلال الحمل، أو أثناء الولادة، أو عند الرضاعة، وتجدر الإشارة إلى أنّ تلقّي العلاج خلال الحمل من قبل الأمّهات المصابات بهذا الفيروس يُسفر عن تقليل خطر انتقال الفيروس للجنين بشكل كبير.
المراجع
- ↑ “AIDS”, www.britannica.com, Retrieved February 27, 2018. Edited.
- ↑ “Acquired Immunodeficiency Syndrome (AIDS)”, www.medicinenet.com, Retrieved February 27, 2018. Edited.
- ^ أ ب “HIV/AIDS”, www.mayoclinic.org, Retrieved February 27, 2018. Edited.
- ↑ “HIV/AIDS”, www.mayoclinic.org, Retrieved February 27, 2018. Edited.