تخصصات جامعية

جديد ما هي الهندسة الصناعية

الهندسة الصناعيّة

الهندسة الصناعيّة هي عبارة عن فرع من فروع الهندسة، حيث تشتملُ على معرفة طريقة أداء الأشياء والعمليّات المختلفة، وجَعلها تعمل بشكل أفضل؛ فهي تتناول في طيّاتها عمليّات التصميم، والتطوير، والتشغيل، والاختبار لمُختلَف الأنظمة الصناعيّة التي تُفيدُ الإنسان، وتُحسِّن من عمليّة الإنتاج، كما تُحسِّن الهندسة الصناعيّة من أساليب العمل والإنتاج؛ للوصول إلى كلّ ما هو أفضل، إذ يَهدفُ المهندس الصناعيّ في عمله إلى خَفْض تكاليف الإنتاج، وزيادة كفاءة العمليّات، كما يهتمُّ بتحسين جودة المُنتَجات والخدمات التي يتمّ تقديمها.[١]

وتهتمُّ الهندسة الصناعيّة بشكل عام ببناء وتطوير الأنظمة الصناعيّة المُتكامِلة، بمختلف عناصرها من أفراد، ومعلومات، وموادّ، ومعدّات، بالإضافة إلى الطاقة، وتعتمدُ في بناء هذه الأنظمة على المعرفة، والمهارات في مختلف العلوم، كالفيزياء، والعلوم الاجتماعيّة، والرياضيّات، بالإضافة إلى الأساليب، والمبادئ الهندسيّة في التصميم، والتحليل، وهنا يجدر الذكر بأنّ الهدف الأساسيّ هو الجَمْع بين كافّة العلوم، والمبادئ الهندسيّة؛ لزيادة كفاءة الأنظمة الصناعيّة في قطاع المُنتَجات، أو قطاع الخدمات، وتقييم الأداء بفاعليّة أكبر.[٢]

تاريخ الهندسة الصناعيّة

ظهرت الأعمال المُرتبطة بالهندسة الصناعيّة منذ القِدَم؛ فقد تجلَّت البداية في صناعة الرماح، والسهام في العصور القديمة، ثمّ في عصر النهضة الزراعيّة، ومنها إلى عصر استخراج المعادن، إذ أنشئت الأعمال المُتعلِّقة بالهندسة الصناعيّة، وشملت بلاد الحضارات القديمة جميعها، وظهرَ ذلك جليّاً في تطوير التصميم، والتنظيم، والقدرة على جدولة الأعمال وتجهيزها باحترافيّة عالية، ومن الأمثلة على ذلك: صناعة السُّفُن، والعجلات الحربيّة، وبناء الأهرامات، وصناعة الورق، والنسيج، وغيرها من الصناعات الأخرى، وقد ازداد تطوُّر وتعقيد الأعمال، والمُنظَّمات، والمُؤسَّسات المُرتبِطة بالهندسة الصناعيّة، إذ أصبحت تَصبُّ تركيزها على تحسين الجودة، وزيادة فعاليّة العمليّات الإنتاجيّة، من خلال إدخال الحواسيب، وعمليّات الأتمتة على النُّظُم الإنتاجيّة.[٣]

وقد أدّى ذلك إلى نُموّ الهندسة الصناعيّة نُموّاً ملحوظاً، مع أنّ عمل المهندس الصناعي كان يرتكز على العمليّة الإنتاجية، إلّا أنّ الشركات والمُؤسَّسات وسَّعت دائرة عمله لتشملَ تصميم الأنظمة الإداريّة، ومع إضافة طابع هندسة النُّظُم إلى تخصُّص الهندسة الصناعيّة، أصبح العمل على المستوى العامّ للشركات،[٣] ويمكن القول بأنّ الهندسة الصناعيّة كانت ترتكز في بداياتها على زيادة كفاءة العمليّات المختلفة، وزيادة الأرباح الناتجة عنها، ومن ثمّ انتقلَت إلى تطوير الآلات، والمعدّات، وتحسين استخدام مصادر الطاقة، وإيجاد تطبيقات مختلفة ومُتطوِّرة تساعد في تحسين الإنتاجيّة وزيادتها، كما ظَهَر مفهوم إدارة الجودة الشاملة (بالإنجليزيّة: Total Quality Management)، والذي يتّم اختصاره في (TQM)، حيث أصبحَ جزءاً أساسيّاً من الهندسة الصناعيّة فيما بعد؛ وذلك لأنّ إدارة الجودة الشاملة تُركِّز في مُجمَلها على تحسين جودة المُنتَجات، كما تحرص على مراقبة مراحل العمليّة الإنتاجيّة جميعها.[١]

مراحل تطوُّر الهندسة الصناعيّة

مرَّت الهندسة الصناعيّة خلال تطوُّرها بعدّة مراحل، حيث كان للعديد من المُفكِّرين، وروّاد الهندسة دوراً كبيراً فيها، وهذه المراحل هي:[٣]

