ما هي الجملة الاعتراضية أو التفسيرية؟

• ذات صلة
• ما الفرق بين إذن وإذا
• ما هي شبه الجملة؟

تعريف الجملة الاعتراضية أو التفسيرية

إنّ الجملة الاعتراضيّة والجملة التفسيرية في اللغة العربيّة أمران مختلفان، فالجملة الاعتراضيّة هي الجملة التي تأتي بين شيئين متلازمين، وذلك لإفادة الكلام تقويةً وتسديدًا وتحسينًا، فقد تأتي بين المبتدأ والخبر أو بين الفعل والفاعل أو بين الفعل والمفعول به، وغير ذلك من المتلازمات.^[١]

مثالها: زيدٌ “أظنّه” مجتهدٌ، فإنّ جملة “أظنّه” قد وقعت بين شيئين متلازمين وهما المبتدأ “زيد” والخبر “مجتهدٌ” فهي جملة اعتراضيّة.^[١]

أمّا الجملة التفسيرية فهي الجملة التي يؤتى بها للتفسير والشّرح والتّوضيح، فهي تفسّر شيئًا غامضًا قد سبقها، وذلك على نحو: قال الناسُ قولًا (إنّكم خاسرون)، فجملة (إنّكم خاسرون) قد وضّحت الإبهام الواقع في كلمة “قولًا” ففصّلت وبيّنت، فهي جملة تفسيريّة.^[١]

مواضع الجملة الاعتراضية أو التفسيرية

للجملتين التفسيرية والاعتراضية مواضع مختلفة في اللغة العربية:

مواضع الجملة الاعتراضية

للجملة الاعتراضية كثير من المواضع في اللغة العربية، منها:^[٢]

• أن تأتي معترضة بين المبتدأ والخبر

وذلك على نحو قول الشّاعر: وفيهنَّ -والأيّامُ يعثرْنّ بالفتى- ** نوادبُ لا يَمللْنهُ ونوائحُ

جملة (والأيام يعثرن بالفتى) جملة معترضة قد اعترضت بين المبتدأ المؤخّر “نوادب” والخبر “فيهن”.

• أن تأتي معترضة بين الفعل وفاعله

وذلك على نحو قول الشّاعر: وقد أدركتْني -والحوادثُ جمّةٌ- ** أسنّةُ قومٍ لا ضِعافٍ ولا عُزل 

جملة (والحوادث جمّةٌ) جملة معترضة قد اعترضت بين الفعل “أدركتني” وفاعله “أسنّة”.

• أن تأتي معترضة بين الفعل ومفعوله

وذلك على نحو قول الشاعر: وبُدّلتْ -والدهر ذو تبدّلٍ- ** هيفًا دَبُورًا بالصِّبا والشّمألِ

جملة (والدهرُ ذو تبدّل) جملة معترضة قد اعترضت بين الفعل “بُدّلت” ومفعوله “هيفًا”.

• أن تأتي معترضة بين فعل الشّرط وجوابه

وذلك كقوله تعالى: {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}.^[٣]

(ولن تفعلوا) جملة معترضة قد اعترضت بين فعل الشرط “إن لم تفعلوا” وجواب الشرط “فاتّقوا”

• أن تأتي معترضة بين الحرف وتوكيده

وذلك على نحو قول الشّاعر: خليليَّ -لا والله- لا أملكُ الذي ** قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا

جملة (لا والله) جملة معترضة قد اعترضت بين الحرف “لا” وتوكيده.

• أن تأتي معترضة بين الصفة والموصوف

وذلك على نحو قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}.^[٤]

جملة (لو تعلمون) جملة معترضة قد اعترضت بين الموصوف “قسم” والصفة “عظيم”.

• أن تأتي بين القسم وجوابه

وذلك على نحو قول الشّاعر: لعمري -وما عمري عليّ بهيّن- ** لقد نطقت بطلًا عليّ الأقارع.

جملة (وما عمري عليّ بهيّن) جملة معترضة قد اعترضت بين القسم “لعمري” وجوابه “لقد نطقت بطلًا”.

• أن تأتي بين سوف والفعل المضارع الذي يليه

وذلك على نحو قول الشّاعر: وما أدري وسوف -إخالُ- أدري ** أقومٌ آلُ حصنٍ أم نساءُ

جملة (إخال) جملة معترضة قد اعترضت بين “سوف” والفعل المضارع “أدري”

مواضع الجملة التفسيرية

يُؤتى بها للتفسير والتّوضيح، ولها مواضع عدة:^[٥]

• أن تأتي مجرّدة عن الحروف التفسيرية

على نحو قوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}،^[٦] فجملة (هل هذا إلّا بشرٌ مثلكم) جملة تفسيريّة قد فسّرت ووضّحت جملة (أسرّوا النجوى) وهي مجرّدة من الحروف التفسيرية.

