يمر الإنسان خلال سنين حياته في أوقات تسبب له مشاعر مختلفة، كالحب والكراهية والحقد والتسامح و الحماس والتخاذل والضعف والقوة والخيانة والإخلاص والتفكير العميق والتسرع، فتنوع هذه الصفات ناتج من تنوع ما يتعرض له الإنسان من مواقف. ولكن الإنسان الناجح هو بالقطع من يستطيع تجاوز المشاكل التي تعترضه، فهو بذلك يطمح للأفضل في حياته. فالسلبية التي تجتاح الإنسان ستؤثر وتنعكس بكل ما هو سئ على حياته وعلى حياة محيطه.
الطاقة السلبية هي المظاهر السلبية وما يرافقها من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية وغيرها والتي تؤثر سلباً على حياة الشخص، وهي أيضاً لا تقف عند حدود شخص معين بل تؤثر على كافة العلاقات بينه وبين الناس، بل لها القدرة على اجتياح الأشخاص المحيطين فتصبح السلبية سمة عامة من سمات المجتمع.
تأتي السلبية بشكل عام للأفراد في مجتمع معين عن طريق العادات السيئة والأفكار القبيحة المتوارثة عبر الأجيال والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، وتأتي أيضاً من الاستبداد السياسي ومن التدهور الاقتصادي وردائة الأخلاق الاجتماعية، فيصبح الناس في ذلك المجتمع محبطين غير قادرين على اتخاذ القرارات في الأوقات المناسبة، لا يستطيعون رؤية واستشراف المستقبل ولا يستطيعون خلق الفرص من رحم المصاعب، خائفون، مترددون، مُسيطرٌ عليهم، الشلل يسري في أجسادهم، هذه المجتمع هو مجتمع سهل السيطرة عليه من القوى الكبرى في العالم.
مطورو الذات والسلبية…
لم يتعاط بعض من يدعون أنهم يمتلكون القدرات التي تؤهل من يتدربون على أيديهم على تخطي السلبية التي تجتاح حيواتهم، لم يتعاطوا بالطريقة الصائبة مع هذا الموضوع، فلم يستطيعوا مخاطبة الناس متنوعوا الثقافات والمرجعيات والشرائح الاجتماعية باللغة التي تسطيع الوصول إلى عقولهم وأفئدتهم، كما أنهم لا يمثلون تلك النماذج الناجحة التي يستطيع الناس الاقتداء بها، وهم أيضاً ركزوا على الشكليات أكثر من تركيزهم على المضمون، فالسلبي ليس الشخص الذي لم تعرف الابتسامة طريقاً إلى وجهه، ربما يكون دائم الابتسامة ولكنه سلبي، كما أن السلبي ليس الشخص الذي يستيقظ صباحاً بتثاقل وهمة منخفضة، ربما يكون من يلعب الرياضة الصباحية و ينام باكراً ويأكل الأكل الصحي أكثر سلبية ممن ينام متأخراً ومن يدمن معاقرة الكحول والسهر ليلاً في الحانات والنوادي الليلية.
كم أن من أهم ما يؤخذ عليهم حصرهم لنجاحات الإنسان بالنجاحات الوظيفية فقط، وهؤلاء تستخدمهم الشركات بشكل كبير في تطوير الموظفين وإيهامهم بأن العمل هو النجاح الوحيد في الحياة، طبعاً المستفيد الأول من هذا هم جناة الأموال. و أخيراً يؤخذ عليهم عدم مراعاتهم للظروف النفسية والمواقف التي يمر بها المتدرب، فربما يكون هذا المتدرب يعاني من مشاكل نفسية مستفحلة لا يتستطسع أمهر المدربين معالجته أو جعله إيجابياً.