  • مرحلة تخصيص العمل (بالإنجليزيّة: Specialization):وفي هذه المرحلة يتمّ تقسيم أساليب الإنتاج إلى عدّة وحدات، بحيث يكون لكلّ وحدة عمالة مُتخصِّصة فيها، الأمر الذي يرفع الإنتاجيّة.
  • مرحلة تبسيط العمل (بالإنجليزيّة: Simplification): وفي هذه المرحلة يتمّ وَضْع خطوات لكلّ وحدة من وحدات العمليّة الإنتاجيّة، إذ تكون خطوات مُتسلسِلة ومنطقيّة، ينتجُ عنها تصاميم جديدة لأنظمة الإنتاج.
  • مرحلة توحيد المعايير (بالإنجليزيّة: Standardization): ويتمّ فيها توحيد معايير المُنتَجات، ومواصفاتها، الأمر الذي يُنتج توحيداً قياسيّاً للمعدّات، والأدوات المُستخدَمة في الإنتاج.
  • مرحلة الإنتاج بكمّيات كبيرة (بالإنجليزيّة: Mass Production): في هذه المرحلة تُستخدَم معدّات، وأساليب إنتاجيّة مُتطوِّرة؛ لضمان إنتاج كمّيات كبيرة، مع مراعاة أن تكون الكفاءة الإنتاجيّة مرتفعة، وأسعار المُنتَجات مُنافِسة في الأسواق.
  • مرحلة الإدارة العلميّة (بالإنجليزيّة: Scientific Management): وفيها تتمّ إدارة أنظمة الإنتاج، وتشتمل الإدارة على التخطيط، والتصميم، والقياس، والجدولة، كما تشتمل هذه المرحلة على العديد من المهامّ، ألا وهي:
    • دراسة طُرُق التخطيط، وجدولة الإنتاج (بالإنجليزيّة: Schedualing, Planning and Control).
    • دراسة مُتطلَّبات المعدّات، والعمالة، ومكان العمل (بالإنجليزيّة: Industrial acility Design).
    • دراسة طُرُق وأساليب الإنتاج (بالإنجليزيّة: Process Design).
    • دراسة أزمنة الإنتاج، وحركة العمل (بالإنجليزيّة: Work Design & Motion and Time Study).
  • مرحلة التكامُل الصناعيّ (بالإنجليزيّة: Industrial Integration): وفي هذه المرحلة يتمّ استخدام أساليب تقنيّة، وطُرُق رياضيّة حديثة لبحوث العمليّات، والعمليّات الإحصائيّة، وعلوم الاجتماع، وعلم النفس، ومختلف الأمور التي تُؤثِّر في العمل الصناعيّ، وظروفه، وإدراته الفنّية؛ من أجل إحداث التكامُل الصناعيّ.

روّاد الهندسة الصناعيّة

ومن روّاد الهندسة الصناعيّة، والذين أسهموا بشكل كبير في تطوُّرها:[١]

  • صمويل كولت (بالإنجليزيّة: Samuel Colt): وهو أوّل من ظهر بفكرة خطّ التجميع (بالإنجليزيّة: Assembly Line).
  • فريدريك تايلور (بالإنجليزيّة: Frederick Taylor): وهو أوّل من قدَّم فكرة الإدارة العمليّة (بالإنجليزيّة: Scientific Management)، ودراسة الوقت والحركة (بالإنجليزيّة: Motion and Time Study).
  • هارينغتون إيمرسون (بالإنجليزيّة: Harrington Emerson): وقد وصف الأساليب الأساسيّة التي تُحسِّن من كفاءة الإنتاج في كتابه الذي يحمل عنوان مبادئ الكفاءة الإثنا عشر (بالإنجليزيّة: Twelve Principles of Efficiency).
  • هنري لورنس جانت (بالإنجليزيّة: Henry Laurence Gantt): وهو من طوَّر المُخطَّط الخاصّ بالإدارة التنظيميّة.
  • هنري فورد (بالإنجليزيّة: Henry Ford): وهو أوّل من استغلَّ خطّ التجميع في تصنيع السيارات.
  • إلياهو جولدرات (بالإنجليزيّة: Eliyahu M. Goldratt): وهو أوّل من طوَّر نظريّة القيود والشروط (بالإنجليزيّة: Theory of Constraints)، والتي من خلالها تمَّ تحديد أهمّ العوامل التي يمكن أن تُعيقَ سَير التصنيع، أو أيّة عمليّة أخرى، وطرق تحسينها.

