محتويات
علامات غضب الله على الإنسان
هناك العديد من العلامات التي قد تدلُ على غضب الله -تعالى- على الإنسان، ولكن لا يلزم من وُجودها في الشخص ضرورة أن تكون علامة غضب من الله -تعالى- عليه، فالله -تعالى- هو الأعلم بذلك، ولا يستطيع الإنسان أن يجزم بذلك، ومن هذه العلامات ما يأتي:
قسوة القلب ونزع الرحمة منه
تُعدُّ قسوة القلب من علامات غضب الله -تعالى- على الإنسان؛ لأن هذه القسوة تظهر بسبب كثرة المعاصي والذُنوب، ويُعاقب الله -تعالى- صاحبها بنزع الرحمة من هذا القلب القاسي، وجاء عن مالك بن دينار أنه قال: “قسوة القلب عقوبةٌ للعاصي، ونزع الرحمة منه دليلٌ على غضب الله -تعالى- من صاحبه”.[١]
سخط الإنسان وعدم رضاه
يُعدُّ الشكر سبباً لجلب رضا الله -تعالى-، وبالمُقابل نُكران النِّعم والتسخّط منها وعدم الرضا دليلٌ على شدة غضب الله -تعالى-، وقد وصف الله -تعالى- المُنافقين بكثرة تسخّطهم وعدم رضاهم، فقال -تعالى-: (يَحلِفونَ بِاللَّـهِ ما قالوا وَلَقَد قالوا كَلِمَةَ الكُفرِ وَكَفَروا بَعدَ إِسلامِهِم وَهَمّوا بِما لَم يَنالوا وَما نَقَموا إِلّا أَن أَغناهُمُ اللَّـهُ وَرَسولُهُ مِن فَضلِهِ).[٢][٣]
إمهال الظالم وإمداده بالنعم
من علامات غضب الله -تعالى- على الإنسان أن يمدهُ بالنِعم وهو على المعصية، وهذا نوع من الاستدراج، وقد وصف الله -تعالى- الظّلمة والطُّغاة بقوله: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ).[٤][٥]
عدم التوفيق للتوبة وفعل الخير
إن غفلة الإنسان عن الطاعات والابتعاد عن التوبة هي من عقاب الله -تعالى- له على معاصيه وذُنوبه، فقد أخبر الله -تعالى- أنّه ينسى من غفل عن طاعته وذكره، وانشغل بمعصيته، فقال -تعالى-: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ).[٦][٧]
أسباب غضب الله
توجد العديد من الأمور التي تكون سبباً لغضب الله -تعالى-، ومنها ما يأتي:
الكفر بالله
يُعدُّ الكفر بالله -تعالى- من الأسباب المؤدّية إلى غضبه وعقابه، قال -تعالى-: (وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ الله وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).[٨][٩]
اليمين الكاذبة
يُعدُّ حلف اليمين الكاذبة سببٌ لجلب سخط الله -تعالى- وغضبه على الإنسان، فقد جاء في الحديث الصحيح: (مَن حَلَفَ علَى يَمِينٍ يَقْتَطِعُ بهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هو عَلَيْهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وَهو عليه غَضْبَانُ فأنْزَلَ اللَّهُ -تعَالَى-: {إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} “آل عمران: 77” الآيَةَ).[١٠][١١]
تعدي حدود الله
يجب على الإنسان أن يقف عند حُدود الله -تعالى- وأوامره، وبالمُقابل فإنّ من عصى الله -تعالى- وخالف أوامره وتعدى حُدوده فقد عرّض نفسه لسخط الله -تعالى- وغضبه؛ لقوله -تعالى-: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ).[١٢][١٣]
ترك أوامر النبي
يُعدُّ عصيان النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- ومُعاداته، وترك هديه وسُنته، من الأسباب الجالبة لغضب الله -تعالى- على الإنسان؛ وذلك لما جاء في الحديث: (اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ علَى مَن قَتَلَهُ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في سَبيلِ اللَّهِ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ علَى قَوْمٍ دَمَّوْا وجْهَ نَبِيِّ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-).[١٤][١٥]
كيفية تجنب غضب الله تعالى
توجد العديد من الأعمال التي تعين صاحبها على تجنّب غضب الله -تعالى- والسعي لمرضاته، ومنها ما يأتي:
- شُكر الله -تعالى- على نعمه
سواءً أكان الشُكر باللسان أو الأفعال، لقوله تعالى: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ)،[١٦] ويكون الشُكر باستخدام هذه النّعم في طاعة الله -تعالى-.[١٧]
- الصدقة
لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (الصَّدقةُ تُطفئُ غضَبَ الرَّبِّ وتدفَعُ مِيتةَ السُّوءِ).[١٨][١٩]
- تقوى الله -تعالى-
ويكون ذلك بفعل ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.
المراجع
- ↑ محمود محمد الخزندار (1997)، هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا (الطبعة 2)، الرياض:دار طيبة للنشر والتوزيع، صفحة 462، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:74
- ↑ عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي ، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (الطبعة 4)، جدة:دار الوسيلة للنشر والتوزيع، صفحة 5652، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد، آية:12
- ↑ أحمد سحنون (1992)، دراسات وتوجيهات إسلامية (الطبعة 2)، الجزائر:المؤسسة الوطنية للكتاب، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الحشر، آية:19
- ↑ شمس الدين القرطبي (1964)، الجامع لأحكام القرآن تفسير القرطبي (الطبعة 2)، القاهرة:دار الكتب المصرية، صفحة 43، جزء 18. بتصرّف.
- ↑ سورة النحل، آية:106
- ↑ سعيد القحطاني، عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة، الرياض:مطبعة سفير، صفحة 638، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2356، صحيح.
- ↑ محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 256، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:13-14
- ↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 122، جزء 49. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عكرمة مولى ابن عباس، الصفحة أو الرقم:4074، صحيح.
- ↑ الحسين البغوي (1987)، مصابيح السنة (الطبعة 1)، بيروت:دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 70، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:147
- ↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 168، جزء 31. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3309، أخرجه في صحيحه.
- ↑ محمد الروداني (1998)، جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزَّوائِد (الطبعة 1)، الكويت:مكتبة ابن كثير، صفحة 471، جزء 1. بتصرّف.