النوافل

ما هي صلاة قيام الليل

تعريف قيام الليل

قيام الليل هو: إحياء الليل بأيّ نوعٍ من أنواع العبادة، كالصلاة، والتسبيح، وقراءة القُرآن، وغيرها، ولا يُشترَط فيه قيام الليل كاملاً، أو أكثره، ويكفي قيام جُزء منه، وقد ذهب بعض العُلماء إلى أنّ قيام الليل هو صلاة الليل نفسها، كالبيضاوي، ورأى آخرون، كحسن بن عمار صاحب كتاب مراقي الفلاح أنّ قيام الليل يجب أن يكون لِمُعظم الليل بالطاعة.[١]

مشروعيّة صلاة قيام الليل

حُكم صلاة قيام الليل

قيام الليل من السُّنَن المُستحَبّة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقد جاء في فضله والترغيب فيه الكثير من الأدلّة، ومنها قوله -تعالى-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا*وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)،[٢] وقوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[٣][٤]

حُكم قيام الليل بعد الوَتر

الأفضل في حَقّ الإنسان الذي يُريد أن يُؤدّي صلاة قيام الليل، وكان مُتأكّداً من أنّه سيقوم لها أن يُؤخّر صلاة الوَتر؛ ليختمَ بها قيامه؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)،[٥] ويجوز لِمَن صلّى الوَتر في أوّل الليل وأراد القيام في آخره أن يُصلّي ما شاء من الركعات؛ فالأمر في الحديث من باب الاستحباب وليس من باب الوجوب؛ فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يُصلّي بعد الوَتر ركعتَين جالساً.[٦]

كيفيّة صلاة قيام الليل

عدد ركعات قيام الليل

اتَّفق الفُقهاء على أنّ صلاة الليل ليس لها عددٌ مُعيَّن؛ فكُلّما زاد الإنسان فيها، زاد أجره، إلّا أنّهم اختلفوا في غالب فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كان يُصلّي في الغالب من أحواله إحدى عشرة ركعة، وأحياناً ثلاث عشرة ركعة مع الوَتر، وعندما كبر في العُمر كان يُصلّي تسع ركعات، وأحياناً سبع ركعات، وقد سُئِلت عائشة -رضي الله عنها- عن قيام النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فقالت: (سَبْعٌ، وتِسْعٌ، وإحْدَى عَشْرَةَ، سِوَى رَكْعَتي الفَجْرِ)،[٧][٨] واختلف الفُقهاء في كيفيّة صلاة الليل، وبيان ذلك فيما يأتي:[٩][١٠]

  • جمهور الفقهاء: ذهب المالكيّة، والشافعية، والحنابلة وبعض الحنفية إلى أنّها تُصلّى ركعتَين ركعتَين؛ فيُسلِّم المُصلّي بعد كُلّ ركعتَين، واستدلّوا بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى).[١١].
  • أبو حنيفة: ذهب أبو حنيفة إلى أنّ المُصلّي في خيار من أمره بين صلاة ركعتَين، أو أربعٍ، أو ستٍّ، أو ثمانٍ بتسليمة واحدة، واستدلّ بظاهر الأحاديث التي وردت عن عائشة -رضي الله عنها-، كقولها: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي مِنَ اللَّيلِ ثلاثَ عَشرةَ رَكْعةً، يوترُ منها بخَمسٍ، لا يجلِسُ في شيءٍ منَ الخمسِ، حتَّى يجلِسَ في الآخرةِ فيسلِّمُ).[١٢]

كيفيّة القراءة في قيام الليل

تجوز لقائم الليل الصلاة سرّاً، أو جهراً، واختلف الفُقهاء في الأفضليّة بينهما على أقوال، كما يأتي:[١٣]

  • الحنفيّة والحنابلة: ذهبوا إلى أنّ المُصلّي مُخيَّر بين الجَهر، والإسرار؛ فذهب الحنفيّة إلى أنّ الجَهر أفضل ما لم يُزعج غيره، أمّا الحنابلة فذهبوا إلى أنّ الجَهر أفضل إن كان ذلك يُنشّطه لقيام الليل، أو لوجود من يستمع إليه وينتفع بقراءته، ويكون الإسرار أفضل بوجود غيره، أو من ينزعج بصوته، وهو مُخيَّرٌ في ما سوى هذه الحالات بينهما، واستدلّوا بفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد سأل عبدالله بن أبي قيس عائشة عن قراءة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في صلاة الليل؛ بالجَهر، أو السرّ، فقالت: (كلُّ ذلك قد كان يفعلُ ، ربَّما أسرَّ بالقراءةِ ، وربُّما جهرَ فقلْتُ : الحمدُ للهِ الذي جعلَ في الأمرِ سعةً).[١٤]
  • المالكيّة: الأفضل عندهم الجَهر في صلاة الليل ما لم يُزعج غيره، فإن أزعج غيره كان حراماً، والإسرار فيها خِلاف الأفضليّة.
  • الشافعيّة: الأفضل عندهم التوسُّط بين الجَهر، والإسرار، بشرط ألّا يُزعجَ غيره.

الأفضليّة بين طول القيام و كثرة الركعات

اختلف الفُقهاء في الأفضليّة بين تطويل صلاة القيام، وزيادة عدد الركعات فيها، إلى عدّة أقوال، وبيانها فيما يأتي:[١٥]

  • القول الأوّل: إطالة القيام أفضل من كثرة عدد الركعات، فمثلاً من يُصلّي ركعتَين ويُطيل فيهما أفضل ممّن يُصلّي أربعاً لا يُطيل فيهنّ، وقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ طُولُ القُنُوتِ)؛[١٦] والقنوت هو القيام نفسه، وكان من فِعله -عليه الصلاة والسلام- المُداومة على التهجُّد مع الإطالة فيه، وهو قول جُمهور الفُقهاء من الحنفية، والشافعية، وفي رواية عند المالكية، ورواية عند الحنابلة، وزاد الشافعية أنّ هذا يكون في حالة الصلاة قائماً، أمّا إن صلّى جالساً فإنّ كثرة العدد أفضل من طول القيام؛ لتساويهما في المَشقّة حال الجُلوس.
  • القول الثاني: تكون إطالة القيام أفضل إن لم يكن للمُسلم وردٌ من القُرآن يقرؤه، أمّا إن كان له وِرْدٌ فكثرة الركعات أفضل، وهو قول أبو يوسف من الحنفيّة.
  • القول الثالث: كثرة الركعات أفضل من إطالة القيام، واستدلّ القائلون بذلك بالأحاديث التي تَحُثّ على كثرة السجود، كحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي قال فيه: (عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً)،[١٧] والسجود لا يكون إلّا لله -تعالى-، ويكون في الفَرض، والنَّفل، أمّا القيام فهو يسقُط في حال النافلة، وهو قول المالكية في المشهور عندهم، وفي رواية عن الحنابلة.
  • القول الرابع: كثرة الركعات وطول القيام سواء، ولا أفضليّة لأحدهما على الآخر؛ لوجود دليلٍ على كُلٍّ منهما، وهو قول عند الحنابلة.

مراتب قيام الليل

قسَّمَ العُلماء قيام الليل إلى عدّة مراتب، وبيانها فيما يأتي:[١٨]

  • المرتبة الأولى: قيامُ الليل كُلّه.
  • المرتبة الثانية: قيام نصف الليل؛ وذلك بالنوم في الثُّلث الأوّل منه، والسُّدس الأخير منه فقط.
  • المرتبة الثالثة: قيام ثُلث الليل؛ وذلك بنوم النصف الأوّل منه، والسُّدس الأخير منه؛ وهو قيام نبيّ الله داود -عليه السلام-، ويُعَدّ أفضل القيام؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وأَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ).[١٩]
  • المرتبة الرابعة: قيام سُدس الليل، أو خُمسه، وأفضله القيام في النصف الأخير منه.
  • المرتبة الخامسة: قيام الليل من غير تقدير ولا حسابٍ للوقت؛ فقد كان بعض الصحابة يقوم في أوّل الليل حتى ينعس، فينام، فإذا استيقظ من الليل صلّى، وإذا نعس نام، وهكذا حتى الصباح، أو ينام في أوّل الليل، وعندما يستيقظ يقوم ما تبقّى من الليل.
  • المرتبة السادسة: القيام بمقدار صلاة ركعتَين، أو أربع ركعات.

أفضل أوقات الليل للقيام

اتَّفَق الفُقهاء على أنّ أفضل وقتٍ لقيام الليل هو الثُّلث الأخير منه؛ لأنّه وقت تنزُّل الله -تعالى- بالرحمة، وهو وقت استجابة الدُّعاء، كما أنّه وقت يغفل عنه الناس، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إن أقربَ ما يكونُ الرَّبُّ من العبدِ جوفُ الليلِ الآخِرِ، فإن استطعتَ أن تكونَ ممن يَذكرُ اللهَ في تلك الساعةِ فكُنْ)؛[٢٠]فالعبادة في آخر الليل أفضل من أوّله للحديث المذكور.[٢١]

فضل قيام الليل

لقيام الليل الكثير من الفضائل التي جاءت الأدلّة ببيانها، ومنها ما يأتي:[٢٢]

  • مُحافظة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها حتى تتشقّق قدماه؛ قالت عائشة -رضي الله عنها- في صفة صلاة النبيّ بالليل: (كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ).[٢٣]
  • قيام الليل من أسباب دُخول الجنّة، ورَفع الدرجات فيها، وهو سبب لتكفير السيّئات؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ ، و أطْعِمُوا الطَّعامَ ، وصِلُوا الأرحامَ ، و صلُّوا باللَّيلِ و النَّاسُ نيامٌ ، تدخُلوا الجنَّةَ بسَلامٍ).[٢٤]
  • المُحافظة على قيام الليل من صفات المُحسنِين؛ قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ).[٢٥]
  • مَدْح الله -تعالى- لقائم الليل، وشهادته له بالإيمان؛ قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).[٢٦]
  • قيام الليل أفضل الصلوات بعد الفريضة، وهو شرف المؤمن، كما أنّ صاحبه يُغبَط عليه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).[٢٧]
  • قراءة القُرآن الكريم في قيام الليل من أعظم الغنائم؛ لِما في ذلك من الأُجور العظيمة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ).[٢٨]

آثار قيام الليل

هُناك العديد من الفوائد والآثار لقيام الليل، ومنها ما يأتي:[٢٩]

  • يُعَدّ شُكراً لله -تعالى- على نِعَمه، وطريقاً لزيادة الخير، كما أنّه ينهى فاعله عن المعاصي.
  • يجعلقيام الليل اللذّة في قلب فاعله، والنور في وجهه.
  • يُعَدّ سبباً في صلاح الأولاد، وسَعة الرِّزق.
  • يُعَدّ من أسباب إجابة الدُّعاء، ونَيل مَحبّة الله -تعالى-، والنجاة من الفِتَن.

آداب قيام الليل

لقيام الليل العديد من الآداب التي ينبغي على المُسلم الحرص عليها، ومنها ما يأتي:[٣٠]

  • عَقد النيّة عند النوم على الاستيقاظ لقيام الليل، فإن غلبه النُّعاس ونام، كُتِب له الأجر كاملاً؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما منِ امرئٍ تَكونُ لَهُ صلاةٌ بليلٍ يغلبُهُ عليْها نومٌ إلاَّ كتبَ لَهُ أجرُ صلاتِهِ وَكانَ نومُهُ عليْهِ صدقةً).[٣١]
  • التوجُّه إلى الله -تعالى- بالدعاء حين الاستيقاظ لقيام الليل، وذلك بالدُّعاء الوارد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في قوله: (مَنْ تعارَّ مِنَ الليلِ، فقال حينَ يستيقظُ: لَا إلهَ إلَّا اللهُ ، وحدَه لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ، ولَهُ الحمدُ، يُحْيِي ويميتُ، بيدِهِ الخيرُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ؛ سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ، ثُمَّ قال: اللهمَّ اغفرْ لي، أوْ دعا اسْتُجِيبَ لَهُ، فإِنْ قام فتوضَّأَ ثُمَّ صلَّى قُبِلَتْ صلاتُهُ).[٣٢]
  • استفتاح صلاة الليل بركعتَين خفيفتَين؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كان يفتتح قيامه بركعتَين خفيفتَين.
  • إيقاظ الأهل لقيام الليل؛ فقد ورد عن أُم سلمة -رضي الله عنها-؛ زوج النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، أنّها قالت: (اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً فَزِعًا، يقولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الخَزَائِنِ، ومَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الفِتَنِ، مَن يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ – يُرِيدُ أزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ – رُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ).[٣٣]
  • تَرك الصلاة عند النُّعاس الشديد؛ فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إذَا نَعَسَ أحَدُكُمْ وهو يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ، حتَّى يَذْهَبَ عنْه النَّوْمُ، فإنَّ أحَدَكُمْ إذَا صَلَّى وهو نَاعِسٌ، لا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ).[٣٤]
  • إطالة القيام عند الاستطاعة.
  • الصلاة بقَدر الاستطاعة، وعدم إرهاق النَّفْس، مع المُحافظة عليها ولو بقَدرٍ قليل؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ).[٣٥]
  • البقاء مع الإمام حتى يُنهي صلاته كاملة إن كان يُصلّي في جماعة؛ لأنّ الله -تعالى- يكتب له أجر قيام الليل كاملاً؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).[٣٦]

كيف أحافظ على قيام الليل

هُناك الكثير من الأُمور التي تُعين على قيام الليل، وتُحفِّز المُسلم للمحافظة عليه، ومنها ما يأتي:[٣٧]

  • عدم إرهاق النَّفس خلال النهار بالأعمال الشاقّة التي قد تُضعف الجسم عن القيام.
  • عدم تَرك القيلولة خلال النهار؛ لتكون عوناً للمسلم في قيام الليل؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (قِيلُوا، فإنَّ الشياطينَ لا تَقِيلُ).[٣٨]
  • اجتناب الذُّنوب؛ حتى لا تكون سبباً يحول دون قيام الليل؛ بسبب قسوة القلب، وبالتالي الحيلولة بينه وبين رحمة الله -تعالى-؛ فمَن أحسنَ في النهار، وُفِّقَ في الليل.
  • عدم المُبالغة في تنعيم الفراش؛ حتى لا يكون سبباً في الحيلولة دون قيام الليل؛ فالسيّدة عائشة -رضي الله عنها- لمّا سُئِلت عن فِراش النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، قالت: (إنَّما كان فِرَاشُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الذي يَنامُ عليهِ من أَدَمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ).[٣٩]
  • عدم الإكثار من اللَّغو، وفي المُقابل يجب الإكثار من ذِكر الله -تعالى-؛ لأنّ الذِّكر يُحيي القلب، وصاحبه مُوفَّقٌ إلى قيام الليل.
  • عدم أكل الحرام، والاجتهاد في طلب الحلال.
  • تجنُّب الحقد والبغضاء للمُسلمين، مع المُحافظة على سلامة القلب من أمراض القُلوب.
  • عدم الرُّكون إلى الدُّنيا، والإكثار من ذِكر يوم القيامة، والقبر، وأهوالهما، وتذكُّر أنّ الدُّنيا فانية لا محالة.
  • الإكثار من سماع الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة التي تُبيّن فضل قيام الليل، والتفكُّر فيها، وتذكُّر حلاوة الوقوف بين يدَي الله -تعالى-.

المراجع

  1. “هل هناك فرق بين صلاة الليل و قيام الليل”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
  2. سورة الفُرقان، آية: 63-64.
  3. سورة الذاريات، آية: 15-18.
  4. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، عمان: المكتبة الإسلامية ، صفحة 139، جزء 2. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 998، صحيح.
  6. “حكم التنفل بعد الوتر”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2020. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1139 ، صحيح.
  8. محمود محمد خطاب السّبكي (1977)، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)،  : المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 181-182، جزء 5. بتصرّف.
  9. عبدالله بن مانع بن غلاب العتيبي (2014)، فقه عمل اليوم والليلة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار التدمرية، صفحة 259-260، جزء 1. بتصرّف.
  10. “صِفةُ صَلاةِ القِيامِ”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2020. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 749، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1338، صحيح.
  13. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 125-126، جزء 34. بتصرّف.
  14. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 449، صحيح.
  15. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت ، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 126-126، جزء 34. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن وبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 488، صحيح.
  18. نجم الدين أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي (1978)، مُخْتََصَرُ مِنْهَاجِ القَاصِدِينْ، دمشق: مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ، صفحة 68-69. بتصرّف.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3420، صحيح.
  20. رواه الألباني ، في صحيح ابن خزيمة، عن عمرو بن عبسة، الصفحة أو الرقم: 1147 ، إسناده صحيح.
  21. محمود محمد خطاب السّبكي (1977)، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)،  : المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 180-181، جزء 5. بتصرّف.
  22. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، قيام الليل فضله، وآدابه، والأسباب المُعينة عليه في ضوء الكتاب والسُنة، صفحة 7-14. بتصرّف.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4837، صحيح.
  24. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن سلام، الصفحة أو الرقم: 616، صحيح.
  25. سورة الذاريات، آية: 16-17.
  26. سورة السجدة، آية: 15.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1163، صحيح.
  28. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1398، صحيح.
  29. محمد بن إبراهيم بن سليمان الرومي (2013)، قيام الليل (الطبعة الأولى)، الرياض: دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع، صفحة 139-144. بتصرّف.
  30. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 652-657، جزء 8. بتصرّف.
  31. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1314، صحيح .
  32. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 1154، صحيح.
  33. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 7069، صحيح.
  34. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 212، صحيح .
  35. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6464، صحيح.
  36. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1363، صحيح.
  37. وحيد بن عبد السلام بالي، الأمور الميسرة لقيام الليل، السعودية: دار الضياء للنشر والتوزيع، صفحة 66-74. بتصرّف.
  38. رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6150 ، صحيح.
  39. رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 282، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

تعريف قيام الليل

قيام الليل هو: إحياء الليل بأيّ نوعٍ من أنواع العبادة، كالصلاة، والتسبيح، وقراءة القُرآن، وغيرها، ولا يُشترَط فيه قيام الليل كاملاً، أو أكثره، ويكفي قيام جُزء منه، وقد ذهب بعض العُلماء إلى أنّ قيام الليل هو صلاة الليل نفسها، كالبيضاوي، ورأى آخرون، كحسن بن عمار صاحب كتاب مراقي الفلاح أنّ قيام الليل يجب أن يكون لِمُعظم الليل بالطاعة.[١]

مشروعيّة صلاة قيام الليل

حُكم صلاة قيام الليل

قيام الليل من السُّنَن المُستحَبّة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقد جاء في فضله والترغيب فيه الكثير من الأدلّة، ومنها قوله -تعالى-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا*وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)،[٢] وقوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[٣][٤]

حُكم قيام الليل بعد الوَتر

الأفضل في حَقّ الإنسان الذي يُريد أن يُؤدّي صلاة قيام الليل، وكان مُتأكّداً من أنّه سيقوم لها أن يُؤخّر صلاة الوَتر؛ ليختمَ بها قيامه؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)،[٥] ويجوز لِمَن صلّى الوَتر في أوّل الليل وأراد القيام في آخره أن يُصلّي ما شاء من الركعات؛ فالأمر في الحديث من باب الاستحباب وليس من باب الوجوب؛ فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يُصلّي بعد الوَتر ركعتَين جالساً.[٦]

كيفيّة صلاة قيام الليل

عدد ركعات قيام الليل

اتَّفق الفُقهاء على أنّ صلاة الليل ليس لها عددٌ مُعيَّن؛ فكُلّما زاد الإنسان فيها، زاد أجره، إلّا أنّهم اختلفوا في غالب فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كان يُصلّي في الغالب من أحواله إحدى عشرة ركعة، وأحياناً ثلاث عشرة ركعة مع الوَتر، وعندما كبر في العُمر كان يُصلّي تسع ركعات، وأحياناً سبع ركعات، وقد سُئِلت عائشة -رضي الله عنها- عن قيام النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فقالت: (سَبْعٌ، وتِسْعٌ، وإحْدَى عَشْرَةَ، سِوَى رَكْعَتي الفَجْرِ)،[٧][٨] واختلف الفُقهاء في كيفيّة صلاة الليل، وبيان ذلك فيما يأتي:[٩][١٠]

  • جمهور الفقهاء: ذهب المالكيّة، والشافعية، والحنابلة وبعض الحنفية إلى أنّها تُصلّى ركعتَين ركعتَين؛ فيُسلِّم المُصلّي بعد كُلّ ركعتَين، واستدلّوا بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى).[١١].
  • أبو حنيفة: ذهب أبو حنيفة إلى أنّ المُصلّي في خيار من أمره بين صلاة ركعتَين، أو أربعٍ، أو ستٍّ، أو ثمانٍ بتسليمة واحدة، واستدلّ بظاهر الأحاديث التي وردت عن عائشة -رضي الله عنها-، كقولها: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي مِنَ اللَّيلِ ثلاثَ عَشرةَ رَكْعةً، يوترُ منها بخَمسٍ، لا يجلِسُ في شيءٍ منَ الخمسِ، حتَّى يجلِسَ في الآخرةِ فيسلِّمُ).[١٢]

كيفيّة القراءة في قيام الليل

تجوز لقائم الليل الصلاة سرّاً، أو جهراً، واختلف الفُقهاء في الأفضليّة بينهما على أقوال، كما يأتي:[١٣]

  • الحنفيّة والحنابلة: ذهبوا إلى أنّ المُصلّي مُخيَّر بين الجَهر، والإسرار؛ فذهب الحنفيّة إلى أنّ الجَهر أفضل ما لم يُزعج غيره، أمّا الحنابلة فذهبوا إلى أنّ الجَهر أفضل إن كان ذلك يُنشّطه لقيام الليل، أو لوجود من يستمع إليه وينتفع بقراءته، ويكون الإسرار أفضل بوجود غيره، أو من ينزعج بصوته، وهو مُخيَّرٌ في ما سوى هذه الحالات بينهما، واستدلّوا بفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد سأل عبدالله بن أبي قيس عائشة عن قراءة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في صلاة الليل؛ بالجَهر، أو السرّ، فقالت: (كلُّ ذلك قد كان يفعلُ ، ربَّما أسرَّ بالقراءةِ ، وربُّما جهرَ فقلْتُ : الحمدُ للهِ الذي جعلَ في الأمرِ سعةً).[١٤]
  • المالكيّة: الأفضل عندهم الجَهر في صلاة الليل ما لم يُزعج غيره، فإن أزعج غيره كان حراماً، والإسرار فيها خِلاف الأفضليّة.
  • الشافعيّة: الأفضل عندهم التوسُّط بين الجَهر، والإسرار، بشرط ألّا يُزعجَ غيره.

الأفضليّة بين طول القيام و كثرة الركعات

اختلف الفُقهاء في الأفضليّة بين تطويل صلاة القيام، وزيادة عدد الركعات فيها، إلى عدّة أقوال، وبيانها فيما يأتي:[١٥]

  • القول الأوّل: إطالة القيام أفضل من كثرة عدد الركعات، فمثلاً من يُصلّي ركعتَين ويُطيل فيهما أفضل ممّن يُصلّي أربعاً لا يُطيل فيهنّ، وقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ طُولُ القُنُوتِ)؛[١٦] والقنوت هو القيام نفسه، وكان من فِعله -عليه الصلاة والسلام- المُداومة على التهجُّد مع الإطالة فيه، وهو قول جُمهور الفُقهاء من الحنفية، والشافعية، وفي رواية عند المالكية، ورواية عند الحنابلة، وزاد الشافعية أنّ هذا يكون في حالة الصلاة قائماً، أمّا إن صلّى جالساً فإنّ كثرة العدد أفضل من طول القيام؛ لتساويهما في المَشقّة حال الجُلوس.
  • القول الثاني: تكون إطالة القيام أفضل إن لم يكن للمُسلم وردٌ من القُرآن يقرؤه، أمّا إن كان له وِرْدٌ فكثرة الركعات أفضل، وهو قول أبو يوسف من الحنفيّة.
  • القول الثالث: كثرة الركعات أفضل من إطالة القيام، واستدلّ القائلون بذلك بالأحاديث التي تَحُثّ على كثرة السجود، كحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي قال فيه: (عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً)،[١٧] والسجود لا يكون إلّا لله -تعالى-، ويكون في الفَرض، والنَّفل، أمّا القيام فهو يسقُط في حال النافلة، وهو قول المالكية في المشهور عندهم، وفي رواية عن الحنابلة.
  • القول الرابع: كثرة الركعات وطول القيام سواء، ولا أفضليّة لأحدهما على الآخر؛ لوجود دليلٍ على كُلٍّ منهما، وهو قول عند الحنابلة.

مراتب قيام الليل

قسَّمَ العُلماء قيام الليل إلى عدّة مراتب، وبيانها فيما يأتي:[١٨]

  • المرتبة الأولى: قيامُ الليل كُلّه.
  • المرتبة الثانية: قيام نصف الليل؛ وذلك بالنوم في الثُّلث الأوّل منه، والسُّدس الأخير منه فقط.
  • المرتبة الثالثة: قيام ثُلث الليل؛ وذلك بنوم النصف الأوّل منه، والسُّدس الأخير منه؛ وهو قيام نبيّ الله داود -عليه السلام-، ويُعَدّ أفضل القيام؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وأَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ).[١٩]
  • المرتبة الرابعة: قيام سُدس الليل، أو خُمسه، وأفضله القيام في النصف الأخير منه.
  • المرتبة الخامسة: قيام الليل من غير تقدير ولا حسابٍ للوقت؛ فقد كان بعض الصحابة يقوم في أوّل الليل حتى ينعس، فينام، فإذا استيقظ من الليل صلّى، وإذا نعس نام، وهكذا حتى الصباح، أو ينام في أوّل الليل، وعندما يستيقظ يقوم ما تبقّى من الليل.
  • المرتبة السادسة: القيام بمقدار صلاة ركعتَين، أو أربع ركعات.

أفضل أوقات الليل للقيام

اتَّفَق الفُقهاء على أنّ أفضل وقتٍ لقيام الليل هو الثُّلث الأخير منه؛ لأنّه وقت تنزُّل الله -تعالى- بالرحمة، وهو وقت استجابة الدُّعاء، كما أنّه وقت يغفل عنه الناس، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إن أقربَ ما يكونُ الرَّبُّ من العبدِ جوفُ الليلِ الآخِرِ، فإن استطعتَ أن تكونَ ممن يَذكرُ اللهَ في تلك الساعةِ فكُنْ)؛[٢٠]فالعبادة في آخر الليل أفضل من أوّله للحديث المذكور.[٢١]

فضل قيام الليل

لقيام الليل الكثير من الفضائل التي جاءت الأدلّة ببيانها، ومنها ما يأتي:[٢٢]

  • مُحافظة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها حتى تتشقّق قدماه؛ قالت عائشة -رضي الله عنها- في صفة صلاة النبيّ بالليل: (كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ).[٢٣]
  • قيام الليل من أسباب دُخول الجنّة، ورَفع الدرجات فيها، وهو سبب لتكفير السيّئات؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ ، و أطْعِمُوا الطَّعامَ ، وصِلُوا الأرحامَ ، و صلُّوا باللَّيلِ و النَّاسُ نيامٌ ، تدخُلوا الجنَّةَ بسَلامٍ).[٢٤]
  • المُحافظة على قيام الليل من صفات المُحسنِين؛ قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ).[٢٥]
  • مَدْح الله -تعالى- لقائم الليل، وشهادته له بالإيمان؛ قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).[٢٦]
  • قيام الليل أفضل الصلوات بعد الفريضة، وهو شرف المؤمن، كما أنّ صاحبه يُغبَط عليه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).[٢٧]
  • قراءة القُرآن الكريم في قيام الليل من أعظم الغنائم؛ لِما في ذلك من الأُجور العظيمة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ).[٢٨]

آثار قيام الليل

هُناك العديد من الفوائد والآثار لقيام الليل، ومنها ما يأتي:[٢٩]

  • يُعَدّ شُكراً لله -تعالى- على نِعَمه، وطريقاً لزيادة الخير، كما أنّه ينهى فاعله عن المعاصي.
  • يجعلقيام الليل اللذّة في قلب فاعله، والنور في وجهه.
  • يُعَدّ سبباً في صلاح الأولاد، وسَعة الرِّزق.
  • يُعَدّ من أسباب إجابة الدُّعاء، ونَيل مَحبّة الله -تعالى-، والنجاة من الفِتَن.

آداب قيام الليل

لقيام الليل العديد من الآداب التي ينبغي على المُسلم الحرص عليها، ومنها ما يأتي:[٣٠]

  • عَقد النيّة عند النوم على الاستيقاظ لقيام الليل، فإن غلبه النُّعاس ونام، كُتِب له الأجر كاملاً؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما منِ امرئٍ تَكونُ لَهُ صلاةٌ بليلٍ يغلبُهُ عليْها نومٌ إلاَّ كتبَ لَهُ أجرُ صلاتِهِ وَكانَ نومُهُ عليْهِ صدقةً).[٣١]
  • التوجُّه إلى الله -تعالى- بالدعاء حين الاستيقاظ لقيام الليل، وذلك بالدُّعاء الوارد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في قوله: (مَنْ تعارَّ مِنَ الليلِ، فقال حينَ يستيقظُ: لَا إلهَ إلَّا اللهُ ، وحدَه لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ، ولَهُ الحمدُ، يُحْيِي ويميتُ، بيدِهِ الخيرُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ؛ سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ، ثُمَّ قال: اللهمَّ اغفرْ لي، أوْ دعا اسْتُجِيبَ لَهُ، فإِنْ قام فتوضَّأَ ثُمَّ صلَّى قُبِلَتْ صلاتُهُ).[٣٢]
  • استفتاح صلاة الليل بركعتَين خفيفتَين؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كان يفتتح قيامه بركعتَين خفيفتَين.
  • إيقاظ الأهل لقيام الليل؛ فقد ورد عن أُم سلمة -رضي الله عنها-؛ زوج النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، أنّها قالت: (اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً فَزِعًا، يقولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الخَزَائِنِ، ومَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الفِتَنِ، مَن يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ – يُرِيدُ أزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ – رُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ).[٣٣]
  • تَرك الصلاة عند النُّعاس الشديد؛ فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إذَا نَعَسَ أحَدُكُمْ وهو يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ، حتَّى يَذْهَبَ عنْه النَّوْمُ، فإنَّ أحَدَكُمْ إذَا صَلَّى وهو نَاعِسٌ، لا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ).[٣٤]
  • إطالة القيام عند الاستطاعة.
  • الصلاة بقَدر الاستطاعة، وعدم إرهاق النَّفْس، مع المُحافظة عليها ولو بقَدرٍ قليل؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ).[٣٥]
  • البقاء مع الإمام حتى يُنهي صلاته كاملة إن كان يُصلّي في جماعة؛ لأنّ الله -تعالى- يكتب له أجر قيام الليل كاملاً؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).[٣٦]

كيف أحافظ على قيام الليل

هُناك الكثير من الأُمور التي تُعين على قيام الليل، وتُحفِّز المُسلم للمحافظة عليه، ومنها ما يأتي:[٣٧]

  • عدم إرهاق النَّفس خلال النهار بالأعمال الشاقّة التي قد تُضعف الجسم عن القيام.
  • عدم تَرك القيلولة خلال النهار؛ لتكون عوناً للمسلم في قيام الليل؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (قِيلُوا، فإنَّ الشياطينَ لا تَقِيلُ).[٣٨]
  • اجتناب الذُّنوب؛ حتى لا تكون سبباً يحول دون قيام الليل؛ بسبب قسوة القلب، وبالتالي الحيلولة بينه وبين رحمة الله -تعالى-؛ فمَن أحسنَ في النهار، وُفِّقَ في الليل.
  • عدم المُبالغة في تنعيم الفراش؛ حتى لا يكون سبباً في الحيلولة دون قيام الليل؛ فالسيّدة عائشة -رضي الله عنها- لمّا سُئِلت عن فِراش النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، قالت: (إنَّما كان فِرَاشُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الذي يَنامُ عليهِ من أَدَمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ).[٣٩]
  • عدم الإكثار من اللَّغو، وفي المُقابل يجب الإكثار من ذِكر الله -تعالى-؛ لأنّ الذِّكر يُحيي القلب، وصاحبه مُوفَّقٌ إلى قيام الليل.
  • عدم أكل الحرام، والاجتهاد في طلب الحلال.
  • تجنُّب الحقد والبغضاء للمُسلمين، مع المُحافظة على سلامة القلب من أمراض القُلوب.
  • عدم الرُّكون إلى الدُّنيا، والإكثار من ذِكر يوم القيامة، والقبر، وأهوالهما، وتذكُّر أنّ الدُّنيا فانية لا محالة.
  • الإكثار من سماع الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة التي تُبيّن فضل قيام الليل، والتفكُّر فيها، وتذكُّر حلاوة الوقوف بين يدَي الله -تعالى-.

المراجع

  1. “هل هناك فرق بين صلاة الليل و قيام الليل”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
  2. سورة الفُرقان، آية: 63-64.
  3. سورة الذاريات، آية: 15-18.
  4. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، عمان: المكتبة الإسلامية ، صفحة 139، جزء 2. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 998، صحيح.
  6. “حكم التنفل بعد الوتر”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2020. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1139 ، صحيح.
  8. محمود محمد خطاب السّبكي (1977)، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)،  : المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 181-182، جزء 5. بتصرّف.
  9. عبدالله بن مانع بن غلاب العتيبي (2014)، فقه عمل اليوم والليلة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار التدمرية، صفحة 259-260، جزء 1. بتصرّف.
  10. “صِفةُ صَلاةِ القِيامِ”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2020. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 749، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1338، صحيح.
  13. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 125-126، جزء 34. بتصرّف.
  14. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 449، صحيح.
  15. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت ، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 126-126، جزء 34. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن وبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 488، صحيح.
  18. نجم الدين أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي (1978)، مُخْتََصَرُ مِنْهَاجِ القَاصِدِينْ، دمشق: مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ، صفحة 68-69. بتصرّف.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3420، صحيح.
  20. رواه الألباني ، في صحيح ابن خزيمة، عن عمرو بن عبسة، الصفحة أو الرقم: 1147 ، إسناده صحيح.
  21. محمود محمد خطاب السّبكي (1977)، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)،  : المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 180-181، جزء 5. بتصرّف.
  22. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، قيام الليل فضله، وآدابه، والأسباب المُعينة عليه في ضوء الكتاب والسُنة، صفحة 7-14. بتصرّف.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4837، صحيح.
  24. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن سلام، الصفحة أو الرقم: 616، صحيح.
  25. سورة الذاريات، آية: 16-17.
  26. سورة السجدة، آية: 15.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1163، صحيح.
  28. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1398، صحيح.
  29. محمد بن إبراهيم بن سليمان الرومي (2013)، قيام الليل (الطبعة الأولى)، الرياض: دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع، صفحة 139-144. بتصرّف.
  30. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 652-657، جزء 8. بتصرّف.
  31. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1314، صحيح .
  32. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 1154، صحيح.
  33. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 7069، صحيح.
  34. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 212، صحيح .
  35. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6464، صحيح.
  36. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1363، صحيح.
  37. وحيد بن عبد السلام بالي، الأمور الميسرة لقيام الليل، السعودية: دار الضياء للنشر والتوزيع، صفحة 66-74. بتصرّف.
  38. رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6150 ، صحيح.
  39. رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 282، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

تعريف قيام الليل

قيام الليل هو: إحياء الليل بأيّ نوعٍ من أنواع العبادة، كالصلاة، والتسبيح، وقراءة القُرآن، وغيرها، ولا يُشترَط فيه قيام الليل كاملاً، أو أكثره، ويكفي قيام جُزء منه، وقد ذهب بعض العُلماء إلى أنّ قيام الليل هو صلاة الليل نفسها، كالبيضاوي، ورأى آخرون، كحسن بن عمار صاحب كتاب مراقي الفلاح أنّ قيام الليل يجب أن يكون لِمُعظم الليل بالطاعة.[١]

مشروعيّة صلاة قيام الليل

حُكم صلاة قيام الليل

قيام الليل من السُّنَن المُستحَبّة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقد جاء في فضله والترغيب فيه الكثير من الأدلّة، ومنها قوله -تعالى-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا*وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)،[٢] وقوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[٣][٤]

حُكم قيام الليل بعد الوَتر

الأفضل في حَقّ الإنسان الذي يُريد أن يُؤدّي صلاة قيام الليل، وكان مُتأكّداً من أنّه سيقوم لها أن يُؤخّر صلاة الوَتر؛ ليختمَ بها قيامه؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)،[٥] ويجوز لِمَن صلّى الوَتر في أوّل الليل وأراد القيام في آخره أن يُصلّي ما شاء من الركعات؛ فالأمر في الحديث من باب الاستحباب وليس من باب الوجوب؛ فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يُصلّي بعد الوَتر ركعتَين جالساً.[٦]

كيفيّة صلاة قيام الليل

عدد ركعات قيام الليل

اتَّفق الفُقهاء على أنّ صلاة الليل ليس لها عددٌ مُعيَّن؛ فكُلّما زاد الإنسان فيها، زاد أجره، إلّا أنّهم اختلفوا في غالب فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كان يُصلّي في الغالب من أحواله إحدى عشرة ركعة، وأحياناً ثلاث عشرة ركعة مع الوَتر، وعندما كبر في العُمر كان يُصلّي تسع ركعات، وأحياناً سبع ركعات، وقد سُئِلت عائشة -رضي الله عنها- عن قيام النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فقالت: (سَبْعٌ، وتِسْعٌ، وإحْدَى عَشْرَةَ، سِوَى رَكْعَتي الفَجْرِ)،[٧][٨] واختلف الفُقهاء في كيفيّة صلاة الليل، وبيان ذلك فيما يأتي:[٩][١٠]

  • جمهور الفقهاء: ذهب المالكيّة، والشافعية، والحنابلة وبعض الحنفية إلى أنّها تُصلّى ركعتَين ركعتَين؛ فيُسلِّم المُصلّي بعد كُلّ ركعتَين، واستدلّوا بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى).[١١].
  • أبو حنيفة: ذهب أبو حنيفة إلى أنّ المُصلّي في خيار من أمره بين صلاة ركعتَين، أو أربعٍ، أو ستٍّ، أو ثمانٍ بتسليمة واحدة، واستدلّ بظاهر الأحاديث التي وردت عن عائشة -رضي الله عنها-، كقولها: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي مِنَ اللَّيلِ ثلاثَ عَشرةَ رَكْعةً، يوترُ منها بخَمسٍ، لا يجلِسُ في شيءٍ منَ الخمسِ، حتَّى يجلِسَ في الآخرةِ فيسلِّمُ).[١٢]

كيفيّة القراءة في قيام الليل

تجوز لقائم الليل الصلاة سرّاً، أو جهراً، واختلف الفُقهاء في الأفضليّة بينهما على أقوال، كما يأتي:[١٣]

  • الحنفيّة والحنابلة: ذهبوا إلى أنّ المُصلّي مُخيَّر بين الجَهر، والإسرار؛ فذهب الحنفيّة إلى أنّ الجَهر أفضل ما لم يُزعج غيره، أمّا الحنابلة فذهبوا إلى أنّ الجَهر أفضل إن كان ذلك يُنشّطه لقيام الليل، أو لوجود من يستمع إليه وينتفع بقراءته، ويكون الإسرار أفضل بوجود غيره، أو من ينزعج بصوته، وهو مُخيَّرٌ في ما سوى هذه الحالات بينهما، واستدلّوا بفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد سأل عبدالله بن أبي قيس عائشة عن قراءة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في صلاة الليل؛ بالجَهر، أو السرّ، فقالت: (كلُّ ذلك قد كان يفعلُ ، ربَّما أسرَّ بالقراءةِ ، وربُّما جهرَ فقلْتُ : الحمدُ للهِ الذي جعلَ في الأمرِ سعةً).[١٤]
  • المالكيّة: الأفضل عندهم الجَهر في صلاة الليل ما لم يُزعج غيره، فإن أزعج غيره كان حراماً، والإسرار فيها خِلاف الأفضليّة.
  • الشافعيّة: الأفضل عندهم التوسُّط بين الجَهر، والإسرار، بشرط ألّا يُزعجَ غيره.

الأفضليّة بين طول القيام و كثرة الركعات

اختلف الفُقهاء في الأفضليّة بين تطويل صلاة القيام، وزيادة عدد الركعات فيها، إلى عدّة أقوال، وبيانها فيما يأتي:[١٥]

  • القول الأوّل: إطالة القيام أفضل من كثرة عدد الركعات، فمثلاً من يُصلّي ركعتَين ويُطيل فيهما أفضل ممّن يُصلّي أربعاً لا يُطيل فيهنّ، وقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ طُولُ القُنُوتِ)؛[١٦] والقنوت هو القيام نفسه، وكان من فِعله -عليه الصلاة والسلام- المُداومة على التهجُّد مع الإطالة فيه، وهو قول جُمهور الفُقهاء من الحنفية، والشافعية، وفي رواية عند المالكية، ورواية عند الحنابلة، وزاد الشافعية أنّ هذا يكون في حالة الصلاة قائماً، أمّا إن صلّى جالساً فإنّ كثرة العدد أفضل من طول القيام؛ لتساويهما في المَشقّة حال الجُلوس.
  • القول الثاني: تكون إطالة القيام أفضل إن لم يكن للمُسلم وردٌ من القُرآن يقرؤه، أمّا إن كان له وِرْدٌ فكثرة الركعات أفضل، وهو قول أبو يوسف من الحنفيّة.
  • القول الثالث: كثرة الركعات أفضل من إطالة القيام، واستدلّ القائلون بذلك بالأحاديث التي تَحُثّ على كثرة السجود، كحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي قال فيه: (عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً)،[١٧] والسجود لا يكون إلّا لله -تعالى-، ويكون في الفَرض، والنَّفل، أمّا القيام فهو يسقُط في حال النافلة، وهو قول المالكية في المشهور عندهم، وفي رواية عن الحنابلة.
  • القول الرابع: كثرة الركعات وطول القيام سواء، ولا أفضليّة لأحدهما على الآخر؛ لوجود دليلٍ على كُلٍّ منهما، وهو قول عند الحنابلة.

مراتب قيام الليل

قسَّمَ العُلماء قيام الليل إلى عدّة مراتب، وبيانها فيما يأتي:[١٨]

  • المرتبة الأولى: قيامُ الليل كُلّه.
  • المرتبة الثانية: قيام نصف الليل؛ وذلك بالنوم في الثُّلث الأوّل منه، والسُّدس الأخير منه فقط.
  • المرتبة الثالثة: قيام ثُلث الليل؛ وذلك بنوم النصف الأوّل منه، والسُّدس الأخير منه؛ وهو قيام نبيّ الله داود -عليه السلام-، ويُعَدّ أفضل القيام؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وأَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ).[١٩]
  • المرتبة الرابعة: قيام سُدس الليل، أو خُمسه، وأفضله القيام في النصف الأخير منه.
  • المرتبة الخامسة: قيام الليل من غير تقدير ولا حسابٍ للوقت؛ فقد كان بعض الصحابة يقوم في أوّل الليل حتى ينعس، فينام، فإذا استيقظ من الليل صلّى، وإذا نعس نام، وهكذا حتى الصباح، أو ينام في أوّل الليل، وعندما يستيقظ يقوم ما تبقّى من الليل.
  • المرتبة السادسة: القيام بمقدار صلاة ركعتَين، أو أربع ركعات.

أفضل أوقات الليل للقيام

اتَّفَق الفُقهاء على أنّ أفضل وقتٍ لقيام الليل هو الثُّلث الأخير منه؛ لأنّه وقت تنزُّل الله -تعالى- بالرحمة، وهو وقت استجابة الدُّعاء، كما أنّه وقت يغفل عنه الناس، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إن أقربَ ما يكونُ الرَّبُّ من العبدِ جوفُ الليلِ الآخِرِ، فإن استطعتَ أن تكونَ ممن يَذكرُ اللهَ في تلك الساعةِ فكُنْ)؛[٢٠]فالعبادة في آخر الليل أفضل من أوّله للحديث المذكور.[٢١]

فضل قيام الليل

لقيام الليل الكثير من الفضائل التي جاءت الأدلّة ببيانها، ومنها ما يأتي:[٢٢]

  • مُحافظة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها حتى تتشقّق قدماه؛ قالت عائشة -رضي الله عنها- في صفة صلاة النبيّ بالليل: (كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ).[٢٣]
  • قيام الليل من أسباب دُخول الجنّة، ورَفع الدرجات فيها، وهو سبب لتكفير السيّئات؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ ، و أطْعِمُوا الطَّعامَ ، وصِلُوا الأرحامَ ، و صلُّوا باللَّيلِ و النَّاسُ نيامٌ ، تدخُلوا الجنَّةَ بسَلامٍ).[٢٤]
  • المُحافظة على قيام الليل من صفات المُحسنِين؛ قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ).[٢٥]
  • مَدْح الله -تعالى- لقائم الليل، وشهادته له بالإيمان؛ قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).[٢٦]
  • قيام الليل أفضل الصلوات بعد الفريضة، وهو شرف المؤمن، كما أنّ صاحبه يُغبَط عليه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).[٢٧]
  • قراءة القُرآن الكريم في قيام الليل من أعظم الغنائم؛ لِما في ذلك من الأُجور العظيمة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ).[٢٨]

آثار قيام الليل

هُناك العديد من الفوائد والآثار لقيام الليل، ومنها ما يأتي:[٢٩]

  • يُعَدّ شُكراً لله -تعالى- على نِعَمه، وطريقاً لزيادة الخير، كما أنّه ينهى فاعله عن المعاصي.
  • يجعلقيام الليل اللذّة في قلب فاعله، والنور في وجهه.
  • يُعَدّ سبباً في صلاح الأولاد، وسَعة الرِّزق.
  • يُعَدّ من أسباب إجابة الدُّعاء، ونَيل مَحبّة الله -تعالى-، والنجاة من الفِتَن.

آداب قيام الليل

لقيام الليل العديد من الآداب التي ينبغي على المُسلم الحرص عليها، ومنها ما يأتي:[٣٠]

  • عَقد النيّة عند النوم على الاستيقاظ لقيام الليل، فإن غلبه النُّعاس ونام، كُتِب له الأجر كاملاً؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما منِ امرئٍ تَكونُ لَهُ صلاةٌ بليلٍ يغلبُهُ عليْها نومٌ إلاَّ كتبَ لَهُ أجرُ صلاتِهِ وَكانَ نومُهُ عليْهِ صدقةً).[٣١]
  • التوجُّه إلى الله -تعالى- بالدعاء حين الاستيقاظ لقيام الليل، وذلك بالدُّعاء الوارد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في قوله: (مَنْ تعارَّ مِنَ الليلِ، فقال حينَ يستيقظُ: لَا إلهَ إلَّا اللهُ ، وحدَه لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ، ولَهُ الحمدُ، يُحْيِي ويميتُ، بيدِهِ الخيرُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ؛ سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ، ثُمَّ قال: اللهمَّ اغفرْ لي، أوْ دعا اسْتُجِيبَ لَهُ، فإِنْ قام فتوضَّأَ ثُمَّ صلَّى قُبِلَتْ صلاتُهُ).[٣٢]
  • استفتاح صلاة الليل بركعتَين خفيفتَين؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كان يفتتح قيامه بركعتَين خفيفتَين.
  • إيقاظ الأهل لقيام الليل؛ فقد ورد عن أُم سلمة -رضي الله عنها-؛ زوج النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، أنّها قالت: (اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً فَزِعًا، يقولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الخَزَائِنِ، ومَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الفِتَنِ، مَن يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ – يُرِيدُ أزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ – رُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ).[٣٣]
  • تَرك الصلاة عند النُّعاس الشديد؛ فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إذَا نَعَسَ أحَدُكُمْ وهو يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ، حتَّى يَذْهَبَ عنْه النَّوْمُ، فإنَّ أحَدَكُمْ إذَا صَلَّى وهو نَاعِسٌ، لا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ).[٣٤]
  • إطالة القيام عند الاستطاعة.
  • الصلاة بقَدر الاستطاعة، وعدم إرهاق النَّفْس، مع المُحافظة عليها ولو بقَدرٍ قليل؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ).[٣٥]
  • البقاء مع الإمام حتى يُنهي صلاته كاملة إن كان يُصلّي في جماعة؛ لأنّ الله -تعالى- يكتب له أجر قيام الليل كاملاً؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).[٣٦]

كيف أحافظ على قيام الليل

هُناك الكثير من الأُمور التي تُعين على قيام الليل، وتُحفِّز المُسلم للمحافظة عليه، ومنها ما يأتي:[٣٧]

  • عدم إرهاق النَّفس خلال النهار بالأعمال الشاقّة التي قد تُضعف الجسم عن القيام.
  • عدم تَرك القيلولة خلال النهار؛ لتكون عوناً للمسلم في قيام الليل؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (قِيلُوا، فإنَّ الشياطينَ لا تَقِيلُ).[٣٨]
  • اجتناب الذُّنوب؛ حتى لا تكون سبباً يحول دون قيام الليل؛ بسبب قسوة القلب، وبالتالي الحيلولة بينه وبين رحمة الله -تعالى-؛ فمَن أحسنَ في النهار، وُفِّقَ في الليل.
  • عدم المُبالغة في تنعيم الفراش؛ حتى لا يكون سبباً في الحيلولة دون قيام الليل؛ فالسيّدة عائشة -رضي الله عنها- لمّا سُئِلت عن فِراش النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، قالت: (إنَّما كان فِرَاشُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الذي يَنامُ عليهِ من أَدَمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ).[٣٩]
  • عدم الإكثار من اللَّغو، وفي المُقابل يجب الإكثار من ذِكر الله -تعالى-؛ لأنّ الذِّكر يُحيي القلب، وصاحبه مُوفَّقٌ إلى قيام الليل.
  • عدم أكل الحرام، والاجتهاد في طلب الحلال.
  • تجنُّب الحقد والبغضاء للمُسلمين، مع المُحافظة على سلامة القلب من أمراض القُلوب.
  • عدم الرُّكون إلى الدُّنيا، والإكثار من ذِكر يوم القيامة، والقبر، وأهوالهما، وتذكُّر أنّ الدُّنيا فانية لا محالة.
  • الإكثار من سماع الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة التي تُبيّن فضل قيام الليل، والتفكُّر فيها، وتذكُّر حلاوة الوقوف بين يدَي الله -تعالى-.

المراجع

  1. “هل هناك فرق بين صلاة الليل و قيام الليل”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
  2. سورة الفُرقان، آية: 63-64.
  3. سورة الذاريات، آية: 15-18.
  4. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، عمان: المكتبة الإسلامية ، صفحة 139، جزء 2. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 998، صحيح.
  6. “حكم التنفل بعد الوتر”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2020. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1139 ، صحيح.
  8. محمود محمد خطاب السّبكي (1977)، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)،  : المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 181-182، جزء 5. بتصرّف.
  9. عبدالله بن مانع بن غلاب العتيبي (2014)، فقه عمل اليوم والليلة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار التدمرية، صفحة 259-260، جزء 1. بتصرّف.
  10. “صِفةُ صَلاةِ القِيامِ”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2020. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 749، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1338، صحيح.
  13. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 125-126، جزء 34. بتصرّف.
  14. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 449، صحيح.
  15. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت ، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 126-126، جزء 34. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن وبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 488، صحيح.
  18. نجم الدين أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي (1978)، مُخْتََصَرُ مِنْهَاجِ القَاصِدِينْ، دمشق: مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ، صفحة 68-69. بتصرّف.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3420، صحيح.
  20. رواه الألباني ، في صحيح ابن خزيمة، عن عمرو بن عبسة، الصفحة أو الرقم: 1147 ، إسناده صحيح.
  21. محمود محمد خطاب السّبكي (1977)، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)،  : المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 180-181، جزء 5. بتصرّف.
  22. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، قيام الليل فضله، وآدابه، والأسباب المُعينة عليه في ضوء الكتاب والسُنة، صفحة 7-14. بتصرّف.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4837، صحيح.
  24. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن سلام، الصفحة أو الرقم: 616، صحيح.
  25. سورة الذاريات، آية: 16-17.
  26. سورة السجدة، آية: 15.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1163، صحيح.
  28. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1398، صحيح.
  29. محمد بن إبراهيم بن سليمان الرومي (2013)، قيام الليل (الطبعة الأولى)، الرياض: دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع، صفحة 139-144. بتصرّف.
  30. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 652-657، جزء 8. بتصرّف.
  31. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1314، صحيح .
  32. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 1154، صحيح.
  33. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 7069، صحيح.
  34. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 212، صحيح .
  35. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6464، صحيح.
  36. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1363، صحيح.
  37. وحيد بن عبد السلام بالي، الأمور الميسرة لقيام الليل، السعودية: دار الضياء للنشر والتوزيع، صفحة 66-74. بتصرّف.
  38. رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6150 ، صحيح.
  39. رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 282، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

تعريف قيام الليل

قيام الليل هو: إحياء الليل بأيّ نوعٍ من أنواع العبادة، كالصلاة، والتسبيح، وقراءة القُرآن، وغيرها، ولا يُشترَط فيه قيام الليل كاملاً، أو أكثره، ويكفي قيام جُزء منه، وقد ذهب بعض العُلماء إلى أنّ قيام الليل هو صلاة الليل نفسها، كالبيضاوي، ورأى آخرون، كحسن بن عمار صاحب كتاب مراقي الفلاح أنّ قيام الليل يجب أن يكون لِمُعظم الليل بالطاعة.[١]

مشروعيّة صلاة قيام الليل

حُكم صلاة قيام الليل

قيام الليل من السُّنَن المُستحَبّة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقد جاء في فضله والترغيب فيه الكثير من الأدلّة، ومنها قوله -تعالى-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا*وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)،[٢] وقوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[٣][٤]

حُكم قيام الليل بعد الوَتر

الأفضل في حَقّ الإنسان الذي يُريد أن يُؤدّي صلاة قيام الليل، وكان مُتأكّداً من أنّه سيقوم لها أن يُؤخّر صلاة الوَتر؛ ليختمَ بها قيامه؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)،[٥] ويجوز لِمَن صلّى الوَتر في أوّل الليل وأراد القيام في آخره أن يُصلّي ما شاء من الركعات؛ فالأمر في الحديث من باب الاستحباب وليس من باب الوجوب؛ فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يُصلّي بعد الوَتر ركعتَين جالساً.[٦]

كيفيّة صلاة قيام الليل

عدد ركعات قيام الليل

اتَّفق الفُقهاء على أنّ صلاة الليل ليس لها عددٌ مُعيَّن؛ فكُلّما زاد الإنسان فيها، زاد أجره، إلّا أنّهم اختلفوا في غالب فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كان يُصلّي في الغالب من أحواله إحدى عشرة ركعة، وأحياناً ثلاث عشرة ركعة مع الوَتر، وعندما كبر في العُمر كان يُصلّي تسع ركعات، وأحياناً سبع ركعات، وقد سُئِلت عائشة -رضي الله عنها- عن قيام النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فقالت: (سَبْعٌ، وتِسْعٌ، وإحْدَى عَشْرَةَ، سِوَى رَكْعَتي الفَجْرِ)،[٧][٨] واختلف الفُقهاء في كيفيّة صلاة الليل، وبيان ذلك فيما يأتي:[٩][١٠]

  • جمهور الفقهاء: ذهب المالكيّة، والشافعية، والحنابلة وبعض الحنفية إلى أنّها تُصلّى ركعتَين ركعتَين؛ فيُسلِّم المُصلّي بعد كُلّ ركعتَين، واستدلّوا بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى).[١١].
  • أبو حنيفة: ذهب أبو حنيفة إلى أنّ المُصلّي في خيار من أمره بين صلاة ركعتَين، أو أربعٍ، أو ستٍّ، أو ثمانٍ بتسليمة واحدة، واستدلّ بظاهر الأحاديث التي وردت عن عائشة -رضي الله عنها-، كقولها: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي مِنَ اللَّيلِ ثلاثَ عَشرةَ رَكْعةً، يوترُ منها بخَمسٍ، لا يجلِسُ في شيءٍ منَ الخمسِ، حتَّى يجلِسَ في الآخرةِ فيسلِّمُ).[١٢]

كيفيّة القراءة في قيام الليل

تجوز لقائم الليل الصلاة سرّاً، أو جهراً، واختلف الفُقهاء في الأفضليّة بينهما على أقوال، كما يأتي:[١٣]

  • الحنفيّة والحنابلة: ذهبوا إلى أنّ المُصلّي مُخيَّر بين الجَهر، والإسرار؛ فذهب الحنفيّة إلى أنّ الجَهر أفضل ما لم يُزعج غيره، أمّا الحنابلة فذهبوا إلى أنّ الجَهر أفضل إن كان ذلك يُنشّطه لقيام الليل، أو لوجود من يستمع إليه وينتفع بقراءته، ويكون الإسرار أفضل بوجود غيره، أو من ينزعج بصوته، وهو مُخيَّرٌ في ما سوى هذه الحالات بينهما، واستدلّوا بفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد سأل عبدالله بن أبي قيس عائشة عن قراءة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في صلاة الليل؛ بالجَهر، أو السرّ، فقالت: (كلُّ ذلك قد كان يفعلُ ، ربَّما أسرَّ بالقراءةِ ، وربُّما جهرَ فقلْتُ : الحمدُ للهِ الذي جعلَ في الأمرِ سعةً).[١٤]
  • المالكيّة: الأفضل عندهم الجَهر في صلاة الليل ما لم يُزعج غيره، فإن أزعج غيره كان حراماً، والإسرار فيها خِلاف الأفضليّة.
  • الشافعيّة: الأفضل عندهم التوسُّط بين الجَهر، والإسرار، بشرط ألّا يُزعجَ غيره.

الأفضليّة بين طول القيام و كثرة الركعات

اختلف الفُقهاء في الأفضليّة بين تطويل صلاة القيام، وزيادة عدد الركعات فيها، إلى عدّة أقوال، وبيانها فيما يأتي:[١٥]

  • القول الأوّل: إطالة القيام أفضل من كثرة عدد الركعات، فمثلاً من يُصلّي ركعتَين ويُطيل فيهما أفضل ممّن يُصلّي أربعاً لا يُطيل فيهنّ، وقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ طُولُ القُنُوتِ)؛[١٦] والقنوت هو القيام نفسه، وكان من فِعله -عليه الصلاة والسلام- المُداومة على التهجُّد مع الإطالة فيه، وهو قول جُمهور الفُقهاء من الحنفية، والشافعية، وفي رواية عند المالكية، ورواية عند الحنابلة، وزاد الشافعية أنّ هذا يكون في حالة الصلاة قائماً، أمّا إن صلّى جالساً فإنّ كثرة العدد أفضل من طول القيام؛ لتساويهما في المَشقّة حال الجُلوس.
  • القول الثاني: تكون إطالة القيام أفضل إن لم يكن للمُسلم وردٌ من القُرآن يقرؤه، أمّا إن كان له وِرْدٌ فكثرة الركعات أفضل، وهو قول أبو يوسف من الحنفيّة.
  • القول الثالث: كثرة الركعات أفضل من إطالة القيام، واستدلّ القائلون بذلك بالأحاديث التي تَحُثّ على كثرة السجود، كحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي قال فيه: (عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً)،[١٧] والسجود لا يكون إلّا لله -تعالى-، ويكون في الفَرض، والنَّفل، أمّا القيام فهو يسقُط في حال النافلة، وهو قول المالكية في المشهور عندهم، وفي رواية عن الحنابلة.
  • القول الرابع: كثرة الركعات وطول القيام سواء، ولا أفضليّة لأحدهما على الآخر؛ لوجود دليلٍ على كُلٍّ منهما، وهو قول عند الحنابلة.

مراتب قيام الليل

قسَّمَ العُلماء قيام الليل إلى عدّة مراتب، وبيانها فيما يأتي:[١٨]

  • المرتبة الأولى: قيامُ الليل كُلّه.
  • المرتبة الثانية: قيام نصف الليل؛ وذلك بالنوم في الثُّلث الأوّل منه، والسُّدس الأخير منه فقط.
  • المرتبة الثالثة: قيام ثُلث الليل؛ وذلك بنوم النصف الأوّل منه، والسُّدس الأخير منه؛ وهو قيام نبيّ الله داود -عليه السلام-، ويُعَدّ أفضل القيام؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وأَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ).[١٩]
  • المرتبة الرابعة: قيام سُدس الليل، أو خُمسه، وأفضله القيام في النصف الأخير منه.
  • المرتبة الخامسة: قيام الليل من غير تقدير ولا حسابٍ للوقت؛ فقد كان بعض الصحابة يقوم في أوّل الليل حتى ينعس، فينام، فإذا استيقظ من الليل صلّى، وإذا نعس نام، وهكذا حتى الصباح، أو ينام في أوّل الليل، وعندما يستيقظ يقوم ما تبقّى من الليل.
  • المرتبة السادسة: القيام بمقدار صلاة ركعتَين، أو أربع ركعات.

أفضل أوقات الليل للقيام

اتَّفَق الفُقهاء على أنّ أفضل وقتٍ لقيام الليل هو الثُّلث الأخير منه؛ لأنّه وقت تنزُّل الله -تعالى- بالرحمة، وهو وقت استجابة الدُّعاء، كما أنّه وقت يغفل عنه الناس، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إن أقربَ ما يكونُ الرَّبُّ من العبدِ جوفُ الليلِ الآخِرِ، فإن استطعتَ أن تكونَ ممن يَذكرُ اللهَ في تلك الساعةِ فكُنْ)؛[٢٠]فالعبادة في آخر الليل أفضل من أوّله للحديث المذكور.[٢١]

فضل قيام الليل

لقيام الليل الكثير من الفضائل التي جاءت الأدلّة ببيانها، ومنها ما يأتي:[٢٢]

  • مُحافظة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها حتى تتشقّق قدماه؛ قالت عائشة -رضي الله عنها- في صفة صلاة النبيّ بالليل: (كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ).[٢٣]
  • قيام الليل من أسباب دُخول الجنّة، ورَفع الدرجات فيها، وهو سبب لتكفير السيّئات؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ ، و أطْعِمُوا الطَّعامَ ، وصِلُوا الأرحامَ ، و صلُّوا باللَّيلِ و النَّاسُ نيامٌ ، تدخُلوا الجنَّةَ بسَلامٍ).[٢٤]
  • المُحافظة على قيام الليل من صفات المُحسنِين؛ قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ).[٢٥]
  • مَدْح الله -تعالى- لقائم الليل، وشهادته له بالإيمان؛ قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).[٢٦]
  • قيام الليل أفضل الصلوات بعد الفريضة، وهو شرف المؤمن، كما أنّ صاحبه يُغبَط عليه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).[٢٧]
  • قراءة القُرآن الكريم في قيام الليل من أعظم الغنائم؛ لِما في ذلك من الأُجور العظيمة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ).[٢٨]

آثار قيام الليل

هُناك العديد من الفوائد والآثار لقيام الليل، ومنها ما يأتي:[٢٩]

  • يُعَدّ شُكراً لله -تعالى- على نِعَمه، وطريقاً لزيادة الخير، كما أنّه ينهى فاعله عن المعاصي.
  • يجعلقيام الليل اللذّة في قلب فاعله، والنور في وجهه.
  • يُعَدّ سبباً في صلاح الأولاد، وسَعة الرِّزق.
  • يُعَدّ من أسباب إجابة الدُّعاء، ونَيل مَحبّة الله -تعالى-، والنجاة من الفِتَن.

آداب قيام الليل

لقيام الليل العديد من الآداب التي ينبغي على المُسلم الحرص عليها، ومنها ما يأتي:[٣٠]

  • عَقد النيّة عند النوم على الاستيقاظ لقيام الليل، فإن غلبه النُّعاس ونام، كُتِب له الأجر كاملاً؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما منِ امرئٍ تَكونُ لَهُ صلاةٌ بليلٍ يغلبُهُ عليْها نومٌ إلاَّ كتبَ لَهُ أجرُ صلاتِهِ وَكانَ نومُهُ عليْهِ صدقةً).[٣١]
  • التوجُّه إلى الله -تعالى- بالدعاء حين الاستيقاظ لقيام الليل، وذلك بالدُّعاء الوارد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في قوله: (مَنْ تعارَّ مِنَ الليلِ، فقال حينَ يستيقظُ: لَا إلهَ إلَّا اللهُ ، وحدَه لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ، ولَهُ الحمدُ، يُحْيِي ويميتُ، بيدِهِ الخيرُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ؛ سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ، ثُمَّ قال: اللهمَّ اغفرْ لي، أوْ دعا اسْتُجِيبَ لَهُ، فإِنْ قام فتوضَّأَ ثُمَّ صلَّى قُبِلَتْ صلاتُهُ).[٣٢]
  • استفتاح صلاة الليل بركعتَين خفيفتَين؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كان يفتتح قيامه بركعتَين خفيفتَين.
  • إيقاظ الأهل لقيام الليل؛ فقد ورد عن أُم سلمة -رضي الله عنها-؛ زوج النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، أنّها قالت: (اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً فَزِعًا، يقولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الخَزَائِنِ، ومَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الفِتَنِ، مَن يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ – يُرِيدُ أزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ – رُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ).[٣٣]
  • تَرك الصلاة عند النُّعاس الشديد؛ فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إذَا نَعَسَ أحَدُكُمْ وهو يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ، حتَّى يَذْهَبَ عنْه النَّوْمُ، فإنَّ أحَدَكُمْ إذَا صَلَّى وهو نَاعِسٌ، لا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ).[٣٤]
  • إطالة القيام عند الاستطاعة.
  • الصلاة بقَدر الاستطاعة، وعدم إرهاق النَّفْس، مع المُحافظة عليها ولو بقَدرٍ قليل؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ).[٣٥]
  • البقاء مع الإمام حتى يُنهي صلاته كاملة إن كان يُصلّي في جماعة؛ لأنّ الله -تعالى- يكتب له أجر قيام الليل كاملاً؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).[٣٦]

كيف أحافظ على قيام الليل

هُناك الكثير من الأُمور التي تُعين على قيام الليل، وتُحفِّز المُسلم للمحافظة عليه، ومنها ما يأتي:[٣٧]

  • عدم إرهاق النَّفس خلال النهار بالأعمال الشاقّة التي قد تُضعف الجسم عن القيام.
  • عدم تَرك القيلولة خلال النهار؛ لتكون عوناً للمسلم في قيام الليل؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (قِيلُوا، فإنَّ الشياطينَ لا تَقِيلُ).[٣٨]
  • اجتناب الذُّنوب؛ حتى لا تكون سبباً يحول دون قيام الليل؛ بسبب قسوة القلب، وبالتالي الحيلولة بينه وبين رحمة الله -تعالى-؛ فمَن أحسنَ في النهار، وُفِّقَ في الليل.
  • عدم المُبالغة في تنعيم الفراش؛ حتى لا يكون سبباً في الحيلولة دون قيام الليل؛ فالسيّدة عائشة -رضي الله عنها- لمّا سُئِلت عن فِراش النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، قالت: (إنَّما كان فِرَاشُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الذي يَنامُ عليهِ من أَدَمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ).[٣٩]
  • عدم الإكثار من اللَّغو، وفي المُقابل يجب الإكثار من ذِكر الله -تعالى-؛ لأنّ الذِّكر يُحيي القلب، وصاحبه مُوفَّقٌ إلى قيام الليل.
  • عدم أكل الحرام، والاجتهاد في طلب الحلال.
  • تجنُّب الحقد والبغضاء للمُسلمين، مع المُحافظة على سلامة القلب من أمراض القُلوب.
  • عدم الرُّكون إلى الدُّنيا، والإكثار من ذِكر يوم القيامة، والقبر، وأهوالهما، وتذكُّر أنّ الدُّنيا فانية لا محالة.
  • الإكثار من سماع الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة التي تُبيّن فضل قيام الليل، والتفكُّر فيها، وتذكُّر حلاوة الوقوف بين يدَي الله -تعالى-.

المراجع

  1. “هل هناك فرق بين صلاة الليل و قيام الليل”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
  2. سورة الفُرقان، آية: 63-64.
  3. سورة الذاريات، آية: 15-18.
  4. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، عمان: المكتبة الإسلامية ، صفحة 139، جزء 2. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 998، صحيح.
  6. “حكم التنفل بعد الوتر”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2020. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1139 ، صحيح.
  8. محمود محمد خطاب السّبكي (1977)، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)،  : المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 181-182، جزء 5. بتصرّف.
  9. عبدالله بن مانع بن غلاب العتيبي (2014)، فقه عمل اليوم والليلة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار التدمرية، صفحة 259-260، جزء 1. بتصرّف.
  10. “صِفةُ صَلاةِ القِيامِ”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2020. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 749، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1338، صحيح.
  13. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 125-126، جزء 34. بتصرّف.
  14. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 449، صحيح.
  15. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت ، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 126-126، جزء 34. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن وبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 488، صحيح.
  18. نجم الدين أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي (1978)، مُخْتََصَرُ مِنْهَاجِ القَاصِدِينْ، دمشق: مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ، صفحة 68-69. بتصرّف.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3420، صحيح.
  20. رواه الألباني ، في صحيح ابن خزيمة، عن عمرو بن عبسة، الصفحة أو الرقم: 1147 ، إسناده صحيح.
  21. محمود محمد خطاب السّبكي (1977)، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)،  : المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 180-181، جزء 5. بتصرّف.
  22. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، قيام الليل فضله، وآدابه، والأسباب المُعينة عليه في ضوء الكتاب والسُنة، صفحة 7-14. بتصرّف.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4837، صحيح.
  24. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن سلام، الصفحة أو الرقم: 616، صحيح.
  25. سورة الذاريات، آية: 16-17.
  26. سورة السجدة، آية: 15.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1163، صحيح.
  28. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1398، صحيح.
  29. محمد بن إبراهيم بن سليمان الرومي (2013)، قيام الليل (الطبعة الأولى)، الرياض: دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع، صفحة 139-144. بتصرّف.
  30. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 652-657، جزء 8. بتصرّف.
  31. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1314، صحيح .
  32. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 1154، صحيح.
  33. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 7069، صحيح.
  34. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 212، صحيح .
  35. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6464، صحيح.
  36. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1363، صحيح.
  37. وحيد بن عبد السلام بالي، الأمور الميسرة لقيام الليل، السعودية: دار الضياء للنشر والتوزيع، صفحة 66-74. بتصرّف.
  38. رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6150 ، صحيح.
  39. رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 282، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعريف قيام الليل

قيام الليل هو: إحياء الليل بأيّ نوعٍ من أنواع العبادة، كالصلاة، والتسبيح، وقراءة القُرآن، وغيرها، ولا يُشترَط فيه قيام الليل كاملاً، أو أكثره، ويكفي قيام جُزء منه، وقد ذهب بعض العُلماء إلى أنّ قيام الليل هو صلاة الليل نفسها، كالبيضاوي، ورأى آخرون، كحسن بن عمار صاحب كتاب مراقي الفلاح أنّ قيام الليل يجب أن يكون لِمُعظم الليل بالطاعة.[١]

مشروعيّة صلاة قيام الليل

حُكم صلاة قيام الليل

قيام الليل من السُّنَن المُستحَبّة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقد جاء في فضله والترغيب فيه الكثير من الأدلّة، ومنها قوله -تعالى-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا*وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)،[٢] وقوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[٣][٤]

حُكم قيام الليل بعد الوَتر

الأفضل في حَقّ الإنسان الذي يُريد أن يُؤدّي صلاة قيام الليل، وكان مُتأكّداً من أنّه سيقوم لها أن يُؤخّر صلاة الوَتر؛ ليختمَ بها قيامه؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)،[٥] ويجوز لِمَن صلّى الوَتر في أوّل الليل وأراد القيام في آخره أن يُصلّي ما شاء من الركعات؛ فالأمر في الحديث من باب الاستحباب وليس من باب الوجوب؛ فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يُصلّي بعد الوَتر ركعتَين جالساً.[٦]

كيفيّة صلاة قيام الليل

عدد ركعات قيام الليل

اتَّفق الفُقهاء على أنّ صلاة الليل ليس لها عددٌ مُعيَّن؛ فكُلّما زاد الإنسان فيها، زاد أجره، إلّا أنّهم اختلفوا في غالب فِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كان يُصلّي في الغالب من أحواله إحدى عشرة ركعة، وأحياناً ثلاث عشرة ركعة مع الوَتر، وعندما كبر في العُمر كان يُصلّي تسع ركعات، وأحياناً سبع ركعات، وقد سُئِلت عائشة -رضي الله عنها- عن قيام النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فقالت: (سَبْعٌ، وتِسْعٌ، وإحْدَى عَشْرَةَ، سِوَى رَكْعَتي الفَجْرِ)،[٧][٨] واختلف الفُقهاء في كيفيّة صلاة الليل، وبيان ذلك فيما يأتي:[٩][١٠]

  • جمهور الفقهاء: ذهب المالكيّة، والشافعية، والحنابلة وبعض الحنفية إلى أنّها تُصلّى ركعتَين ركعتَين؛ فيُسلِّم المُصلّي بعد كُلّ ركعتَين، واستدلّوا بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى).[١١].
  • أبو حنيفة: ذهب أبو حنيفة إلى أنّ المُصلّي في خيار من أمره بين صلاة ركعتَين، أو أربعٍ، أو ستٍّ، أو ثمانٍ بتسليمة واحدة، واستدلّ بظاهر الأحاديث التي وردت عن عائشة -رضي الله عنها-، كقولها: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي مِنَ اللَّيلِ ثلاثَ عَشرةَ رَكْعةً، يوترُ منها بخَمسٍ، لا يجلِسُ في شيءٍ منَ الخمسِ، حتَّى يجلِسَ في الآخرةِ فيسلِّمُ).[١٢]

كيفيّة القراءة في قيام الليل

تجوز لقائم الليل الصلاة سرّاً، أو جهراً، واختلف الفُقهاء في الأفضليّة بينهما على أقوال، كما يأتي:[١٣]

  • الحنفيّة والحنابلة: ذهبوا إلى أنّ المُصلّي مُخيَّر بين الجَهر، والإسرار؛ فذهب الحنفيّة إلى أنّ الجَهر أفضل ما لم يُزعج غيره، أمّا الحنابلة فذهبوا إلى أنّ الجَهر أفضل إن كان ذلك يُنشّطه لقيام الليل، أو لوجود من يستمع إليه وينتفع بقراءته، ويكون الإسرار أفضل بوجود غيره، أو من ينزعج بصوته، وهو مُخيَّرٌ في ما سوى هذه الحالات بينهما، واستدلّوا بفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد سأل عبدالله بن أبي قيس عائشة عن قراءة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في صلاة الليل؛ بالجَهر، أو السرّ، فقالت: (كلُّ ذلك قد كان يفعلُ ، ربَّما أسرَّ بالقراءةِ ، وربُّما جهرَ فقلْتُ : الحمدُ للهِ الذي جعلَ في الأمرِ سعةً).[١٤]
  • المالكيّة: الأفضل عندهم الجَهر في صلاة الليل ما لم يُزعج غيره، فإن أزعج غيره كان حراماً، والإسرار فيها خِلاف الأفضليّة.
  • الشافعيّة: الأفضل عندهم التوسُّط بين الجَهر، والإسرار، بشرط ألّا يُزعجَ غيره.

الأفضليّة بين طول القيام و كثرة الركعات

اختلف الفُقهاء في الأفضليّة بين تطويل صلاة القيام، وزيادة عدد الركعات فيها، إلى عدّة أقوال، وبيانها فيما يأتي:[١٥]

  • القول الأوّل: إطالة القيام أفضل من كثرة عدد الركعات، فمثلاً من يُصلّي ركعتَين ويُطيل فيهما أفضل ممّن يُصلّي أربعاً لا يُطيل فيهنّ، وقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ طُولُ القُنُوتِ)؛[١٦] والقنوت هو القيام نفسه، وكان من فِعله -عليه الصلاة والسلام- المُداومة على التهجُّد مع الإطالة فيه، وهو قول جُمهور الفُقهاء من الحنفية، والشافعية، وفي رواية عند المالكية، ورواية عند الحنابلة، وزاد الشافعية أنّ هذا يكون في حالة الصلاة قائماً، أمّا إن صلّى جالساً فإنّ كثرة العدد أفضل من طول القيام؛ لتساويهما في المَشقّة حال الجُلوس.
  • القول الثاني: تكون إطالة القيام أفضل إن لم يكن للمُسلم وردٌ من القُرآن يقرؤه، أمّا إن كان له وِرْدٌ فكثرة الركعات أفضل، وهو قول أبو يوسف من الحنفيّة.
  • القول الثالث: كثرة الركعات أفضل من إطالة القيام، واستدلّ القائلون بذلك بالأحاديث التي تَحُثّ على كثرة السجود، كحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذي قال فيه: (عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً)،[١٧] والسجود لا يكون إلّا لله -تعالى-، ويكون في الفَرض، والنَّفل، أمّا القيام فهو يسقُط في حال النافلة، وهو قول المالكية في المشهور عندهم، وفي رواية عن الحنابلة.
  • القول الرابع: كثرة الركعات وطول القيام سواء، ولا أفضليّة لأحدهما على الآخر؛ لوجود دليلٍ على كُلٍّ منهما، وهو قول عند الحنابلة.