• أن تأتي مقرونة بأي التفسيرية

على نحو: أشرتُ إليه أي أكمل حديثك، “أي أكمل حديثك” جملة تفسيرية قد فسّرت ووضّحت جملة “أشرتُ إليه” وقد سبقت بحرف تفسير وهو “أي”

• أن تأتي مقرونة بأن التفسيرية

على نحو قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}،^[٧] (أن أصنع الفلك) جملة تفسيرية قد فسّرت ووضّحت جملة (أوحينا إليهم) وقد سبقت بحرف تفسير وهو “أن”.

أغراض الجملة الاعتراضية أو التفسيرية

للجملتين الاعتراضية والتفسيرية أغراض تختلف باختلاف المُراد منها، وتفصيل ذلك فيما يأتي:

أغراض الجملة الاعتراضية

للجملة الاعتراضيّة ثلاثة أغراض وذلك بحسب المعنى الذي تؤدّيه، ومنها:^[٨]

التوكيد

وذلك على نحو قول الشّاعر عمرو بن شأس: أردْتَ عرارًا بالهوانِ ومن يُرد ** عرارًا -لعمري- بالهوان فقد ظلم

جملة (لعمري) جملة معترضة غرضها التوكيد، وذلك لأنّ القسم أريد به التوكيد.

التحسين

وذلك على نحو قول الشّاعر زهير بن أبي سُلمى: سئمْتُ تكاليفَ الحياةِ ومن يعش ** ثمانين حولًا -لا أبا لك- يسأم

جملة (لا أبا لك) جملة اعتراضية لم تأتِ هنا للتوكيد أو التوضيح، فلم يرد من ذكرها الدعاء بفقد الأب، بينما ذكرها للتزيين والتّحسين؛ لما من عادات العرب أن يذكروا هذه الجملة.

التوضيح

قول قطري بن الفجاءة: فإن أمتْ حتفَ أنفي لا أمت كمدًا ** على الطّعانِ -وقصرُ العاجزِ الكمدُ-

ولم أقل: لم أساق الموت شاربه ** في كأسه والمنايا شرَّع وردُ

جملة (وقصر العجز كمد) جملة معترضة غرضها التّوضيح، فقد بيّنت ما انطوت عليه نفس الشّاعر من البأس والبطولة والشّجاعة خلافًا لغيره من العاجزين.

أغراض الجملة التفسيرية

للجملة التفسيرية غرضٌ واحدٌ وهو كشف حقيقة الجملة التي تسبقها وإيضاحها وبيانها، وذلك على نحو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.^[٩]

جملة (تؤمنون بالله ورسوله) قد بيّنت ووضّحت الجملة التي سبقتها (هل أدلّكم على تجارة) وهذا غرضها البلاغي.^[١٠]

إعراب الجملة الاعتراضية أو التفسيرية

فيما يأتي توضيح لكيفية إعراب الجملتين الاعتراضية والتفسيرية:

إعراب الجملة الاعتراضية

تُعرب الجملة الاعتراضيّة بأنّها جملة اعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب، مثل قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}،^[٤] فجملة (لو تعلمون) تُعرب: جملة اعتراضية لا محلّ لها من الإعراب.^[٢]

إعراب الجملة التفسيرية

تعرب الجملة التفسيرية بأنّها جملة تفسيرية لا محلّ لها من الإعراب، مثال قوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}،^[٦] فجملة (هل هذا إلّا بشرٌ مثلكم) جملة تفسيريّة لا محلّ لها من الإعراب.^[٢]

أمثلة على الجملة الاعتراضية أو التفسيرية

فيما يأتي أمثلة متنوّعة على الجملتين الاعتراضية والتفسيرية:

أمثلة على الجملة الاعتراضية

من الأمثلة الشعرية على الجملة الاعتراضية:

• إذا قلتُ ما بي -يا بثينةُ- قاتلي ** من الوجد قالت: ثابتٌ ويزيدُ
• فلو أنّما أسعى لأدنى معيشةٍ ** كفاني -ولم أطلب- قليلٌ من المال

أمثلة على الجملة التفسيرية

من الأمثلة المنوّعة على الجملة التفسيريّة:

• وترمينني بالطّرف (أي أنت مذنبٌ) ** وتقلينني لكن إياكِ لا أقلي
• {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ}.^[١١]

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 287 – 289. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب ت} شوقي المعري، إعراب الجمل وأشباه الجمل، صفحة 29. بتصرّف.
3. ↑ سورة البقرة، آية:24
4. ^ ^{أ ب} سورة الواقعة، آية:76
5. ↑ شيخ زاده، شرح قواعد الإعراب، صفحة 45 – 52. بتصرّف.
6. ^ ^{أ ب} سورة الأنبياء، آية:3
7. ↑ سورة المؤمنون، آية:27
8. ↑ فخر الدين قباوة، إعراب الجمل و أشباه الجمل، صفحة 67. بتصرّف.
9. ↑ سورة الصف، آية:10 – 11
10. ↑ فخر الدين قباوة، إعراب الجمل وأشباه الجمل، صفحة 80. بتصرّف.
11. ↑ سورة ص، آية:6