محتويات
اللغة السريانية
اللغة السريانيّة هي إحدى اللغات السامية والتي تعود في أصلها إلى اللغة الآرامية. خلال الألفيّة الأولى قبل ميلاد المسيح – عليه السلام – كانت نشأة اللغة الآرامية والتي تعدّ تاريخياً الأصل للغة السريانية. وفي القرن السادس بعد الميلاد أصبحت اللغة الآراميّة هي اللغة الرسمية والمعتمدة في منطقة الهلال الخصيب، أمّا اللغة السريانيّة فهو الاسم الذي اكتسبته هذه اللغة في القرن الرابع الميلادي وذلك عندما بدأت الديانة المسيحية بالتوسّع في منطقة بلاد الشام.
أهمية اللغة السريانية
اكتسبت اللغة السريانية أهميّةً دينيّة وبشكل كبير جداً؛ حيث تعتبر من قبل الباحثين بأنّها من أكثر ثلاث لغات من ناحية الأهمية إلى جانب اللغتين اليونانية واللاتينية؛ حيث تعتبر هذه اللغة من أكثر اللغات التي تمّت بها كتابة وتدوين كتب الديانة المسيحيّة القديمة والتي تعد إرثاً كبيراً وهاماً لأتباع هذه الديانة، بالإضافة إلى ذلك فإنّ اللغة الآرامية كانت هي لغة السيّد المسيح عليه السلام، من هنا فقد اكتسبت هذه اللغة أهميّةً كبيرة.
أحرف اللغة السريانية
تمتلك اللغة السريانيّة كباقي اللغات السامية الأخرى أحرفاً متعدّدة، وعددها 25 حرفاً، ثلاثة منها هي حروف علّة في حين أنّ باقي الأحرف هي حروف صامتة. تتميّز هذه اللغة بإمكانية إخراج أصوات أخرى إضافية وذلك يكون عن طريق إمّا إضافة نقطة تحت الحرف؛ حيث يدلّ ذلك على ترقيق الحرف، أو إضافة نقطة فوق الحرف ممّا يدل على تقسية الحرف. وهناك ثلاثة خطوط من الخطوط الرئيسيّة التي تكتب فيها اللغة السريانية والتي منها الأسطرنجيلي والسرطو والمندحايا.
غاية اللغة السريانية
المتخصّصون في الدراسات السامية لهم غاية كبرى في اللغة السريانية؛ فهي الطريقة التي بها يتم دراسة الديانة المسيحية السريانيّة، وهي حفظت النصوص المترجمة، والتي لم تتواجد بلغاتها الأصلية، وهذه اللغة هي التي كانت الوسيط بين العلوم اليونانية وبين العلماء المسلمين في العالم الإسلامي؛ حيث إنّ العرب والمسلمين قد نقلوا الكتب اليونانيّة إلى اللغة العربية عن طريق ترجمة هذه الكتب من اللغة السريانية.
تأثير اللغة السريانية على باقي اللغات
ويعتقد العديد من الباحثين أنّ اللهجات التي تتواجد على ألسن أهالي بلاد الشام ما هي إلّا خليط من اللغتين السريانيّة والعربية، ومن أبرز السمات التي تدل على هذا الأمر هي كسر نهايات الكلمات بالإضافة إلى جمع الشاميين سكان بلاد الشام، للكلمات في اللهجة العاميّة المتداولة بينهم بإضافة حرف الياء إلى نهاية الكلمة، وأيضاً فإنّ حذف الهمزة في فعل الأمر واستبدالها بحرف الواو مثلاً هي ممّا يدل على التأثير الكبير للغة السريانية على بلاد الشام.