'); }
لوط هو واحد من أنبياء الله – عزّ وجل – الشرفاء وهو قريب من إبراهيم الخليل – عليه السلام -، ورد ذكره في القرآن الكريم على أنّه واحد من الأنبياء بينما ورد ذكره في الكتب السماويّة الأُخرى في الإنجيل والتوراة على أنّه رجل صالح.
أمّا قوم لوط عليه السلام فهم القوم الذين أُرسل إليهم هذا النّبي الكريم ليخرجهم ممّا هم فيه من الدناءة والبهيمية ويرتقي بهم إلى مستوى الإنسان، فالحيوانات قد تخجل أن تفعل كفعل هؤلاء، والشائع أنّ اسم قريتهم هو سدوم، ومن الصفات التي اشتهر بها قوم لوط الصفة الأولى وهي الصّفة الأشهر الشذوذ الجنسي أو المثليّة الجنسيّة، فقد أورد القرآن الكريم كما باقي الكتب السماوية الأخرى أنهم كانوا يأتون الذّكور دون النساء وهذه الفاحشة هي من أعظم الفواحش وأكثرها مخالفة للفطرة البشريّة، فالإنسان فُطر على أن الحالة الطبيعية للجنس هي بين الذّكر والأنثى وهذه هي الخطّة التي ارتضاها الله تعالى لنا، ولها ما تُعَلَّل به وهي أنّ التكاثر لا يكون إلّا بهذا السبيل، أمّا ما انتشر بين قوم لوط – عليه السلام – والذي ينتشر حالياً مثله وبأشكال ربما تكون أكثر فجاجة فهي من الفواحش التي لا ترضاها الفطرة البشرية السليمة والتي لا يرضاها الله تعالى لمن آمن به، الصّفة الثانية من صفات قوم لوط هي أنّهم كانوا قُطّاع طريق، ولم يسلم منهم أحد، فالإيذاء هو السّمة الأساسيّة من سماتهم القميئة.
كما لم يدّخر لوط – عليه السلام – أي جهد في سبيل ثنيهم عن هذا الانحراف الواضح الصارخ، وإرجاعهم إلى سبيل الحق وإلى الفطرة البشرية التي فطر الله تعالى البشر عليها، إلّا أنّهم رفضوا ذلك رفضاً كبيراً، فخسف بهم الله تعالى الأرض التي هم عليها وهذه من أشد العقوبات التي عاقب الله تعالى بها الأقوام السابقة، حيث جعل عاليها سافلها وأمطرت عليهم الحجارة، وأنقذ الله تعالى لوطاً وعائلته المؤمنين إلّا امرأته التي هلكت مع قومها الأنجاس.
'); }
وفي هذا السّياق وجب علينا الإشارة بما شاع بين العرب مِن تسمية الشذوذ الجنسي بين الرجال بـ ” اللواط “، والتي بدورها تعد مِن الأخطاء الشائعة الشنيعة، لأنّ فيها إلصاقاً لاسم فاحشة قميئة من هذا النّوع باسم نبي طاهر من أنبياء الله تعالى، فالأصل أن تُسمّى هذه الفاحشة كما سمّاها القرآن الكريم وهي ” إتيان الذكران “، فالقرآن لم يسمها بهذا الاسم المنتشر بين الناس، كما من الممكن أيضاً تسميتها بالسدومية نسبة إلى مكان قوم لوط.