محتويات
ما هي زكاة النفس
التزكية في اللغة هي مصدر للفعل زكى، ولها معنيان الأول هو التطهير؛ زكى الثوب أي طهّره، والثاني هو الزيادة؛ زكّى المال أي نمّاه وزاد عليه، أما المعنى الاصطلاحي للتزكية هو تطهير النفس من الأوساخ والدنس، وتنميتها بزيادتها بالأوصاف الحميدة، وبناءً على هذا المعنى وردت العديد من الآيات القرآنية التي تأمر بتزكية النفس وتهذيبها، قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) [سورة الأعلى: 14_15].
حكم تزكية النفس
ذهب بعض العلماء من أمثال الغزالي إلى أنّ تزكية النفس هي فرض عين على كل مؤمن، حيث يتوجب على كل شخص أن يتعلم كيفية تطهير القلب، في حين ذهب جمهور العلماء إلى أنه ليس فرض عين إلا في حق من ظن بوجود مرض من أمراض القلب فيه، فيلزمه حينئذ تعلم سبل علاج ذلك المرض، وبناءً على ذلك فإنهم قالوا بأنّ تعلّم أمراض القلب فرض كفاية على الأمة عامة، وليس على فرد بعينه.
أهمية تزكية النفس للإنسان
- أنّ الله تعالى أقسم في القرآن الكريم بأحد عشر قسماً على فلاح من زكّى نفسه، وعلى خسران من أهملها.
- تعتبر النفس الإنسانية من أشد أعداء الإنسان الداخليين، وذلك لأنها تدعو إلى إيثار الحياة الدنيا والطغيان، وأنّ سائر الأمراض التي تصيب القلب تنشأ من جانبها، لذلك يتوجب على الفرد تزكية نفسه.
- تعدّ التزكية طريقاً للوصول إلى الجنة، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ) [النازعات: 40].
- أن الإنسان بطبيعته محبٌ للكمال، لذلك فينبغي عليه أن يعمل على تزكية نفسه، وتربيتها، لأنها محتاجة إلى الرعاية والاهتمام.
- كثرة وقوع العبد في الآثام، وتفريطه في حق الله وطاعته.
- تسلط الشيطان على النفس، واشتمالها على أخلاق ذميمة.
أقسام تزكية النفس
- التخلية: تطهير النفس من أمراضها، وأخلاقها السيئة مثل: الشرك، والحسد، والبغض، والغضب، والرياء، والبخل، والحرص على الدنيا وحبها لذاتها، وإيثارها على الآخرة.
- التحلية: ملء النفس بالأخلاق الحسنة، بحيث يتم إحلالها محل الأخلاق الرذيلة التي تمّ التخلص منها، مثل: التوحيد، والإخلاص، والتوبة، والشكر، والرجاء، وحسن الخُلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وسائل تزكية النفس
- تطهير النفس من الاخلاق السيئة، وتحليتها بالأخلاق الحميدة.
- الحرص على أداء الفرائض، حيث إنّها تعتبر أفضل طاعة يتقرب بها العبد إلى ربه.
- الإكثار من النوافل.
- تدبر القرآن الكريم، فهو جلاءٌ للقلوب، وإذا صفى القلب زكت النفس.
- التوبة إلى الله عزّ وجل.
- لزوم الاستغفار، والذكر بشكل دائم.
- توبيخ النفس، وتقريعها وحملها على الطاعة.
- الإكثار من وعظ النفس، وتذكيرها بالموت، ويوم القيامة.
- الحيلولة بين الاغترار بين النفس، والاغترار بالعمل.
- الحرص على محاسبة النفس.
- التحلي بالصبر، والدعاء إلى الله عزّ وجل واليقين بالإجابة.