اهتمامات المهندس الصناعيّ

تتعدَّد اهتمامات المهندس الصناعيّ، والمجالات التي يعمل فيها، ومنها اهتمامه بالعلوم الإنسانيّة، ولعلَّ اهتمام المهندس الصناعيّ بالعلوم الإنسانيّة هو ما يُميِّز هذه الهندسة عن غيرها من أنواع الهندسة الأخرى؛ حيث إنّ دراسة المهندس الصناعيّ لبعض مجالات علم الاجتماع، وعلم النفس، من شأنه أن يساعده على فَهْم أعمق لإدارة الموارد البشريّة، كما أنّه يستطيع أن يعرف عدد المُوظَّفين المطلوبين للعمل، وهل يتناسب مُوظَّف ما مع مهمّة مُعيَّنة أم لا، كما أنّه يُحدِّد مدى أمان الوظيفة، ويُركِّز أيضاً على مدى التوافُق بين الإدارة، والمُوظَّفين، وهل يلزم تدريب المُوظَّف بشكل أكبر أم لا.[٣]

ومن الأمور الأخرى أيضاً، الاهتمام باحتياجات القُوى العامِلة؛ حيث يهتمّ المهندس الصناعيّ بمعرفة حاجات القُوى العاملة، وتلبيتها، والجدير بالذِّكر أنّه لا بُدّ للمهندس الصناعيّ من أن يدرسَ حركة العامِلين، والوقت الذي يحتاجونه لأداء عَمل ما، وأن يدرس سياسة الشركة في وَضْع نماذج لأداء المُوظَّف لعَمَله، وذلك لمعرفة احتياجات المُوظَّف بشكل دقيق، أمّا عن دراسة الوقت، والحركة للعمليّة الإنتاجيّة، فإنّها مُهمّة جدّاً لتحقيق المعايير التي يتمّ وَضْعها من قِبَل المُؤسَّسة، سواء كان ذلك من ناحية التكلفة، أو من ناحية الإنتاج.[٣]

والمهندس الصناعيّ شخص قادر على العمل بشكل مُتكامِل، كما أنّه قادرٌ على الجَمْع بين مختلف العمليّات، والمُنتَجات، والموارد، و تحقيق أهداف المُؤسَّسة التي يعمل بها، من حيث تحسين الإنتاج، وزيادة جودة المُنتَجات، والخدمات التي يتمّ تقديمها، كما يمتلك المهندس الصناعيّ الفرصة للعَمل في مختلف المشاريع التي تَجمعُ بين الهندسة، والإدارة، وهو حلقة الوَصْل بين أقسام المُؤسَّسة المختلفة،[٤] إضافة إلى أنّ له دوراً قياديّاً في الاقتصاد الحديث؛ حيث إنّه قادر على تشغيل، وتنظيم، وتحديث الأنظمة المُعقَّدة والمُتداخِلة فيما بينها، والتي تتكوَّن من رأس المال، والمعدّات، والبَشَر، بالإضافة إلى الطاقة، والمعلومات اللازمة، كما أنّ المهندس الصناعيّ يبذلُ ما بوسعه؛ لكي يُحسِّن أداء العمل، ويستخدمَ الطاقات المُتاحة بشكل جيّد.[٥]

ويستطيع المهندس الصناعيّ أن يعملَ في العديد من المجالات الصناعيّة، ومجالات الاستثمار، وخاصّة المشاريع المُتعلِّقة بالجودة، والصيانة، والسلامة، كما يستطيع أن يعملَ في مجال الصناعات التحويليّة،[٦] ومن الوظائف التي يمكن أن يشغلَها المهندس الصناعيّ: وظيفة مهندس صيانة؛ حيث يُصمِّم الاستراتيجيّات، وخُطَط الصيانة والطُّرُق المناسبة لتنفيذها، وتخطيط الأعمال وجدولتها، وتحديد طُرُق التعامُل مع الأمور الطارئة، وإدارة مخازن الصيانة والأدوات الخاصّة بها، والتواصُل مع الأقسام التي تختصُّ بالعملاء؛ للتنسيق معها فيما يتعلَّق بصيانة أمور ما، ووظيفة مُهندس تحكُّم، ومن الأمور التي يهتمّ بها: إدارة العمليّات الصناعيّة، وحلّ المشكلات الطارئة، ومعرفة مصدر الخَلَل، ومن ثمّ تحليل الأسباب؛ لتلافيها مُستقبَلاً، وتطبيق معايير الجودة المُعتمَدة، وإدارة المشاريع ضمن الوقت، والتكلفة المُتَّفَق عليها من قَبْل.[٥]

فيديو عن أفضل التخصصات الهندسية

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن أفضل التخصصات الهندسية :

المراجع

  1. ^ أ ب ت Jim Lucas (2014-10-10), “What Is Industrial Engineering?”، www.livescience.com, Retrieved 2018-6-13. Edited.
  2. “قسم الهندسة الصناعية”، www.engineering.ju.edu.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-10. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج م. أيمن عبده عقلان، أساسيات الهندسة الصناعية ، صفحة: 1-2، 5-6. بتصرّف.
  4. “فرع الهندسة الصناعية”، www.pme.uotechnology.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-10. بتصرّف.
  5. ^ أ ب هيفاء الزبيدي، سالم السعيدي، كلية الهندسة، دليل التخصص والوظيفة، جامعة السلطان قابوس: مركز التوجيه الوظيفي، صفحة: 12-13. بتصرّف.
  6. “نبذة عن قسم الهندسة الصناعية”، www.feng.bu.edu.eg، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-10. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى