علوم

جديد ما هي صبغة الميلانين

مقالات ذات صلة

لون البشرة

يتفاوت جميع البشر ويختلفون كثيراً حسب لون البشرة، ويرجع الاختلاف في لون بشرة الجسم بين البشر إلى ما يُسمّى صبغة الميلانين، وهي الصّبغة المسؤولة عن إعطاء الجلد والشّعر والعينين لونها. يتميّز النّاس ذوي البشرة الدّاكنة بمستوىً وتركيز أعلى لصبغة الميلانين في الجلد أكثر من النّاس ذوي البشرة الفاتحة والبيضاء. يتم إنتاج الميلانين من الخلايا التي تُسمّى الخلايا الصباغيّة، وتعمل هذه الخلايا على حماية الجلد من ضرر الأشعة الشمسيّة، لذلك تعمل على زيادة إنتاجها من الميلانين ردّاً على التّعرض لأشعة الشّمس، الأمر الذي يؤدّي أحياناً إلى حدوث النّمش الذي هو بطبيعة الحال مناطق صغيرة تكوّنت نتيجةً لزيادة إنتاج الميلانين فيها.

طريقة إنتاج صبغة الميلانين

يتكوّن جلد الإنسان من طبقتين رئيسيّتين: البشرة في أعلى الجلد، والأدمة أسفلها، وتتكوّن طبقة البشرة من أربعة أنواع من الخلايا إحداها الطّبقة الصبغيّة الموجودة في قاعدة البشرة من الأسفل، في هذه الطبقة توجد جُسيمات صغيرة تُسمى الجسيمات الميلانينيّة أو الخلايا الصباغيّة (بالإنجليزية:Melanosome) ووظيفتها إفراز الميلانين في الجلد.

يتم إنتاج صبغة الميلانين في الخلايا الصباغيّة في الجلد لمعظم الكائنات الحيّة بما فيها الإنسان. والميلانين هي أحماض أمينيّة من نوع التّيروسين، حيث يتم حدوث تفاعلات كثيرة داخل حويصلات هذه الخلايا، وتقوم الأجسام الصباغيّة بتحويل التّيروسين إلى نوعين من الميلانين لدى البشر: وهي الميلانين العادي ويتحدّد باللون الأسود والبنيّ، والميلانين غير العادي ويتحدّد باللون الأحمر والأصفر، بعد ذلك تعمل الخلايا الصباغيّة على نقلها إلى الخلايا الكيراتينيّة، والخلايا الموجودة في أعلى طبقات الجلد، وقزحيّة العين، وبُصيلات الشّعر فيُعطيها اللون الذي هو عليه.[١]

وظائف صبغة الميلانين

كغيرها من أعضاء الجسم، فإنّ لصبغة الميلانين أهميّة كبيرة في جسم الإنسان ومظهره، ولا يُقدّر أهميّة هذه الصّبغة إلا من فقدها، إذ إنّ وظائف هذه الصّبغة تتلخّص فيما يأتي:[٢]

  • إعطاء لون الجلد بشكل مُتناسق في كامل أجزاء الجسم.
  • امتصاص الأشعة فوق البنفسجيّة الضارّة القادمة من الشّمس لحماية الأحماض النوويّة في الإنسان، لأنّ الأشعة فوق البنفسجيّة تُسبّب تلف الأحماض النوويّة للخلايا إذا اخترقت الجلد، لذلك يتم تفسير البشرة السّوداء لشعوب أفريقيا والمناطق الحارّة بسبب تعرّض أجسامهم لكميّات كبيرة من أشعة الشّمس، فتقوم بتحفيز الجلد لإفراز صبغة الميلانين لحماية الخلايا من الأشعة فوق البنفسجيّة.

العوامل التي تؤثر في إنتاج صبغة الميلانين

يتم تحديد لون الجلد بناءً على عوامل وراثية مسؤولة عن عدد ونشاط الخلايا الصباغيّة، إلا أنّ هناك عوامل بيئية ووراثية أخرى يتأثّر بها لون الجلد والشّعر، ومن هذه العوامل:[١]

  • التّعرض للأشعة فوق البنفسجية: عند تعرّض الجسم للأشعة فوق البنفسجية تقوم الخلايا بإنتاج كميّات كبيرة من صبغة الميلانين لحماية الجسم من هذه الأشعة الضّارة التي تؤدّي إلى تلف الحمض النوويّ للخلايا، فيختلف لون جلد الإنسان حسب البيئة التي يعيش فيها إن كانت ذات أشعة شمس ساطعة أو غير ساطعة.
  • العامل الوراثيّ: حيث تختلف الصّبغة ولونها من خلال الجينات الوراثيّة، لذلك يختلف لون الأبناء في فيما بينهم اعتماداً على وراثة الجينات الصبغيّة، خصوصاً إذا كان الأب والأم مختلفين في لون البشرة ولون العينين.
  • حجم الخلايا الصباغيّة: يؤدي اختلاف حجم الخلايا الصباغيّة إلى الاختلاف في كميّة صبغة الميلانين المُنتَجَة في الخليّة.
  • الحالات المرضيّة: هناك عدّة أمراض قد تؤثّر على إنتاج صبغة الميلانين، منها مرض المهق (أي عدم القدرة الوراثيّة لإنتاج الميلانين)، ومرض البهاق وغيرها.

أمراض مُتعلقة بالميلانين

قد تتعرّض صبغة الميلانين للضرر أحياناً مُسبّبةً أمراضاً مُختلفة للإنسان، وفيما يأتي بعض هذه الأمراض التي تتأثّر بصبغة الميلانين:[٣]

  • النمش: (بالإنجليزية:Freckles)، وهي بُقع بُنيّة صغيرة ذات عدد كبير تُصيب أصحاب البشرة الشّقراء، يظهر النّمش عادةً في المناطق المكشوفة من الجسم، مثل الوجه، والرّقبة، واليدين، حيث تُفرز الخلايا الصبغيّة كميّات أكبر من الميلانين عند تعرّضها للشّمس.
  • البُهاق: وهو أحد أكثر الأمراض الجلديّة انتشاراً في العالم، والمرض عبارة عن فقدان اللّون الطبيعيّ للجلد النّاتج عن قلّة أعداد الخلايا الصبغيّة واختفائها، ممّا يُسبّب البياض الكامل لمناطق الجلد المُصابة.
  • الكلف: وهي بُقع بُنيّة تُصيب المناطق المكشوفة من الجسم وخاصّةً عند النّساء، وتظهر هذه الحالة بسبب زيادة في نشاط الخلايا الصبغيّة في الجلد نتيجةً لتعرّضها للشّمس، أو نتيجة التغيّرات الهرمونيّة عند الحوامل أو في مرحلة البلوغ.
  • البرص: وهو مرضٌ خلقيّ ينتج بسبب انعدام إنتاج صبغة الميلانين في الجسم، وذلك لتشوّهٍ في إنزيم تيروزيناز المسؤول عن إنتاج هذه الصّبغة، مما يُعرّض المصاب بالمرض للحروق الشمسيّة، والسّرطانات الناتجة عن اختراق الأشعة فوق البنفسجيّة للجلد.
  • الفينيل كيون البولي: (بالإنجليزية:phenylketonuria)، وهو مرض وراثيّ يتسبّب بانخفاض مُستويات الميلانين في الجلد، ولكن ليس بشدّة مرض البرص.
  • الصدفيّة: مرض الصدفيّة لا يكون بسبب فقدان صبغة الميلانين، ولكن الالتهابات الجلديّة المُصاحِبة للمرض تؤدّي لتلف الخلايا الصباغيّة المُفرِزة للميلانين.
  • الشّيب: قد لا يكون الشّيب مرضاً لأن أغلب البشر سيتعرضون له خلال مسيرة حياتهم، حيث يبدأ الشّيب عند الإنسان مع تقدّم عمره ممّا يؤدّي لموت وبطء تكاثر الخلايا الصباغيّة، ممّا يجعل الشعر أبيضَ لعدم وجود الخلايا الصباغيّة الكافية لتلوين الشّعر بالأسود.

المراجع

  1. ^ أ ب حسين كريشان، “التغيرات اللونية في الجلد”، مجلة قلب الأردن.
  2. عبير مبارك (1-7-2008)، “ثلاث قواعد أساسية.. للعناية بالجلد”، صحيفة الشرق الأوسط.
  3. “التغيرات اللونية في الجلد، تغير في صباغ أو أصبغة الجلد”، طبيب دوت كوم، 14-2-2009.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى