مدن عربية

جديد ما هي طنجة

مقالات ذات صلة

طنجة

مدينة طنجة (بالإنجليزيّة: Tangier) هي مدينة مغربيّة وعاصمة منطقة الشّمال في المغرب، وتتمتّع بأهميّة كبيرة في المملكة المغربيّة؛ لأنّها من أبرز الوُجهات السياحيّة فيها، وإحدى أقوى مُدنها اقتصاديّاً؛ حيث إنّها من أغنى مُدن المغرب. تُشكّل مدينة طنجة مركزاً ثقافياً مهمّاً، ليس فقط في المغرب، بل في قارة أفريقيا؛ ففيها العديد من المتاحف، والمسارح، والمعارض الفنيّة،[١][٢] ومن أشهر الشخصيّات الطنجيّة ابن بطوطة الذي وُلد في المدينة عام 1304م، ونشأ فيها.[٣]

تُعدّ طنجة إحدى كُبرى المُدن المغربيّة من حيث عدد السكّان وفق إحصاءات عام 2014م؛ إذ بلغ تعداد مدينة طنجة السكانيّ 1.065.601 نسمة، وهي بذلك تحتلّ المرتبة الرّابعة بين مُدن المملكة المغربيّة من حيث عدد السكّان، بعد كلٍّ من مُدن: الدّار البيضاء، ومراكش، وفاس.[٤]

تختلف الرِّوايات حول سبب تسمية طنجة بهذا الاسم، لكنّ أشهرَها هي الرّواية التي تعود إلى عهد نوحٍ عليه السّلام، عندما طفَت سفينته فترةً من الوقت، وكان ومن معه يبحثون عن اليابس ليرسوا سفينتهم، حينها حطّت حمامة على السّفينة وكان على رجليها طين، فصاح مَن على المركب: (الطين جا، الطين جا)، ومنها جاء اسم طنجة، وتُرجّح رواية أُخرى تسمية المدينة تيمُّناً بطنجيس والدة الملك الأمازيغيّ سوفاكس، وهو من أسّس المدينة عام 1320ق.م.[٢]

جغرافيّة طنجة

الموقع

مدينة طنجة هي من أهمّ المُدن في المملكة المغربيّة، والسّبب في هذا هو موقعها الاستراتيجيّ المُميَّز؛ حيث تقع في أقصى شمال دولة المغرب، وهي أقرب مدينة عربيّة وإفريقيّة لقارّة أوروبا؛ إذ تبعُد عنها 14كم فقط، كما تُطلّ على ساحلي أكثر البحار والمحيطات أهميّةً في العالم، وهما: البحر الأبيض المتوسّط، والمحيط الأطلسيّ،[١] وإضافةً إلى ما سبق فإنّ مضيق جبل طارق يقع فيها، وهو رابط ذو أهميّة كبيرة جداً، يربط قارّة أوروبا بقارّة أفريقيا.[٢] تمتد إحداثيات المدينة بين خط طول ′46°35 شمالاً، وخط عرض ′48°5 غرباً.[٥]

المُناخ

تتمتّع طنجة بمُناخ لطيف جدّاً بشكل عامّ؛ بسبب وقوعها على سواحل البحر، فصيفها دافئ؛ تصل أعلى درجة حرارة فيه إلى ما يُقارب 28 درجةً سيليزيةً في شهر آب، أمّا شتاؤها فهو بارد رطب؛ تصل أقلّ درجة حرارة فيه إلى 8 درجات سيليزية تقريباً، وتتعرّض المدينة إلى هطول أمطار غزيرة في بعض الأحيان؛ حيث يزيد معدّل الهطول المطريّ فيها عن 700ملم سنويّاً، كما تشهد طنجة هبوب رياح شديدة تستمرّ طوال فصول السّنة؛ بسبب موقع المدينة المفتوح على البحار.[١][٢]

تاريخ طنجة

يعود أوّل تاريخ مُتداول لمدينة طنجة إلى ما قبل التّاريخ، حتّى إنّ هناك أساطير إغريقيّةً قديمةً مُنتشرةً بشكل كبير عن قصّة تأسيس المدينة،[٦] لكنّ أوّل تاريخ مُدوَّن لمدينة طنجة يعود إلى العهد الفينيقيّ، كما مرّت بها الحضارة البونيقيّة، وحضارة الوندال، وغيرها من الحضارات التي ما زالت آثارها قائمةً في المدينة، وقد تعاقب على احتلالها كلّ من: الرّومانيّين، والإسبانيّين، والبرتغاليّين.[١][٧]

وفي عام 711م، شكّلت مدينة طنجة نقطةً عسكريّةً مركزيّةً لجيوش الفتح الإسلاميّ، التي تحرّكت صوب الأندلس لفتحها بقيادة طارق بن زياد، واتّخذتها هذه الجيوش مكاناً لتنظيم حملاتها وصفوفها. اكتسبت مدينة طنجة أهميّةً تجاريّةً واسعةً في عام 1471م، عندما برزت كنقطة لشحن البضائع ونقلها بين العرب والبرتغاليّين في ذلك الوقت، وعندها تنبّهه الأوروبيّون لأهميّة هذه المدينة الاستراتيجيّة، ممّا جعلها مطمَعاً لهؤلاء الأوروبيّين؛ فبدءاً من عام 1471م وحتّى عام 1684م، تعرّضت المدينة لاحتلال إسبانيا والبرتغال.[٧]

استعاد المولى إسماعيل المدينة من أيدي الاحتلال البريطانيّ في عام 1684م، ودخلت طنجة في فترة السّلاطين العلويّين، ومن أبرزهم: المولى إسماعيل، وسيدي محمد بن عبد الله، وتُعدّ هذه من أهمّ المراحل في تاريخها؛ من حيث الثّقافة، والعمران، كما شهدت هذه الفترة التاريخيّة ازدهاراً واسعاً للمدينة؛ حيث استعادت مكانتها بوصفها مركزَ ربط رئيسيّاً بين دول أوروبا والعالم العربيّ، ممّا أدّى إلى تطوّر العمارة فيها؛ فبُنِيت العمارات، والقصور، والبوّابات، وتوافد إلى المدينة الأجانب من مُختلف البلدان، وبُنيَت لهم كنائس ومرافق خاصّة بهم، وفي عام 1830م أصبحت طنجة مدينةً دوليّةً تضم 10 قُنصليّاتٍ لدُول مختلفة.[٧]

في بداية القرن العشرين، خضعت المدينة لحُكم دوليّ بموجب اتّفاق وُقِّعَ في عام 1925م؛ يقضي بأن يحكم المدينةَ مجلسٌ دوليٌّ مُمثَّل بعدّة دُول كبرى، إلى جانب جمعيّة تشريعيّة يرأسها ممثّل سلطان المغرب، وفي عام 1929م، اتّفقت كلّ من إنجلترا، وإسبانيا، وفرنسا على توقيع اتّفاق حول المدينة، ووضعها تحت هيئة تشريعيّة دوليّة تُشرف عليها، لكنّ إسبانيا أخضعتها لمُراقبتها الخاصّة. شهدت المدينة في النصف الأوّل من القرن العشرين فوضى سياسيّةً عارمةً، وعاشت حالةً من عدم الاستقرار السياسيّ، ممّا أدّى إلى تعاقُب الحُكم عليها من قِبَل عدّة أطراف، حتّى أنهت إسبانيا الإشراف الدوليّ أخيراً عام 1956م، وعادت المدينة جزءاً من المملكة المغربيّة.[٧]

معالم طنجة

في مدينة طنجة عدد كبير من المعالم السياحيّة والثقافيّة والتاريخيّة الشيّقة، التي تعود إلى حِقَب مختلفة، وتُجسّد الحضارات والتاريخ العريق الذي مرّت به المدينة، ومن أبرز معالم المدينة:

  • القصبة: من أهمّ معالم طنجة، وتُسمّى أيضاً قصبة غيلان، وفيها قصر القصبة، وجامع القصبة. تقع القصبة على طرف وادي الحلق، قرب مضيق جبل طارق، وتطُلّ على المحيط، ممّا منحها إطلالةً ساحرةً على شواطئ طنجة.[٨]
  • مغارة هرقل: هي من كُبرى المغارات في أفريقيا؛ حيث تمتدّ مسافة 30كم داخل الجبل، وتُطلّ على المحيط الأطلسيّ، وتستقطب هذه المغارة أعداداً كبيرةً من السيّاح؛ لما ترتبط به من أساطير وروايات حولها.[٩]
  • كنيسة القدّيس أندرو: لدى هذه الكنيسة أكثر التّصاميم المعماريّة فرادةً في العالم؛ حيث بُنِيت تبعاً للتّصاميم المعماريّة الإسلاميّة، وتُشبه أبراجُها الصّوامعَ الإسلاميّة في طريقة بنائها، كما تضمّ داخلها منحوتاتٍ وزخارفَ مُميّزةً جدّاً.[١٠]
  • متحف الفنون المغربيّة: يقع هذا المتحف في القصبة، ويُعرَف أيضاً باسمَي: دار المخزن، وقصر السّلطان، وقد بُنيَ في القرن السّابع عشر الميلادي، ويتميّز بإطلالته السّاحرة على مضيق جبل طارق، ومدينة طنجة القديمة.[١١]
  • متحف المفوّضيّة الأمريكيّة: يضمّ المتحف مجموعةً كبيرةً من تاريخ العلاقات المغربيّة الأمريكيّة، ويعرِض لوحاتٍ فنيّةً، ومنحوتاتٍ، وتُحفاً، إلى جانب مجموعة قيِّمة من الوثائق المهمّة بين البلدَين.[١٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث “طنجة”، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2017.
  2. ^ أ ب ت ث “مدينة طنجة”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2017.
  3. “ابن بطوطة الطنجي”، دعوة الحق – وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2017.
  4. “POPULATION LÉGALE DES RÉGIONS, PROVINCES, PRÉFECTURES, MUNICIPALITÉS, ARRONDISSEMENTS ET COMMUNES DU ROYAUME D’APRÈS LES RÉSULTATS DU RGPH 2014 (12 Régions)”, Recensement Général de la Population et de l’Habitat 2014, Retrieved 17-3-2017.
  5. “GeoHack – Tangier”, GeoHack, Retrieved 17-3-2017.
  6. “مدينة طنجة.. الأسطورة أكثر شهرة من الحقيقة”، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2017.
  7. ^ أ ب ت ث “طنجة”، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2017.
  8. “القصبة”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2017.
  9. “مغارة هرقل”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2017.
  10. “كنيسة القدّيس أندرو”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2017.
  11. “متحف الفنون المغربيّة”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2017.
  12. “متحف المفوّضيّة الأمريكيّة القديم”، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى