'); }
علامات الرياء وصوره
إنَّ من أكثر الأمراض انتشاراً بين الناس هو الرياء فعلى كل إنسان أن يُجاهد في سبيل حماية ذاته منه، فخالق الكون لا يقبل يوم القيامة عملاً ليس خالصاً لوجهه تعالى،[١]ومن علامات الرياء الكسل وتقليل العمل في السر وعلى عكسه النشاط وزيادة العمل في العلن،[٢]فالعمل عند المرائي مرتبط بالمدح بحيث يقل العمل إذا لم يكن بتوابعه مَحمدة،[٣]كما أنَّ للرياء عدة صور منها:[٤]
- الرياء بالعمل: مثال ذلك أن يُطيل المُصلّي في ركوعه وسجوده من باب المُراءاة.
- الرياء بالقول: كمحاولة إظهار غزارة العلم ليُقال له عالم.
- الرياء بالمظهر: كالسعي لإبراز أثر السجود على الجبهة.
'); }
مفهوم الرياء وحكمه
من مفاهيم الرياء إظهار العبادات بقصد رؤية الناس لهم فيُحمد صاحبها، فحبُّ المَحمدة هو جوهر الرياء، ويُعرّف أيضاً السعي من أجل الحصول على العاجل الدنيوي من عند الناس بإظهار الخير وتقديمه على الدائم في الآخرة مما عند الله تعالى والله توعدهم بالعذاب في قوله: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ).[٥][١]وهو أن يُبرز الإنسان عمله الصالح للناس بُغية المدح وتعظيم النفس، وحكمه التحريم فقد قال رسول الله: (أوَّلُ النَّاسِ يُقضَى لَهُم يومَ القيامةِ ثلاثةٌ: رجلٌ استُشْهِدَ فأتيَ بِهِ فعرَّفَهُ نعمَهُ فعرفَها، قالَ: فما عمِلتَ فيها؟ قالَ: قاتلتُ فيكَ حتَّى استُشهِدتُ، قالَ: كذَبتَ، ولَكِنَّكَ قاتلتَ ليقالَ فلانٌ جريءٌ، فقد قيلَ، ثمَّ أمرَ بِهِ، فسُحِبَ على وجهِهِ حتَّى أُلْقيَ في النَّارِ، ورجلٌ تعلَّمَ العِلمَ وعلَّمَهُ، وقرأَ القرآنَ فأتيَ بِهِ فعرَّفَهُ نعمَهُ فعرفَها، قالَ: فما عمِلتَ فيها؟ قالَ: تعلَّمتُ العلمَ وعلَّمتُهُ، وقرأتُ فيكَ القرآنَ، قالَ: كذبتَ، ولَكِنَّكَ تعلَّمتَ العلمَ ليقالَ عالمٌ، وقرأتَ القرآنَ ليقالَ قارئٌ، فقد قيلَ، ثمَّ أمرَ بِهِ، فسُحِبَ على وجهِهِ حتَّى أُلْقيَ في النَّارِ، ورجلٌ وسَّعَ اللَّهُ علَيهِ وأعطاهُ من أصنافِ المالِ كلِّهِ، فأتيَ بِهِ فعرَّفَهُ نعمَهُ، فعرفَها، فقالَ: ما عمِلتَ فيها؟ قالَ: ما ترَكْتُ من سبيلٍ تحبُّ قالَ أبو عبدِ الرَّحمنِ: ولم أفهَم تحبُّ كما أردتُ أن ينفقَ فيها إلَّا أنفقتُ فيها لَكَ، قالَ: كذَبتَ ولَكِن ليقالَ إنَّهُ جوادٌ، فقد قيلَ، ثمَّ أمرَ بِهِ، فسُحِبَ علَى وجهِهِ، فأُلْقيَ في النَّارِ)[٦][٧]
البعد عن الرياء
إنَّ من يجعل عمله لله وللرياء فقد أشرك مع الله في عمله، ومن أراد مِن عمله مدح الناس فقط رأى فيه بعض العلماء أنه دخل في النفاق والشرك ويخرج من الملّة، ومن أجل تجنّب الوقوع في ذلك هناك عدة أمور تساعد في الابتعاد عن الرياء أبرزها:[٤]
- زيادة قوة الإيمان في القلب، وهي من أكثر الأمور التي يعصم بها الله عباده من وساوس الشيطان واتباع الشهوات.
- الزيادة في تعلّم العلوم الشرعية، وبالذات علوم العقيدة للتيقّن من عظمة الله وضعف خلقه.
- الإلحاح في الدعاء واللجوء للواحد القهار لإبعاد شرور النفس والشيطان، وزراعة الإخلاص في قلبه.
- التيقّن من سوء الرياء فهو يُضيع الأجر ويُخسر الجنة.
- المحافظة على كل أسباب عدم الوقوع في الرياء؛ كإخفاء العبادات المُستحبّة والابتعاد عن أهل المدح والرياء.
المراجع
- ^ أ ب فضل محمد البرح (14-7-2010)، “سيئة القلوب: الرياء”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2018. بتصرّف.
- ↑ محمد بن أحمد ميارة المالكي (2008)، الدر الثمين والمورد المعين، القاهرة: دار الحديث، صفحة 577. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر ، قطر: موقع الشبكة الإسلامية، صفحة 17، جزء 36. بتصرّف.
- ^ أ ب “الرياء”، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الماعون، آية: 4-7.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3137 ، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، السعودية: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 103-107، جزء 70. بتصرّف.