مراتب قيام الليل

قسَّمَ العُلماء قيام الليل إلى عدّة مراتب، وبيانها فيما يأتي:[١٨]

  • المرتبة الأولى: قيامُ الليل كُلّه.
  • المرتبة الثانية: قيام نصف الليل؛ وذلك بالنوم في الثُّلث الأوّل منه، والسُّدس الأخير منه فقط.
  • المرتبة الثالثة: قيام ثُلث الليل؛ وذلك بنوم النصف الأوّل منه، والسُّدس الأخير منه؛ وهو قيام نبيّ الله داود -عليه السلام-، ويُعَدّ أفضل القيام؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وأَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ).[١٩]
  • المرتبة الرابعة: قيام سُدس الليل، أو خُمسه، وأفضله القيام في النصف الأخير منه.
  • المرتبة الخامسة: قيام الليل من غير تقدير ولا حسابٍ للوقت؛ فقد كان بعض الصحابة يقوم في أوّل الليل حتى ينعس، فينام، فإذا استيقظ من الليل صلّى، وإذا نعس نام، وهكذا حتى الصباح، أو ينام في أوّل الليل، وعندما يستيقظ يقوم ما تبقّى من الليل.
  • المرتبة السادسة: القيام بمقدار صلاة ركعتَين، أو أربع ركعات.

أفضل أوقات الليل للقيام

اتَّفَق الفُقهاء على أنّ أفضل وقتٍ لقيام الليل هو الثُّلث الأخير منه؛ لأنّه وقت تنزُّل الله -تعالى- بالرحمة، وهو وقت استجابة الدُّعاء، كما أنّه وقت يغفل عنه الناس، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إن أقربَ ما يكونُ الرَّبُّ من العبدِ جوفُ الليلِ الآخِرِ، فإن استطعتَ أن تكونَ ممن يَذكرُ اللهَ في تلك الساعةِ فكُنْ)؛[٢٠]فالعبادة في آخر الليل أفضل من أوّله للحديث المذكور.[٢١]

فضل قيام الليل

لقيام الليل الكثير من الفضائل التي جاءت الأدلّة ببيانها، ومنها ما يأتي:[٢٢]

  • مُحافظة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عليها حتى تتشقّق قدماه؛ قالت عائشة -رضي الله عنها- في صفة صلاة النبيّ بالليل: (كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ).[٢٣]
  • قيام الليل من أسباب دُخول الجنّة، ورَفع الدرجات فيها، وهو سبب لتكفير السيّئات؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ ، و أطْعِمُوا الطَّعامَ ، وصِلُوا الأرحامَ ، و صلُّوا باللَّيلِ و النَّاسُ نيامٌ ، تدخُلوا الجنَّةَ بسَلامٍ).[٢٤]
  • المُحافظة على قيام الليل من صفات المُحسنِين؛ قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ).[٢٥]
  • مَدْح الله -تعالى- لقائم الليل، وشهادته له بالإيمان؛ قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).[٢٦]
  • قيام الليل أفضل الصلوات بعد الفريضة، وهو شرف المؤمن، كما أنّ صاحبه يُغبَط عليه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).[٢٧]
  • قراءة القُرآن الكريم في قيام الليل من أعظم الغنائم؛ لِما في ذلك من الأُجور العظيمة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ).[٢٨]

آثار قيام الليل

هُناك العديد من الفوائد والآثار لقيام الليل، ومنها ما يأتي:[٢٩]

  • يُعَدّ شُكراً لله -تعالى- على نِعَمه، وطريقاً لزيادة الخير، كما أنّه ينهى فاعله عن المعاصي.
  • يجعلقيام الليل اللذّة في قلب فاعله، والنور في وجهه.
  • يُعَدّ سبباً في صلاح الأولاد، وسَعة الرِّزق.
  • يُعَدّ من أسباب إجابة الدُّعاء، ونَيل مَحبّة الله -تعالى-، والنجاة من الفِتَن.

آداب قيام الليل

لقيام الليل العديد من الآداب التي ينبغي على المُسلم الحرص عليها، ومنها ما يأتي:[٣٠]

  • عَقد النيّة عند النوم على الاستيقاظ لقيام الليل، فإن غلبه النُّعاس ونام، كُتِب له الأجر كاملاً؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما منِ امرئٍ تَكونُ لَهُ صلاةٌ بليلٍ يغلبُهُ عليْها نومٌ إلاَّ كتبَ لَهُ أجرُ صلاتِهِ وَكانَ نومُهُ عليْهِ صدقةً).[٣١]
  • التوجُّه إلى الله -تعالى- بالدعاء حين الاستيقاظ لقيام الليل، وذلك بالدُّعاء الوارد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في قوله: (مَنْ تعارَّ مِنَ الليلِ، فقال حينَ يستيقظُ: لَا إلهَ إلَّا اللهُ ، وحدَه لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ، ولَهُ الحمدُ، يُحْيِي ويميتُ، بيدِهِ الخيرُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ؛ سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ، ثُمَّ قال: اللهمَّ اغفرْ لي، أوْ دعا اسْتُجِيبَ لَهُ، فإِنْ قام فتوضَّأَ ثُمَّ صلَّى قُبِلَتْ صلاتُهُ).[٣٢]
  • استفتاح صلاة الليل بركعتَين خفيفتَين؛ لفِعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كان يفتتح قيامه بركعتَين خفيفتَين.
  • إيقاظ الأهل لقيام الليل؛ فقد ورد عن أُم سلمة -رضي الله عنها-؛ زوج النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، أنّها قالت: (اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةً فَزِعًا، يقولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الخَزَائِنِ، ومَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الفِتَنِ، مَن يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ – يُرِيدُ أزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ – رُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ).[٣٣]
  • تَرك الصلاة عند النُّعاس الشديد؛ فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إذَا نَعَسَ أحَدُكُمْ وهو يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ، حتَّى يَذْهَبَ عنْه النَّوْمُ، فإنَّ أحَدَكُمْ إذَا صَلَّى وهو نَاعِسٌ، لا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ).[٣٤]
  • إطالة القيام عند الاستطاعة.
  • الصلاة بقَدر الاستطاعة، وعدم إرهاق النَّفْس، مع المُحافظة عليها ولو بقَدرٍ قليل؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ).[٣٥]
  • البقاء مع الإمام حتى يُنهي صلاته كاملة إن كان يُصلّي في جماعة؛ لأنّ الله -تعالى- يكتب له أجر قيام الليل كاملاً؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).[٣٦]

كيف أحافظ على قيام الليل

هُناك الكثير من الأُمور التي تُعين على قيام الليل، وتُحفِّز المُسلم للمحافظة عليه، ومنها ما يأتي:[٣٧]

  • عدم إرهاق النَّفس خلال النهار بالأعمال الشاقّة التي قد تُضعف الجسم عن القيام.
  • عدم تَرك القيلولة خلال النهار؛ لتكون عوناً للمسلم في قيام الليل؛ لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (قِيلُوا، فإنَّ الشياطينَ لا تَقِيلُ).[٣٨]
  • اجتناب الذُّنوب؛ حتى لا تكون سبباً يحول دون قيام الليل؛ بسبب قسوة القلب، وبالتالي الحيلولة بينه وبين رحمة الله -تعالى-؛ فمَن أحسنَ في النهار، وُفِّقَ في الليل.
  • عدم المُبالغة في تنعيم الفراش؛ حتى لا يكون سبباً في الحيلولة دون قيام الليل؛ فالسيّدة عائشة -رضي الله عنها- لمّا سُئِلت عن فِراش النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، قالت: (إنَّما كان فِرَاشُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الذي يَنامُ عليهِ من أَدَمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ).[٣٩]
  • عدم الإكثار من اللَّغو، وفي المُقابل يجب الإكثار من ذِكر الله -تعالى-؛ لأنّ الذِّكر يُحيي القلب، وصاحبه مُوفَّقٌ إلى قيام الليل.
  • عدم أكل الحرام، والاجتهاد في طلب الحلال.
  • تجنُّب الحقد والبغضاء للمُسلمين، مع المُحافظة على سلامة القلب من أمراض القُلوب.
  • عدم الرُّكون إلى الدُّنيا، والإكثار من ذِكر يوم القيامة، والقبر، وأهوالهما، وتذكُّر أنّ الدُّنيا فانية لا محالة.
  • الإكثار من سماع الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة التي تُبيّن فضل قيام الليل، والتفكُّر فيها، وتذكُّر حلاوة الوقوف بين يدَي الله -تعالى-.

المراجع

  1. “هل هناك فرق بين صلاة الليل و قيام الليل”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
  2. سورة الفُرقان، آية: 63-64.
  3. سورة الذاريات، آية: 15-18.
  4. حسين بن عودة العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، عمان: المكتبة الإسلامية ، صفحة 139، جزء 2. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 998، صحيح.
  6. “حكم التنفل بعد الوتر”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-5-2020. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1139 ، صحيح.
  8. محمود محمد خطاب السّبكي (1977)، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)،  : المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 181-182، جزء 5. بتصرّف.
  9. عبدالله بن مانع بن غلاب العتيبي (2014)، فقه عمل اليوم والليلة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار التدمرية، صفحة 259-260، جزء 1. بتصرّف.
  10. “صِفةُ صَلاةِ القِيامِ”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2020. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 749، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1338، صحيح.
  13. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 125-126، جزء 34. بتصرّف.
  14. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 449، صحيح.
  15. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت ، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 126-126، جزء 34. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن وبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 488، صحيح.
  18. نجم الدين أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي (1978)، مُخْتََصَرُ مِنْهَاجِ القَاصِدِينْ، دمشق: مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ، صفحة 68-69. بتصرّف.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3420، صحيح.
  20. رواه الألباني ، في صحيح ابن خزيمة، عن عمرو بن عبسة، الصفحة أو الرقم: 1147 ، إسناده صحيح.
  21. محمود محمد خطاب السّبكي (1977)، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (الطبعة الرابعة)،  : المكتبة المحمودية السبكية، صفحة 180-181، جزء 5. بتصرّف.
  22. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، قيام الليل فضله، وآدابه، والأسباب المُعينة عليه في ضوء الكتاب والسُنة، صفحة 7-14. بتصرّف.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4837، صحيح.
  24. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن سلام، الصفحة أو الرقم: 616، صحيح.
  25. سورة الذاريات، آية: 16-17.
  26. سورة السجدة، آية: 15.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1163، صحيح.
  28. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1398، صحيح.
  29. محمد بن إبراهيم بن سليمان الرومي (2013)، قيام الليل (الطبعة الأولى)، الرياض: دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع، صفحة 139-144. بتصرّف.
  30. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 652-657، جزء 8. بتصرّف.
  31. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1314، صحيح .
  32. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 1154، صحيح.
  33. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 7069، صحيح.
  34. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 212، صحيح .
  35. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6464، صحيح.
  36. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1363، صحيح.
  37. وحيد بن عبد السلام بالي، الأمور الميسرة لقيام الليل، السعودية: دار الضياء للنشر والتوزيع، صفحة 66-74. بتصرّف.
  38. رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6150 ، صحيح.
  39. رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 282، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى