محتويات
'); }
بكتيريا المعدة
تُعدُّ بكتيريا المعدة، أو جرثومة المعدة، أو البكتيريا الملويَّة البوابيَّة (بالإنجليزية: Helicobacter pylori) واختصاراً H. pylori أحد أنواع البكتيريا التي تصيب المعدة، بحيث تتسبَّب في تلف أنسجة المعدة والجزء الأوَّل من الأمعاء الدقيقة المعروف بالاثني عشر (بالإنجليزية: Duodenum)، مما يؤدِّي إلى الإصابة بالالتهاب والشعور بالألم، وفي بعض الحالات يمكن أن يتسبَّب في حدوث تقرُّحات مؤلمة في الجهاز الهضمي العلوي يُطلق عليها اسم القرحة الهضميَّة (بالإنجليزية: Peptic Ulcers).[١]
بشكل عام ووفقاً لدراسة نشرت في المجلة العالميَّة لطبِّ الجهاز الهضمي (بالإنجليزية: World Journal of Gastroenterology) عام 2010م، فإنَّ معدَّل انتشار العدوى بهذه البكتيريا يختلف بين دول العالم، إذ إنَّ معدَّل الانتشار في البلدان المتقدِّمة يبلغ ما نسبته 30٪ تقريباً، في حين يصل معدَّل الانتشار إلى 80٪ في البلدان النامية،[٢] وقد أشارت منظَّمة الصحَّة العالميَّة (بالإنجليزية: World Health Organization) إلى أنَّ الإصابة بعدوى جرثومة المعدة غير موسميَّة، وعلى ما يبدو أنَّ هذه العدوى تصيب كلاًّ من الرجال والنساء بصورة متكافئة، وذلك على الرغم من وجود إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة “Epidemiologic Reviews” عام 1991 ميلاديّة التي بيّنت وجود خطرٍ أعلى لحدوث لإصابة بهذه العدوى لدى الرجال،[٣][٤] بالإضافة إلى وجود دراسة أخرى نشرتها المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة (بالإنجليزية: American Journal of Epidemiology) عام 1996 ميلاديّة أظهرت وجود خطر أعلى للإصابة بها لدى الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 3-9 سنوات.[٣][٥]
'); }
أسباب الإصابة ببكتيريا المعدة
ما زالت آليَّة الإصابة بالبكتيريا الملويَّة البوابيَّة مُبهمة حتى الوقت الحالي، ولكن يُعتقد أنَّ ذلك يحدث نتيجة ملامسة الفرد السليم للعاب أو براز شخص مصاب، أو عن طريق استهلاك الماء أو الطعام الملوَّث بها، وفي الواقع انخفضت مستويات الإصابة بالبكتيريا الملويَّة البوابيَّة في بلدان العالم المتقدِّم مع تحسُّن ممارسات النظافة العامَّة، وعلى الرغم من أنَّه من المرجَّح أن تصيب هذه البكتيريا الأطفال إلا أنَّها من الممكن أن تصيب البالغين أيضاً، وتنبغي الإشارة إلى أنَّ البكتيريا الملويَّة البوابيَّة تتسبَّب في حدوث تغيُّرات في المعدة والاثني عشر، إذ تصيب البكتيريا الأنسجة الواقية التي تبطِّن المعدة، الأمر الذي يؤدِّي إلى إطلاق بعض الإنزيمات والمواد السامَّة بالإضافة إلى تفعيل الجهاز المناعي، وهذا ما يجعلهما أكثر عرضة للضرر من عصائر الجهاز الهضمي (بالإنجليزية: Digestive juices)، مثل حمض المعدة (بالإنجليزية: Stomach acid)، فقد تؤدِّي هذه العوامل مجتمعة معاً إلى تعرُّض خلايا المعدة أو الاثني عشر إلى إصابة مباشرة أو غير مباشرة، وبالتالي حدوث التهاب مزمن في جدران المعدة أو الاثني عشر يعرفان على التوالي بالتهاب المعدة (بالإنجليزية: Gastritis) والتهاب الاثني عشر (بالإنجليزية: Duodenitis)[٦][٧]
ولمعرفة المزيد عن أسباب الإصابة ببكتيريا المعدة يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب مرض جرثومة المعدة).
