'); }
رياضة الجودو
تُعتبر رياضة الجودو (Judo) مصارعةً يابانيّةً تقليديّةً تطوّرت في فترة الثمانينات من القرن التاسع عشر الميلادي، وقد وضع الدكتور جيغورو كانو القواعد والمبادىء الفلسفية لها، كما أضاف إليها أساليب التربية البدنيّة، والأخلاقيّة، والفكريّة، وألغى كافّة الحركات الخطرة في هذه اللعبة، كما أنّه افتتح مدرسته الأولى لرياضة الجودو في عام 1882م، وتعني كلمة جودو في اللغة اليابانية الطريق أو الأسلوب الليّن.[١]
تاريخ رياضة الجودو
بدأ تاريخ رياضة الجودو مع ظهور رياضة الجوجوتسو اليابانية (jujutsu)، وقد تطوّرت رياضة الجوجوتسو بفضل مقاتلي الساموراي، وامتلكت شعبيّةً كبيرةً في الماضي، ففي القرن التاسع عشر الميلاديّ تمّ تدريس أكثر من 700 أسلوب من أساليب الجوجوتسو المتنوّعة، وفي فترة الخمسينيات من القرن التاسع عشر الميلاديّ حدثت العديد من التغييرات في العادات، والقيم، والثقافة اليابانية التقليديّة أدّت إلى فقدان فئة الساموراي.[٢]
'); }
كما انتشرت الرأسمالية في البلاد، وتطوّرت حركة التصنيع، وفي تلك الفترة أيضاً تراجعت الأنشطة الفردية بشكل كبير؛ كفنون القتال والجوجوتسو بسبب الاهتمام بشؤون الدولة، حيث اختفت الكثير من مدارس الجوجوتسو وبعض من أساليب الفنون القتالية، والتي لعبت دوراً مهمّاً في ظهور رياضة الجودو.[٢]
تقنيات رياضة الجودو
كانت الجودو اليابانية عبارةً عن أساليب قتالية لا تستخدم السلاح، أمّا الآن فهي تُعتبر بالدرجة الأولى أحد أنواع الرياضات، وتمتاز هذه الرياضة بقواعد رياضيّة مُعقّدة الهدف الأساسي منها هو السيطرة على الخصم دون التسبّب في إيذائه، وذلك من خلال الضغط على مفاصل الرقبة أو الذراع بهدف إضعاف الخصم والسيطرة التامّة عليه، أمّا الزيّ المستخدم في هذه الرياضة فهو سروال من القماش الأبيض وسترة فضفاضة، وقد قام جيغورو بالحفاظ على التقنيات الكلاسيكية للجوجوتسو في رياضة الجودو، وتأسّست جمعيات الجودو في البلدان التابعة للاتحاد الدولي للجودو، والذي يقع مقرّه في بودابست عاصمة المجر.[٣]
أُجريت مسابقات الجودو للرجال للمرّة الأولى في عام 1964م في دورة الألعاب الأولمبيّة في طوكيو، ثمّ أصبحت هذه المسابقات تُعقد بشكل منتظم منذ عام 1972م، وفي عام 1980م بدأت بطولات الجودو العالمية للنساء، وقامت مسابقات الألعاب الأولمبية للنساء في عام 1992م، وتٌشارك أقوى الفرق اليابانية، والفرنسية، والكورية، والبريطانية، والألمانية في الأولمبيات بشكل دائم، إضافةً إلى ذلك فقد بنى جيغورو الجودو على أساس من الأسلوب التعاوني والآمن للتربية الرياضية، حيث إنّ ممارسي هذه الرياضة يقضون وقتاً طويلاً في تعلّم كيفيّة السقوط بأمان على الأرض، إضافةً إلى مساعدة الشخص المُسيطر في هذه الرياضة لخصمه في السقوط بأمان على الأرض.[٣]