حورية البحر
حورية البحر هي مخلوق أسطوريّ بحريّ يجمع ما بين صفات البشر وصفات السمكة، فالجزء العلوي منها يبدو كالإنسان بينما الجزء السفليّ منها يبدو كذيل السمكة، تتمتّع بقدرات سحرية خارقة، وتحبّ الموسيقا والغناء،[١] كما تبدو كفتاة صغيرة بعمر الزواج، ذات شعر طويل تحمل معها مشطاً ومرآة،[٢] وقد ذكرت القصص الشعبية زواج حورية البحر من رجل آدمي، حيث يقوم الرجل بسرقة مشط، أو حزام منها، ويخبّئ ما سرقه في مكان ما، فتعيش معه لحين عثورها على الأشياء الخاصة بها، وبعد ذلك تعود مرة أخرى للبحر، وفي بعض الأحيان يتم الزواج بينهما بشروط معينة، وينتهي إذا تمّت مخالفة أيّ من هذه الشروط.[١]
أسطورة حورية البحر
بدأت أسطورة حورية البحر في العصور الوسطى، حيث اعتُبرت مخلوقاً يغري البحارة معتمدة في ذلك على صوتها، وكانت صافرات إنذار المنارة تحفّزهنّ للغناء، فتستدرجهم للموت، كما تستطيع الحوريات أن تثير العواصف وتهدئها وقتما تشاء، وتتسبّب في حدوث الفياضانات وغيرها من الكوارث، وقد تجلب سوء الحظ والموت لهم، فهي تستدرج البشر للموت عن طريق إغراق سفنهم، كما تقوم بحبس الرجال وتطرح عليهم الأسئلة والأحاجي، فإذا أجابوا بطريقة صحيحة تطلق سراحهم، وإذا أعطوا أجوبة خاطئة تقوم بقتلهم، وذكر في الفلكلور اليوناني في القرن التاسع عشر، التقاء أحد البحارة بحورية اسمها غورغونا في البحر الأسود، فسألته هل يعيش ألكساندر؟ وفي حال أعطى الإجابة الصحيحة فسيعيش ويحكم العالم، وإذا كانت الإجابة خاطئة فستثير الأعاصير وتقتله.[٢][١]
الأساس العلمي لحوريات البحر
يعتقد بعض الباحثين بأنّ مشاهدة حيوانات المحيط التي يتقارب حجمها مع حجم الإنسان، مثل خراف البحر، والأطوم، كانت سبباً لظهور أساطير الحوريات، إذ إنّ هذه الحيوانات تمتلك ذيلاً مسطحاً، كذيل الحورية، ولديها اثنين من الزعانف التي تشبه الأذرع القصيرة، وعليه فمشاهدتها من مسافة بعيدة وفي وقت الغروب تصعّب مسألة التعرّف على نوع المخلوق، حيث إنّ معظم أجزاء جسم هذه الكائنات تكون مغمورة بالماء والأمواج، ولا يظهر منها سوى بعض الأجزاء.[٣]