مصطلحات إسلامية

جديد ما هي صفات الله تعالى

مقدّمة

الحمد لله الربّ المعبود، الموجود قبل خلق الوجود، الأول الذي لا شيء قبله، الآخر الذي لا شيء بعده، أحمده ربّنا على نعمه التي لا تعدّ ولا تحصى، والصلاة والسلام، على من لا نبيّ بعده، محمّدٌ بن عبدالله الصادق الأمين، وبعد.

سنتناول في هذا المقال الشيّق عن أجمل وأفضل ما يمكن للمرء أن يتحدّث عنه. إنّ مقالنا هذا عن صفات ربّ العزّة -جلّ شأنه- فما هي صفات ربّنا تبارك وتعالى؟ ولكن قبل أن نتحدّث عن صفات الله -تعالى-، لابدّ لنا أن نعْلم الفرق بين أسماء الله وصفاته.

ما الفرق بين أسماء الله تعالى وصفاته

هناك البعض الكثير من عامّة المسلمين، لا يفرّق بين أسماء الله وصفاته، ويختلط عليهم الأمر، وسنوضّح هنا الفرق بين الأسماء الحسنى لله –تعالى- وبين صفاته –سبحانه-.

إنّ لله أسماءً أنزلها في كتابه الكريم، وأسماءً علّمها رُسُله الكرام، وأسماءً استأثر بها في علم الغيب وكذلك الصفات، فإنّ لله صفاتٌ تدلّ على كماله، فما الفرق بين أسماء الله وصفاته تعالى؟

إن أسماء الله تدلّ على ذات الله وكمال صفاته، فالسميع العليم، إسمان من أسماء الله الحسنى، ويدلّان على الذات الإلهية، ويدلّان على كمال صفتي السمع والبصر، أمّا الصفات فهي تدلّ على صفات الكمال للذات الإلهية، ولا تدلّ على ذات الله –تعالى- والصفات أوسع من الأسماء، أمّا الأسماء فكلّ اسم من أسماء الله تعالى يدلّ على صفة من صفاته، مع الدلالة على ذاته كما أسلفنا، فكلّ أسماء الله تعالى صفات، وليس كل صفات الله -تبارك وتعالى- أسماء.

صفات الله تعالى

كما أسلفنا الذكر، فإنّ لله صفاتٍ أوسع وأشمل من الأسماء الحسنى، وهي صفات تدلّ على كمال الله تعالى، فسبحان من له الكمال، فما هي صفات ربّنا -جلّ في علاه-؟

إنّ صفات الله –تعالى- كثيرة جدّاً، وقد قسّم العلماء الصفات إلى ثلاثة أقسام:

  • اعتبار إثبات الصفات ونفيها.
  • اعتبار تعلق الصفات بذات الله وأفعاله.
  • اعتبار ثبوت الصفات وأدلّتها.

أمّا القسم الأول، فله نوعين من الصفات، صفاتٌ مثبتة، وهي ما أثبته الله تعالى لذاته، أو أثبته رسول الله _صلّى الله عليه وسلّم_ لله، وصفات سلبيّة، وهي ما نفاه الله سبحانه عن ذاته، أو نفاه له رسوله الكريم _عليه الصلاة والسلام_ وهي صفات النقص كالموت والجهل … وغيرها.

أمّا القسم الثاني، فله -أيضاً- نوعين، صفات ذاتيّة، تتعلق بذات الله –سبحانه- وصفات فعليّة، تتعلق بمشيئة الله وقدرته.

أمّا القسم الثالث، فله نوعين، صفات خبريّة، وهي الصفات النقليّة التي أخبرنا بها القرآن الكريم، ورسول الله _صلّى الله عليه وسلّم_، ووجب علينا الإيمان بها دون السؤال عن كيفيّتها، والصفات السمعيّة العقليّة، وهي التي يشترك في إثباتها النقل والعقل.

أمّا صفات الله -تبارك وتعالى- التي وردت في الكتاب أو السُّنّة، فهي كالتالي:

  • الأوليّة فالله -سبحانه وتعالى- هو الأوّل الذي ليس قبله شيءٌ، والآخر الذي ليس بعده شيءٌ، وهي صفةٌ ذاتيّة لله جلّ في علاه، والمعنى أنّ الله تبارك وتعالى لم يسبقه شيءٌ في الوجود، فهو موجود قبل خلق الوجود، قال الله تعالى: “هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكلّ شيءٍ عليم”.
  • الإتيان والمجيء فصفة الإتيان وصفة المجيء هي الصفات الفعليّة الخبريّة، وهي ثابتة في القرآن والسنّة، فالله سبحانه وتعالى يأتي ويجيء، فيجب أن نؤمن باللفظ والمعنى، دون السؤال عن الكيفيّة، قال الله –سبحانه-: “هل ينظرون إلّا أن يأتيهم الله في ظُلَلٍ من الغمام والملائكة وقضي الأمر”، وقال –أيضاً-: “وجاء ربّك والملك صفّاً صفّاً”.

  • فالإجابة هي صفةٌ من الصفات الفعليّة لله –تعالى-، وهي مأخوذة من اسم الله المجيب، فالله سبحانه وتعالى مجيب للدعوات، قال الله: “وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الداعي إذا دعانِ”، فهو الذي يجيب دعوات عباده، وهو الذي يجيب المضطرين، وهو الذي يقبل من الانابة من المستغفرين.
  • الإحاطة، فالله تبارك وتعالى قد أحاط بكل شيء علماً، وأحاط الأزمان، وأحاط الأماكن، فهو الأوّل والآخر، وهو الظاهر والباطن.
  • الأحد، وهي صفةٌ متعلقة بذات الله، ومعناها أنّ الله واحدٌ لا نظير له ولا مثيل، فالله أحدٌ صمدٌ، ليس له ولد.
  • الإحسان، وهي صفةٌ فعليّة لله تعالى، معناها أنّ الله تعالى أحسن وأنعم على سائر مخلوقاته بشتّى النعم التي لا تعدّ ولا تحصى، وكذلك يأتي معناها على وجه آخر وهو أن الله أحسن كلّ شيءٍ إتقاناً وإحكاماً.
  • الإحياء، وهي صفة فعليّة لله –سبحانه-، فالله تبارك وتعالى يحيي من كان عَدَماً، ويميت الأحياء، ويحيي من مات ليوم الحساب، كذلك فالله يحيي الأرض بعد موتها.
  • الأخذ باليد وهي صفة فعليّة خبرية، نؤمن بها دون السؤال عن الكيفيّة، فقد ورد لفظ اليدْ في عدّة مواضع، فالله سبحانه له يدٌ لا تشبه أحداً من مخلوقاته، وكلتا يديه يمين.
  • الإرادة والمشيئة صفتان ثابتتان في كتاب الله وسنّة رسوله _صلّى الله عليه وسلّم_ فكلّ شيءٍ بإرادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى، فمشيئة الله ليست كمشيئة العبد، وكذلك الإرادة.
  • الاستحياء، فالله سبحانه حييٌّ ستّير، فهو يستحي أن يردّ عبداً صالحاً إذا دعاه.
  • استدراج الكافرين، صفة فعليّة من صفات الله، فالله سبحانه يستدرج الكافرين من حيث لا يعلمون.
  • الاستهزاء بالكافرين، فالله سبحانه يستهزئ بالكافرين ويمدّهم في طغيانهم، وهي صفة فعليّة خبريّة ثابتةٌ في القرآن الكريم.
  • الاستواء على العرش وهي صفة خبريّة فعليّة، ثابتة في القرآن الكريم، وسنّة النبيّ _صلّى الله عليه وسلّم_ نؤمن بالصفة، ولا نعلم الكيفيّة، بل لا يجوز أن نسأل عن الكيفيّة، فهي من علم الغيب.
  • الأسف، وهي صفةٌ فعليّة خبريّة، بمعنى الغضب، ثابتة في القرآن الكريم، قال الله تعالى: “فلمّا آسفونا انتقمنا منهم”.
  • الأصابع وهي صفة ذاتيّة خبريّة ثابتةٌ في أحاديث رسول الله _صلوات ربّي وسلامه عليه_، فقلوب العباد معلقة بين إصبعين من أصابع الرحمن كما قال المصطفى _صلّى الله عليه وسلّم_.
  • الاطّلاع، صفةٌ فعليّة خبريّة.
  • الإعراض، صفةٌ فعليّةٌ ثابتة في الأحاديث النبويّة الشريفة.
  • الإلهيّة والألوهيّة، فالله سبحانه هو الإله المألوه، أي المعبود بحقّ، فلا يعبد سواه.
  • الانتقام من المجرمين، وهي صفة فعليّة ثابتة في الكتاب والسنّة، فالله عزيز ذو انتقام.
  • الباطنيّة صفة مأخوذة من اسم الله الباطن، فهو الباطن الذي لم يظهر لمخلوق ذاته ولا كيفيّة صفاته، وهو الباطن الذي ليس شيءٌ أقرب إلى شيءٍ منه –سبحانه-.
  • بديع السماوات والأرض، وهي صفةٌ ثابتةٌ في الكتاب والسُّنة، أي أنّه –سبحانه- أبدع في خلق السماوات والأرض.
  • البركة والتبارك، صفة ذاتيّة وفعليّة لله -تبارك وتعالى- وهي ثابتة في الكتاب والسُّنَّة.
  • البسط والقبض، صفة فعليّة خبريّة ثابتة في الكتاب والسُّنّة.

وهناك الكثير من الصفات فكل أسماء الله تتضمّن صفات كماله، والصفات أعمّ وأشمل.

ختاماً

وفي الختام نودّ أن نلفت النظر إلى أنّ الصفات المتعلّقة بالأفعال هي كثيرةٌ –جداً- أكثر من أن تُحصى، فالله سبحانه وتعالى فعّال لما يريد، ويجب علينا -نحن المسلمين- أن نؤمن بجميع أسماء الله وصفاته إيماناً مطلقاً، فلا نُؤوّل ولا ننكر، ولا نزيد ولا ننقص، بل علينا التسليم بها كمسلّمات، ولا نسأل عن الكيفيّة، فالله سبحانه ليس كمثله شيءٌ في الأرض ولا في السماء، ولمن أراد الاستزادة في أسماء الله وصفاته، يجد ذلك جليّاً واضحاً في سورة الإخلاص، وآية الكرسي، و-للأسف- فهناك الكثير ممّن ينكرون ويؤوّلون صفات الله، وهم يظنّون أنّهم ينزّهون الله، فنقول لهم: “قل أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض”. سبحان ربّك ربّ العزة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى