تعريف الخريطة
تُعرف الخريطة على أنها رسمٌ مصغّرٌ لسطح الأرض أو قسم منه، حيث تُرسم هذه الخريطة على سطح مستوٍ ضمن رموز ومقياس رسم ومسقط معين يعود لنوع المنطقة المراد تمثيلها. كما يمكن أن يكون هذا الرسم لإحدى الظواهر الطبيعية أو البشرية أو قد يكون للاثنين معاً. ويُمكن أن تُسمّى الخريطة بمُسمّيات ومُصطلحات أُخرى كمصطلح الكارتوغرافيا، حيث اشتُق هذا المصطلح من كلمتين يونانيّتين هما (Chartus: لوحة ورقية)، (Graphein: يصور أو يكتب بالرسم)، وبالتالي فإن معنى الكارتوغرافيا هو: الكتابة باستخدام الرسم على اللوحة، وقد اشتهر هذا المصطلح عالمياً ليعني بذلك علم الخرائط. ومع تقدم التكنولوجيا وتطورها قُسّم علم الخرائط إلى عدة أفرع أهم هذه الأفرع تلك تختص بإنشاء الخرائط البحرية والطبوغرافية، كما شهد علم الخرائط تقدّما كبيراً في السنوات الأخيرة تتمثّل في أساليب التّمثيل الكمي في خرائط التوزيعات.[١]
عناصر الخريطة
تتوفّر في الخريطة مجموعة من العناصر، تتمثل فيما يأتي:[١]
- الإطار: حيث يجب أن يأخذ الإطار شكل المربع او المستطيل بناءً على المنطقة التي يُراد رسمها على الخريطة، شريطة ظهور كامل التفاصيل بدقه عالية داخل الإطار، ويعني ذلك عدم التغاضي أو إهمال أي ظاهرة داخل الخريطة أو ترك منطقة بيضاء داخل الإطار. أما عن كيفية رسم الإطار فيتم رسم إطارين مزدوجين عن طريق رسم خطين مستقيمين متوازيين، حيث إن الخط الداخلي عرضه أقل من عرض الإطار الخارجي ويُرسم إطار الخريطة بحيث يوازي الخط الأوسط فيها، وذلك من أجل تحديد المنطقة (المساحة) المراد الرسم فيها، ويعتمد شكل الخريطة على مدى القدرة على رسم إطارها.
- اتجاه الشمال: يُرسم اتجاه الشمال خارج دليل الخريطة حيث يقع بجانبها بجهة الشمال أو الغرب أو الشرق، ويعود ذلك للمكان الذي تسمح به الخريطة، حيث يوضع أي رمز أو شكل أو سهم يُبيّن ويمثل اتجاه الشمال وفي بعض الأحيان قد يُكتفى بوضع حرف (ش) فوق السهم أو حرف (N: North) وعند نهايتها يتم رسم عامود ليُبيّن اتجاه الشرق واتجاه الغرب، بينما مؤخّرته من الأسفل تُبيّن اتجاه الجنوب. ويُعد رسم اتجاه الشمال من الأمور الضرورية والتي يجب أن تزوّد بها الخريطة.
- مفتاح الخريطة: أو دليل الخريطة، وهو عبارة عن مفتاح أو دليل يتم الوصول عبره إلى معرفة ما تتكون منه الخريطة وفهم محتوياتها وتفسيرها عن طريق توضيح الظواهر البشرية والطبيعية بواسطة الرموز الخاصة.
- الرموز والعلامات الاصطلاحية: حيث توضع هذه العلامات والرموز داخل صندوق الدليل، فيتم كتابة كل رمز وبجانبه الدلالة التي يدل عليها، فهنالك العديد من الرموز والعلامات المشهورة لبعض الظواهر البشرية والطبيعية، وفي هذه الحالة لا تُكتب هذه الرموز ويُكتفى برسم دلالاتها داخل الخريطة، فمثلاً: الحدود بين الدول، والسكك الحديدية، وغيرها العديد من الظواهر، أما الظواهر الأخرى غير المشهورة فيجب أن تسجل وتوضع داخل صندوق الدليل عن طريق رسم المربّعات والمستطيلات الصغيرة حيث يُكتب بجانبه دلالة كل منها.
- عنوان الخريطة: وهو عبارة عن عنوان يُكتب بشكل واضح حيث يُمثل التّفاصيل والمعلومات الواردة في الخريطة، ويُكتب هذا العنوان في أعلى الدليل وبالأخص في منطقة المنتصف، وما يميز هذا العنوان هو كتابته بخط عريض أكبر من الخطوط المستخدمة داخل الخريطة، كما أنه يقع غالباً خارج الإطار وأسفل الخريطة تماماً، وفي بعض الأحيان يكتبه البعض أعلى الخريطة.
- مقياس الرسم: يُعرف مقياس الرسم بأنه النسبة بين الأطوال المُقاسة على الرسمة (الخريطة) والأطوال المُقاسة على الحقيقة، وبمعنى آخر هو عبارة عن الطول الموجود على الخريطة مقسوماً على الطول الحقيقي الموجود على أرض الواقع. ومن أهم أنواع مقاييس الرسم ما يأتي:[١]
- المقياس المباشر (الكتابي): يُعد هذا النواع من أبسط أنواع مقاييس الرسم، حيث تُستخدم الألفاظ المكتوبة للتعبير عن وحدات القياس الموجودة على الخريطة وما يقابلها من الوحدات المستخدمة في الواقع.
- المقياس البياني أو النسبي: يُعد هذا النوع من المقاييس من المقاييس المعروفة والتي تُستخدم بشكل كبير، حيث يُبين العلاقة بين وحدات قياس الرسمة وما يقابلها على الواقع، عبر استخدام صورة الكسر على شكل بسط ومقام، حيث يمثل البسط العدد واحد وهو المقياس على الرسمة والمقام عدد صحيح يمثل المقياس على الحقيقة، كالأمثلة الآتية: 50000/1، 100000/1، 50000/1، هذا في حالة المقياس البياني، أما في حال المقياس النسبي فيكتب على صورة نسبة، باستخدام رمز النسبة: 50000:1، 100000:1، وهكذا.
- المقياس الخطي البسيط: حيث يُرسم خط مستقيم على الخريطة، مقسم إلى أجزاء متساوية حيث تُذكر قيم الأطوال على الحقيقة، وهنا يجب التنويه إلى أن وحدات القياس تذكر بصورة كاملة دون استخدام الكسور، وعبر هذا النوع من المقاييس يمكن التغاضي عن العمليات الحسابية، وهو يعد من أفضل وأحسن مقاييس الرسم.
أهمية الخريطة
تُعد الخريطة في العصر الحديث لغةً يستوعبها الكثيرون ويجيدون استعمالها، حيث يتم تبادلها بين الجغرافيين وعلماء التربة، والاقتصاد، والبيئة، بالإضافة لعلماء الاجتماع، والجيولوجيا، كما أن الفنيين والمهندسين يستعملونها لتخطيط المشروعات الهندسية بما يتناسب مع طبيعة البيئة التي تحيط بهذه المشروعات وكذلك الطرق، والخزانات، والأنهار، وتُعد الخرائط مهمةً للزراعيين حيث تقوم بتصنيف التربة ودراسة المجالات التي يمكن أن تستغل فيها، كما أنها مفيدة للجيولوجيون، فهي تساهم في دراسة مشروعات التعدين وكيفية استغلالها في الثروة الطبيعية، وهي مهمة في العمليات العسكرية حيث يتمكن الرجال العسكريون من فهم الأماكن المناسبة للدفاع والأماكن المناسبة للهجوم.[١]
أنواع الخرائط
هنالك أنواع عديدة من الخرائط، منها السياسية، والطبوغرافية، والمادية، وكذلك خرائط الطرق القديمة، وفي ما يأتي توضيح لبعض هذه الأنواع:[٢][٣]
- الخرائط السياسية: وهي عبارة عن الخريطة التي تقوم بتوضيح الحدود، والوحدات، والمعالم السياسية لمنطقة ما، ومن هذه المعالم: الطرق الرئيسية، والولايات، والمقاطعات. وبالنسبة لحجم الخريطة السياسية فهي ذات أحجام متفاوتة اعتماداً على المساحة التي تغطيها، فمنها ما يُغطّي قارةً كاملة، ومنها ما يغطّي ولايةً، وهكذا.
- الخرائط الطبوغرافية: هي عبارة عن نوع من أنواع الخرائط، والتي تعمل على توضيح الارتفاعات التي من الممكن قياسها، كما أنها تحتوي على العناصر نفسها الموجودة في أي خريطة عادية، كالسهم الشمالي والمقياس.
المراجع
- ^ أ ب ت ث By حسام الدين جاد الرب، مبادئ علم الخرائط، صفحة 67-87. بتصرّف.
- ↑ “What is a Topographic Map? – Definition & Features”, www.study.com. Edited.
- ↑ “What is a Political Map?”, www.study.com. Edited.