طرق انتقال جرثومة المعدة
تختلف طرق انتقال جرثومة المعدة، إلّا أنّ انتقالها من شخص لآخر عن طريق اللعاب هي أكثر الطرق الشائعة، وفي الحقيقة قد تنتشر جرثومة المعدة أيضًا عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث ببراز الشخص المُصاب بجرثومة المعدة، وقد تبين أن معدل انتشار جرثومة المعدة أعلى في البلدان النامية وساهم في ذلك مزيح من العوامل مثل؛ المياه غير المعالجة، والأماكن المزدحمة، وسوء النظافة.[٨]
ولمعرفة المزيد عن طرق انتقال جرثومة المعدة يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق انتقال جرثومة المعدة).
ولمعرفة فيما إن كانت جرثومة المعدة مُعدية، يمكن قراءة المقال الآتي: (جرثومة المعدة هل هي معدية).
أعراض الإصابة ببكتيريا المعدة
تجدر الإشارة إلى أنَّ عدوى البكتيريا الملويَّة البوابيَّة قد تصيب الفرد دون علمه نظراً لعدم ظهور أيَّة أعراض عليه تدلُّ على ذلك، إذ تكون معظم حالات العدوى صامتة كما أنَّ السبب الكامن وراء ذلك ما زال مبهماً إلى الآن، إلا أنَّه يُعتقد أنَّ بعض الأفراد يمتلكون مقاومة أكبر للتأثير الضارِّ للبكتيريا الملويَّة البوابيَّة، أما بالنسبة للحالات التي تظهر فيها الأعراض على الأفراد فعادة ما تتمثَّل بأعراض التهاب المعدة أو مرض القرحة الهضميَّة،[٩][١٠] ويمكن الإشارة إلى العلامات والأعراض التي قد تظهر على المصابين ببكتيريا الملويَّة البوابيَّة فيما يأتي:[١٠]
- ألم البطن الذي يزداد سوءاً عندما تكون المعدة فارغة.
- فقدان الشهيَّة (بالإنجليزية: Loss of appetite).
- التجشُّؤ المتكرِّر (بالإنجليزية: Frequent burping).
- انتفاخ البطن (بالإنجليزية: Bloating).
- فقدان الوزن غير المقصود.
- حرقة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn).[١١]
- الغثيان (بالإنجليزية: Nausea)، أو التقيُّؤ (بالإنجليزية: Vomiting).[١١]
- الشعور بالشبع بعد تناول وجبة صغيرة.[١١]
ولمعرفة المزيد عن أعراض الإصابة ببكتيريا المعدة يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض جرثومة المعدة بالتفصيل).
تشخيص الإصابة ببكتيريا المعدة
يوصي الطبيب بإجراء العديد من الفحوصات للكشف عن الإصابة بالجرثومة الملويَّة البوابيَّة في حال إصابة الفرد في وقت سابق أو حتى في الوقت الحالي بقرحة المعدة، بالإضافة إلى الحالات التي يشعر بها الفرد بانزعاج أو ألم في المعدة لمدَّة زمنيَّة تزيد عن شهر، وينبغي التنويه إلى أهميَّة إخبار الطبيب بجميع الأدوية المستخدمة، بما فيها مضادَّات الالتهاب اللاستيرويديَّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) واختصاراً NSAIDs، والتي قد تكون السبب الكامن وراء حدوث القرحة،[١٢] ويمكن الإشارة إلى الفحوصات والاختبارات التشخيصيَّة المستخدمة لتشخيص الإصابة بالملويَّة البوابيَّة بشيء من التفصيل فيما يأتي:[١٣]
- اختبار الأجسام المضادَّة في الدم: (بالإنجليزية: Blood antibody test) يمكن إجراء هذا الفحص للكشف عمَّا إذا كان الجسم قد صنَّع أجساماً مضادَّة لبكتيريا الملويَّة البوابيَّة، إذ يشير وجود هذه الأجسام المضادَّة إلى إصابة الفرد الحاليَّة أو السابقة بهذه البكتيريا.
- فحص الزفير باليوريا: (بالإنجليزية: Urea breath test) يكشف هذا الاختبار عمَّا إذا كان الفرد مصاباً بعدوى بكتيريا الملويَّة البوابيَّة، هذا بالإضافة إلى أنَّه يستخدم لمعرفة ما إذا كان العلاج المستخدم قد نجح في التخلُّص من بكتيريا الملويَّة البوابيَّة.
- اختبار البراز: (بالإنجليزية: Stool test) يكشف هذا الاختبار عن وجود مستضدَّات الملويَّة البوابيَّة (بالإنجليزية: H. pylori antigens) في البراز، وهي المواد التي تحفِّز الجهاز المناعي لمحاربة عدوى الملويَّة البوابيَّة.
- التنظير الداخلي: (بالإنجليزية: Endoscopy) في بعض الأحيان يستخدم الأطباء أنبوباً مرناً يُعرف بالناضور الباطني (بالإنجليزية: Endoscope) لإجراء تنظير داخلي للحصول على عيِّنة أو خزعة (بالإنجليزية: Biopsy) من بطانة المعدة، والتي يمكن اختبارها بالعديد من الطرق للكشف عن وجود البكتيريا الملويَّة البوابيَّة.[١٤]
ولمعرفة المزيد عن تشخيص وتحليل الإصابة ببكتيريا المعدة يمكن قراءة المقال الآتي: (تحليل جرثومة المعدة).
علاج بكتيريا المعدة
يحتاج الفرد المصاب بالقرح الناتجة عن بكتيريا الملويَّة البوابيَّة إلى استخدام علاج من أجل قتل الجراثيم وتعافي بطانة المعدة المتضرِّرة، ومنع تكرار الإصابة بالقروح مرَّة أخرى، إذ يستغرق علاج المصاب في العادة من أسبوع واحد إلى أسبوعين من أجل أن يتحسَّن، وبعد ذلك يقوم الطبيب بتكرار إجراء اختبار الزفير أو البراز مرَّة أخرى واللذين تمَّت الإشارة إليهما أعلاه من أجل التأكُّد من زوال العدوى،[١٥] وبالحديث عن العلاج الذي يمكن أن يستخدمه المصاب ببكتيريا الملويَّة البوابيَّة فيمكن القول إنَّ الدورة العلاجيَّة للإصابة بهذه البكتيريا يطلق عليها بروتوكول استئصال الملويَّة البوابيَّة (بالإنجليزية: Helicobacter pylori eradication protocols) وتتضمَّن أخذ المصاب للعديد من الأدوية التي يمكن بيانها فيما يأتي:[١١]
- المضادَّات الحيويَّة: (بالإنجليزية: Antibiotics) المستخدمة من أجل قتل بكتيريا الملويَّة البوابيَّة، إذ يستخدم المصاب نوعين من المضادَّات الحيويَّة معاً تتمثَّل بأخذ دواء كلاريثروميسين (بالإنجليزية: Clarithromycin) بالإضافة إلى دواء أموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin) أو دواء ميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole).
- مثبِّطات حمض المعدة: ومن الأمثلة عليها ما يأتي:[١١]
- مثبِّطات مضخَّة البروتون (بالإنجليزية: Proton pump inhibitors) واختصاراً PPIs التي تستخدم للتقليل من حمض المعدة، ممَّا يمكِّن المضادَّات الحيويَّة من أداء عملها بكفاءة، ومن الأمثلة عليها دواء أوميبرازول (بالإنجليزية: Omeprazole) ودواء لانسوبرازول (بالإنجليزية: Lansoprazole) ودواء بانتوبرازول (بالإنجليزية: Pantoprazole).
- حاصرات مستقبل هستامين 2 (بالإنجليزية: H2 blockers)، التي تثبِّط مادة الهيستامين (بالإنجليزية: Histamine) التي تحفِّز إنتاج الحمض، مثل دواء سيميتيدين (بالإنجليزية: Cimetidine).[١٦]
- بسموث سبساليسيلات (بالإنجليزية: Bismuth subsalicylate) الذي يغلِّف القرحة ويحميها من وصول حمض المعدة إليها.[١٦]
ولمعرفة المزيد عن علاج بكتيريا المعدة يمكن قراءة المقال الآتي: (كيفية علاج جرثومة المعدة).
تأثير الإصابة ببكتيريا المعدة على الإنسان
يمكن الإشارة إلى العديد من المضاعفات المصاحبة للإصابة بعدوى الملويَّة البوابيَّة فيما يأتي:[١٠]
- التهاب بطانة المعدة: إذ يمكن أن تتسبَّب عدوى الملويَّة البوابيَّة في تهيُّج المعدة، الأمر الذي يسبِّب المعاناة من التهاب المعدة.
- قرحة المعدة: حيث يمكن أن تتسبَّب البكتيريا الملويَّة البوابيَّة في تلف البطانة الواقية لكلٍّ من المعدة والأمعاء الدقيقة، الأمر الذي قد يسمح لحمض المعدة بالتسبُّب بحدوث قرحة مفتوحة،[١٠] وفي حال كان وضع القرحة سيئاً جدّاً فقد يؤدِّي ذلك إلى المعاناة من العديد من المشاكل الصحيَّة التي يمكن ذكرها فيما يأتي:[١]
- تآكل بطانة المعدة.
- النزف في حال تلف الأوعية الدمويَّة.
- حدوث ثقب في جدار المعدة.
- حدوث انسداد في حال حدثت القرحة في موضعٍ يمنع الطعام من مغادرة المعدة.
- الإصابة بسرطان المعدة (بالإنجليزية: Stomach Cancer).
فيديو عن جرثومة المعدة
تتحدّث اختصاصية الجهاز الهضمي والكبد والتنظير الدكتورة ريم محمد الحلالشة عن جرثومة المعدة أو ما تُعرف بالجرثومة الحلزونيّة.
المراجع
- ^ أ ب “Helicobacter Pylori”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ “Helicobacter pylori and gastric cancer in the Middle East: A new enigma?”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ^ أ ب “Transmission of Helicobacter pylori: a role for food?”, www.who.int, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ “The Epidemiology of Helicobacter Pylori Infection”, pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ “Helicobacter Pylori Infection in the Colombian Andes: A Population-Based Study of Transmission Pathways”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ “Helicobacter pylori”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ “Helicobacter pylori infection and treatment (Beyond the Basics)”, www.uptodate.com, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ “H. Pylori Transmission and Spread of Infection”, publichealth.arizona.edu, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ “Helicobacter pylori”, kidshealth.org, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Helicobacter pylori (H. pylori) infection”, www.mayoclinic.org, Retrieved 27-5-2020.
- ^ أ ب ت ث ج “Helicobacter pylori”, www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ “Helicobacter pylori infection”, www.ucsfhealth.org, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ “Helicobacter Pylori Tests”, www.healthlinkbc.ca, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ “Helicobacter pylori Infection”, www.msdmanuals.com, Retrieved 27-5-2020.
- ↑ “What Is H. pylori?”, www.webmd.com, Retrieved 27-5-2020.
- ^ أ ب “Helicobacter pylori (H. pylori) infection”, www.mayoclinic.org, Retrieved 27-5-2020. Edited.