'); }
تعريف الألبيدو
الألبيدو مصطلح فيزيائي يشير إلى كمية غير مادية تعبر عن مدى قدرة الأسطح على عكس الطاقة الشمسية، وتتفاوت تلك الكمية بين الرقمين 0-1 باختلاف درجة قتامة السطح، حيث يؤشر الرقم صفر إلى قتامة السطح والرقم واحد إلى سطوعه أو بياضه، وهكذا يكون السطح ذو القيمة صفر ممتصاً مثالياً للطاقة، بينما يكون السطح ذو القيمة واحد عاكساً مثالياً. ويمكن استنباط درجة الألبيدو بشكل حدسي بين العامة في التعاملات اليومية كتفضيل ارتداء الملابس البيضاء في فصل الصيف أو تجنب ملامسة الأسفلت المعرض لأشعة الشمس المباشرة.[١]
الألبيدو في علم الفلك
يستخدم الفلكيون درجة الألبيدو على الكواكب لتحديد مركبات وسوائل السطح، وذلك من خلال مقارنة درجة السطوع بقطر الكوكب والمسافة بينه وبين الأرض، وبما أنَّ الأسطح الكبيرة في الكواكب والكوكيبات يمكن أن تضم أكثر من مادة واحدة في حالات مختلفة صلبة وسائلة وغازية، فإنَّ متوسط سطوع مجموع تلك المواد هو مقياس الألبيدو بين الكواكب، فيما يعرف ببوند ألبيدو، نسبة إلى الفلكي جورج بوند الذي استطاع المقارنة بين درجة سطوع الشمس والقمر والمشترى في عام 1861م.[٢]
'); }
الألبيدو والتغير المناخي
قياس ألبيدو الأرض ضروري للغاية عند البحث في عملية التغير المناخي للكوكب، حيث إنَّ الرقم الحالي وهو 0.39 يشير إلى مدى التوازن بين كمية الطاقة التي يعكسها كوكب الأرض، وبين تلك التي يمتصها، وتغير ذلك الرقم يعني تغير ميزان حرارة كوكب الأرض.[٣]
إنَّ ظاهرة الاحتباس الحراري تسبب تغير ألبيدو الأرض، وذلك لأنَّ كمية الثلوج التي تغطي سطح الكوكب عند القطبين وغيرهما تنخفض تأثرًا بارتفاع درجة الحرارة، ما يعني تقلص المساحة البيضاء على الكوكب، وبالتالي تقليل درجة السطوع الكلية وانعكاس الطاقة، فتمتص الأرض كميات أكبر من الطاقة الصادرة من الشمس فترتفع درجة حرارتها أكثر، إنَّ تلك الدورة تمثل خطورة كبيرة على بقاء الكائنات الحية على الكوكب، ولذلك فإن ظاهرة ذوبان ثلوج القطب الشمالي مثيرة للقلق بشكل كبير لدى العلماء لمسؤوليته المباشرة عن التغيرات المناخية غير المتوقعة للأسباب السابق ذكرها.[٣]